ما لنا دخل، ولكن أمه صائمة.. "هاشم الشامي" الباب الكبير.. الكادحون في مواجهة قناصي الإصلاح

متفرقات - Saturday 30 March 2019 الساعة 03:56 pm
تعز، نيوزيمن، خاص:

شيع أبناء تعز القديمة رفيقهم "هاشم الشامي"، شاباً في مقتبل عمره، أردته رصاصة الحشد الشعبي الإصلاحي في تعز..

يقول "جمال الأسمر"، وهو رفيق الشهيد: "هم عائلة بسيطة، عائلات تعز القديمة عمال وفلاحون، كادحون.. دنياهم كلها هي أهلهم ومعارفهم، لا علاقة لهم بالسياسة ولا بالأحزاب.. ويوم الجمعة 22 مارس، كان قناصة حشد اللجنة الأمنية يطوقون المدينة، وهاشم وأمه في عالمهم الصغير.. هي صائمة، وخرج ابنها يشتري لها فطوراً ككل يوم تصوم فيه".
كانت المدينه محاصرة من كل الاتجاهات والقصف والقنص يصل إلى كل الأحياء السكنية في المدينة، وهاشم من سكان باب الكبير.. ذلك هو عالمه لا يتخيل أنه سيُقتل يوماً، لأنه خرج للسوق الذي يعيش معه يومه وليله لكن رصاصة قناص اخترقت عينه ورأسه.

يواصل جمال حديثه عن هاشم: "كان بكاء والدته سيد الموقف يومها، لم تترك لنا مجالاً لنبكي هاشم معاها.. كانت تقول أني السبب".

حين أعادوه من المستشفى، أمس الجمعة، جثة ليتم دفنه، وفتحت أمه عن وجهه قبلته الأولى والثانية، لكن فؤادها لا يزال خاوياً، فانكبت عليه تضمه في مشهد موجع، كأنما تتمنى لو تستطيع رده إلى أحشائها جنيناً.

أنتم فرقاء السياسة والصراعات لا تعلمون ما هو قلب أم لا تعلم في الدنيا إلا ابنها وخطواته وعالمهم الصغير.. لا تحسن هي الكلمات، لم ترفع وجهها لحظة واحدة للكاميرا، لم تكترث لكل الموجودين حولهم.. فقط قبّلت ابنها وعادت ترفع عينها للسماء..

"توفي الشاب الخلوق هاشم الذي عمّت خدماته المجتمع قبل المدينه".

يقول جمال: "هاشم لم يكن مسلحاً، ولم يكن محارباً".
في اليوم الماضي من موته قابلته في باب الكبير وكان القنص كثيفاً.. هاشم ابتسم لي، وقال لي بلهجة أبناء المدينة "يازعيم، احنا ما لنا دخل.. وين رايح؟ قلت له أيوه ما لنا دخل، وضحكنا سوياً".. وكانت آخر ضحكاتنا..