عدن، نيوزيمن، محمد علي جسار:
رغم جمال منظر مدينة كريتر الزاهي تحت ناظريك وأنت أمام أعلى بيوت (جبل البادري)، لكنك تحس معاناة السكان في هذا الجبل عندما تكون بقربهم.. هكذا يخبرنا سالم النمر عن المعاناة التي يتحملها سكان البادري.
وقال: إن المعاناة والصعوبات التي يواجهها السكان هنا ليست بالهينة، فمعاناة نقل أسطوانات الغاز من شارع أروى وحتى أعلى الجبل تُعد من أكثر المشاكل التي نواجهها هنا.
وأضاف سالم لنيوزيمن، إن أزمة "الشُرت" (الماس الكهربائي) المتكررة وسقوط أسلاك الكهرباء هي معاناة ثانية تُضاف إلى سلسلة ليست قليلة من المعاناة التي تواجه سكان الجبل..
يقودك الهواء البارد من أعلى نقطة في جبل البادري إلى الانسجام التام مع جمال المدينة المنظورة، فترى أمامك البيوت المتراصة، وتلمح أمام ناظريك جبل الفرس وسلسلة جبال شمسان، والمجلس التشريعي.. لكن يقول الأستاذ هاني عبد اللطيف: إن المكان ورغم أنه جميل، لكنه تنقصه الأساسيات في الحياة، فالماء غير متوافر إلا في يوم واحد بالأسبوع، ولا يأتي للبيوت إلا عن طريق أربع (ديناموهات).
وعندما رأينا تسليك المياه دُهشنا حقاً من كمية التعقيد الموجودة هناك.. يقول هاني: وعدتنا إحدى المنظمات بأنها ستقوم برصف الطريق من جهة الأهلية، لكننا لم نر أي بادرة حقيقية لذلك الرصف، ومشروع الرصف والذي قد بدأ من جهة البادري لم يكمل نصفه حتى توقف.
تعبر الأزقة الضيقة حتى تصل، وترى الأطفال يتشبثون بجدران الجبل حتى يصلوا، لكن ترى قرب قمة الجبل شجرة وكأنها رسالة للحياة تقول: ستبقى الحياة جميلة رغم كل شيء، يقول أحمد مرشد، والذي يسكن البادري قرابة اثني عشر عاماً: إن المواد الغذائية يصعب الوصول إليها، لأن المسافة بين البقالة والسكن كبيرة، وحتى مواد البناء تأتي إليك بزيادة ستين ألف ريال، فصعوبة الطريق غير المرصوف أحد العوامل التي ترفع من قيمة المتطلبات.
تطل مدينة كريتر الجميلة أمام عينيك وأنت في (البادري).. لكن هذا الجمال يخفي معاناة السكان هنا، والذين يتحملون صعوبات ومشاق جمة لكي يعيشوا ويعتاشوا..
جبل البادري هو أحد الجبال الكثيرة المسكونة في مدينة عدن والتي يعاني سكانها أيضاً مثل ما يعاني السكان في هذا الجبل.
