قمة تونس: التدخلات الخارجية وراء نزيف الدم العربي
السياسية - Sunday 31 March 2019 الساعة 09:09 pm
أكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، خلال افتتاحه أعمال القمة العربية الـ 30 في تونس، على استمرار المملكة في "تنفيذ برامجها للمساعدات الإنسانية والتنموية لتخفيف معاناة الشعب اليمني ودعمه لجهود الأمم المتحدة للوصول إلى حل سياسي وفق المرجعيات الثلاث.
وطالب الملك سلمان، المجتمع الدولي بإلزام المليشيات الحوثية المدعومة من إيران بوقف ممارساتها العدوانية التي تسببت في معاناة الشعب اليمني وتهديد أمن واستقرار المنطقة.
وقال "تشكل السياسات العدوانية للنظام الإيراني انتهاكا صارخا لكافة المواثيق والمبادئ الدولية، وعلى المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته تجاه مواجهة تلك السياسات ووقف دعم النظام الإيراني للإرهاب في العالم".
وجدد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، التأكيد على الرفض القاطع لاعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل.
وقال: "ستظل القضية الفلسطينية على رأس اهتمامات المملكة حتى يحصل الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، استناداً إلى القرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".
وجدد الملك سلمان "التأكيد على الرفض القاطع لأي إجراءات من شأنها المساس بالسيادة السورية على الجولان، ونؤكد على أهمية التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية يضمن أمن سوريا ووحدتها وسيادتها، ومنع التدخل الأجنبي، وذلك وفقاً لإعلان جنيف (1) وقرار مجلس الأمن ( 2254)".
وفيما يتعلق بالأزمة الليبية، أكد حرص المملكة على "وحدة ليبيا وسلامة أراضيها، ودعم جهود الأمم المتحدة للوصول إلى حل سياسي يحقق أمن ليبيا واستقرارها والقضاء على الإرهاب الذي يهددها".
وأشار إلى أن السعودية تواصل "دعمها للجهود الرامية لمكافحة الإرهاب والتطرف على كافة المستويات"، مشددا على أن "العمل الإرهابي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا، يؤكد أن الإرهاب لا يرتبط بدين أو عرق أو وطن"..
من جانبه قال الرئيس عبد ربه منصور هادي في كلمته بالاجتماع، إن مليشيا الحوثي مسؤولة عن الأزمة الإنسانية والسياسية التي يمر بها اليمن، متهما إياها بمحاولة تدمير الدولة اليمنية والنسيج الاجتماعي.
وأكد هادي أن مليشيا الحوثي بتحريض إيراني مسؤولة عن إفشال جميع محاولات الحل السياسي في اليمن، مؤكدا أن طهران تواصل دعمها لميليشيا الحوثي الإرهابية.
بدوره، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إننا نضم صوتنا إلى كل المطالبين بتطبيق اتفاق ستوكهولم، وتنفيذ الانسحاب الكامل والفوري من ميناء الحديدة، كمقدمة لبدء المفاوضات الرامية لتسوية الأزمة اليمنية وفقا لمرجعياتها المعروفة: قرار مجلس الأمن 2216، والمبادرة الخليجية، ومقررات الحوار الوطني.. ونطالب الجميع بالتخلي عن منطق الغلبة والاستقواء، والتوصل إلى كلمة سواء، تعلي مصلحة اليمن وشعبه الشقيق.
وأوضح أن مواجهة خطر الإرهاب، الذي بات يهدد وجود الدولة الوطنية في المنطقة العربية، تقتضي التحرك بشكل سريع وبدون مماطلة، لتطبيق جميع عناصر المقاربة الشاملة لمكافحة الإرهاب، التى تضمنتها قرارات جامعة الدول العربية ذات الصلة، وعلى رأسها قرار "تطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب"، الذى اعتمد فى القمة العربية الأخيرة في الظهران.
وأكد الرئيس السيسى، أنه لن تكون هذه المواجهة الضرورية ناجحة، إلا إن شملت أيضا التحرك الحثيث لتجديد الخطاب الديني، بحيث يعكس الروح السمحة الحقيقية لديننا الحنيف، بعيدا عما يدعيه الجهلاء، وبمنأى عن أية أفكار تخالف جوهره، وتدعو للعنف أو الفرقة أو الطائفية، باسم الدين، وهو منها براء.
وأكد أن الدم العربي لا يزال يراق في عدد من الأوطان العربية، بأيد عربية حيناً، وعلى يد إرهابيين أجانب وميليشيات عميلة لقوى إقليمية، تسعى للتدخل فى الشئون العربية لإعلاء مصالحها، أحيانا أخرى.
واعتبر أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، العراقيل التي تواجه تطبيق اتفاق ستوكهولم تأكيدا أن آمال الحل السياسي في اليمن ما زالت بعيدة.
وقال "ما زالت الآمال بعيدة للوصول إلى حل سياسي ينهي الصراع الدامي والمعاناة الإنسانية للشعب اليمني رغم قناعة المجتمع الدولي أن لا نهاية لهذا الصراع إلا بحل سياسي شامل يستند إلى المرجعيات المعلنة".
وطالب أمير الكويت، إيران باحترام سيادة الدول وحسن الجوار، وقال: "نؤكد حرصنا على علاقة صداقة وتعاون مع إيران ترتكز على مبادئ القانون الدولي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة الدول وحسن الجوار، وندعو إيران لذلك"، مشددا على ضرورة أن يحرص العالم أجمع على إشاعة قيم التسامح وتغليب الحوار والقبول بالطرف الآخر.