لماذا يدافع هادي وقادة الاصلاح والاشتراكي عن وثيقة تؤسس لفتن مستدامة في اليمن؟

لماذا يدافع هادي وقادة الاصلاح والاشتراكي عن وثيقة تؤسس لفتن مستدامة في اليمن؟

السياسية - Thursday 02 January 2014 الساعة 07:06 am

كتب سامي غالب الذين يدافعون عن وثيقة بنعمر باعتبارها حلا للقضية الجنوبية، بمن فيهم أولئك الذين تحفظوا عليها ثم عادوا لتبنيها مع بعض التحفظات، إما معتوهون وإما منافقون وإما أدوات لمخططات دولية. هذه الوثيقة لا تؤسس لأي حل للقضية الجنوبية بقدر ما هي صفقة شراء وقت بين أطراف العصابة الحاكمة التي اختطفت الدولة والحراك والثورة بتشجيع أميركي وغربي، حررها وجه الكآبة جمال بنعمر، وهدفها المباشر والفوري مواجهة أزمة الشرعية التي يواجهها الرئيس هادي وأطراف حكومة الوفاق. الوثيقة تؤسس _ على الضد من عنوانها_ لفوضى عارمة في اليمن، وتحفز لقضايا جديدة أشد عصبوية في اليمن عموما، شماله قبل الجنوب، وتزج باليمنيين العاديين في أتون حروب اهلية تخدم مصالح السياسيين الفاسدين الذين ينعمون بالأمان في قلاعهم الحصينة في العاصمة صنعاء. الرئيس هادي وشركاؤه في صنعاء يتآمرون على الطيبين من اليمنيين من خلال وثيقة بغيضة تُحمِل الأبرياء جريرة جرائمهم، وتمزق الوحدة الوطنية باسم قضية عادلة هم أشد أعدائها، في الماضي القريب والآن وفي المستقبل. يبتزون اليمنيين العاديين بالانفصال لكي يستمروا في السلطة. وفي السلطة يرتكبون الفظاعات منذ عامين، ويتكالبون على الدولة لكأنهم غزاة همجيون أو عصابات تقطع. سلوك الرئيس الأخرق ومستشاره الخارق، مجترح المعجزات والاختراعات الباهرة، وقادة التجمع اليمني للإصلاح، يؤكد بانهم قرروا تحويل اليمن إلى مشاتل للفتن والاقتتال الأهلي عبر تحميل أبناء الشمال أوزار ما اقترفوه هم، أبطال حرب 94 وأركان نظام الرئيس صالح، في حق أبناء الجنوب. الاستنتاج الذي يخلص إليه أي قارئ من خارج نخبة الهوان في هيئة رئاسة المؤتمر، لوثيقة بنعمر الكارثية هي ان رئيسا وقادة أحزاب عارية من الوطنية ( من دعاة وأدعياء الفدرالية الثنائية والمتعددة) وثبوا إلى السلطة بعد ثورة شعبية عارمة وحراك صامد ومتنام في الجنوب، ويخططون للبقاء فيها عبر إثارة الفتن على كامل أراضي الجمهورية اليمنية. يتدثرون بالوحدة والجنوب والدولة المدنية هؤلاء الآثمون واللصوص والناهبون الذين يثيرون الشقاق بين اليمنيين وينشرون الفساد في عموم اليمن، وقد توحدوا قبل عام ضد التهيئة للحوار وضد إنصاف المظلومين وضد نزع الممتلكات العامة والخاصة من ناهبيها. يتحدثون عن الحل العادل ويروجون لرذالتهم المبثوثة في وثيقة العار، بينما الاملاك العامة والخاصة المهوبة في عدن في حوزتهم. وقاحة بلا ضفاف ونفاق بلا حدود وحوار بلا آفاق في كوكب موفنبيك.