60 لوحة تشكيلية للمزاد العلني في تعز لصالح أسرة الفنان هاشم علي

متفرقات - Saturday 27 April 2019 الساعة 08:49 pm
تعز، نيوزيمن، فاروق ثابت:

من "جاوه" التي ولد فيها في العام 1946 ثم مناطق آسيوية فأماكن يمنية ليستقر به الحال أخيراً في مدينة تعز التي أحبها وأحبته وبقي جزءاً منها وبقيت هي كله، روحه وإبداعه المعجون بألوانه التشكيلية التي باتت قبلة الفن والفنانين محلياً وعربياً وعالمياً..

قال عن تعز: "في تعز، أشعر بأني طفل، كل شيء ملكي، يمكن أن أدخل أي مكان، أي بيت، أعتلي سطح الجيران، أي شيء وكأنه ملكي، ليس لدي إحساس بالغربة عن الآخرين والأماكن هنا ولا أشعر بالكلفة، فهي مدينة سهلة، بسيطة، تعرفها سريعًا، وتتوحد معها، وتأنس بها وتأسرك بمشاعرك ووجدانك، أنا أدرك هذه الميزات، والآخرون الذين يستغربون إقامتي الدائمة في تعز لا يدركون ما أدركه، ولا يعرفون ماذا أعيش في تعز، فأنا أعيش فيها الكون كله، أنا أمتلك الكون كله من تعز"...

لم يكن ذاك الفتى النحيل القادم من إندونيسيا هاشم علي مجرد شخص عادي، ولكنه جمع كل معاني المعارف والعبقرية في اللغات والترجمات والآداب والدين والفيزياء والفنون ليكون شخصية المبدع المرهف الذي أسس أول مدرسة رائدة في الفن التشكيلي في اليمن سار على نهجها كل فناني اليمن من بعده وبات رقماً تشكيلياً صعباً في اليمن والعالم..

ورغم إبداعاته العالمية التي انطلقت من تعز وتوثيقه للتراث والحضارة والتاريخ، والسياحة، والبادية والريف، والمدينة، والبيئة اليمنية إذ لا يكاد توجد مؤسسة أو مبنى في اليمن رسمي أو خاص إلا واحتوى على إبداع هاشم علي..

رغم كل ذلك فإن هاشم ذاك الرجل البسيط المتواضع في شخصه الكبير في نتاجه لم يلق التكريم الذي يستحقه من قبل وزارات الثقافة اليمنية والحكومات المتعاقبة باستثناء بعض شهادات كارتونية لا تسمن ولا تغني من جوع رغم أنه لا يذكر الفن التشكيلي في اليمن والوطن العربي إلا وذكر هاشم علي في صدارته..

فبعد حياة ونضال فني باذخ غادر هاشم علي الحياة في نوفمبر من العام 2009 تاركاً كنزاً هائلا ومذخورا فنيا وثقافيا ضخما لليمن واليمنيين، لكنه رغم ذلك لم يورث لأسرته سوى منزل شعبي بسيط لم يسلم من دمار المليشيا الحوثية -الذراع الايرانية في اليمن، أثناء اقتحامها للمدينة في العام 2014.

وها هو اليوم مكتب الثقافة بتعز بعد أربع سنوات عجاف من غياب الفعاليات الثقافية بفعل التحريض والفتاوى التي تتصدرها جماعات متطرفة محسوبة على الإخوان يتزعمها القيادي الإصلاحي المتطرف البرلماني عبدالله أحمد علي العديني، ها هو المكتب يقف على قدميه من جديد رغم التهديدات المتكررة من ذات الجماعة إزاء إعلان مكتب الثقافة تنظيم فعالية مخصصة للراحل المناضل المبدع فقيد اليمن والثقافة اليمنية الرائد التشكيلي هاشم علي كأقل عرفان له لا يوازي ولو اليسير مما قدمه لليمن..

تقام الفعالية في تعز بقاعة المعارض الدولية بمنتزه تعز تحت شعار "ألوان الوفاء لهاشم علي" ابتداءً من غداً الأحد الموافق 28 أبريل وحتى الثالث من مايو..

الفنان التشكيلي وليد دلة - أحد منظمي ومشرفي المعرض قال ل"نيوزيمن"، إن المعرض سيقدم 60 لوحة نادرة لعشرات التشكيليين اليمنيين مزاداً علنياً سيذهب ريع بيع لوحاته لأسرة الفنان هاشم علي وذلك كأقل تقدير لإنجازات الراحل وعطاءاته الباذخة لأجل الثقافة والفن والحضارة والتاريخ اليمني.

ومن المقرر أن يشمل المعرض لوحات نادرة ومتنوعة لفنانين يمنيين وتشكيليين كبار من ضمنهم "الدكتورة الفنانة آمنة النصيري، والفنان مظهر نزار، والفنان صادق غالب، والفنان رشاد السامعي، والفنان يوسف المجيدي، والفنان علي المربادي، والفنانة آمال عبدالسلام، والفنان ردفان المحمدي، والفنان يحيى الوادعي، والفنانة ريهام الرازحي، والفنان محمد العسلي، والفنان طارق العزعزي، والفنان محمد سبأ، والفنانة حماس العامري، والفنان عزيز المعافري، والفنانة إيناس هائل، والفنانة انتصار المجيدي، والفنان إياد دلة، والفنان وليد دلة..

وينفرد نيوزيمن بنشر بعض اللوحات التشكيلية النادرة التي سيتم عرضها للمزاد في المعرض..