شاب من المخا نجا من انفجار لغم حوثي يتذكَّر لحظات الموت المرعبة

المخا تهامة - Thursday 09 May 2019 الساعة 12:36 pm
المخا، نيوزيمن:

ذات صباح عندما كان يقود ياسر ياسين سيارته في منطقة الرمه في يختل إحدى مناطق ريف المخا، بداية عام 2018، انفجر به لغم أرضي من مخلفات مليشيات الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، مما أدى إلى تحطم سيارته وتعرضه لأضرار فادحة في جسمه.

في الواقع أصيب ياسين بجروح عميقة في قدمه اليسرى وتمزق هائل في الأنسجة وعدة كسور، فضلاً عن جروح صغيرة غطت أغلب أجزاء جسمه، كما أصيب بشظية في العين اليمنى أدت إلى تعرضه لجروح أفقدته القدرة على الرؤية.

لقد كان أمراً مروعاً لشاب في الثلاثين من العمر وهو يشاهد الكارثة الأليمة التي حلت به، فيما كانت الدماء تنزف من جسده وقطع اللحم الصغيرة تناثرت داخل السيارة، فضلاً عن الجروح العميقة التي أصيبت بها قدمه اليسرى، والكسور التي يصعب إحصاؤها.

تم نقله إلى إحدى مستشفيات عدن لتلقي العلاج، وطيلة ثلاثة أشهر ظل يتلقى الرعاية لتنظيف جروحه وتصفيتها من الشظايا والأتربة والأوساخ التي دخلت إلى ساقه لحظة اندفاع الأجزاء الصغيرة من اللغم المنفجر.

أثناء ذلك أبلغه الأطباء بضرورة بتر قدمه نظراً للضرر الفادح الذي تعرضت له، فضلاً عن عدم توافر مستشفيات دقيقة في عمليات الأنسجة، غير أن طبيباً نصحه بالسفر إلى إحدى المستشفيات المتقدمة في الخارج لمنع ذلك.

قرر ياسين السفر إلى الهند على نفقته الخاصة من أجل إبقاء قدمه على طبيعتها بدلا من بترها والتحول إلى شخص معاق حتى وإن خسر كل ما يملك، وهو أمر تطلب منه إجراء خمس عشرة عملية جراحية لإعادة ترميمها ومعالجتها.

قال، والأسى يمزقه: "إنه أنفق 21 ألف دولار، أي ما يقارب من عشرة ملايين ريال، من أجل معالجة ساقه، واستعادة قدرته على السير في رحلة علاجية امتدت لنحو عام داخل إحدى المستشفيات الهندية.

يضيف: "لم يكن هذا المبلغ فقط الذي أنفقته في الحفاظ على قدمي من البتر وإنما هناك مبالغ أخرى تكفل بها الهلال الأحمرالإماراتي بعد أن عجزت عن إكمال فترة العلاج.

لا تزال المأساة التي تعرض لها ياسين تتوالى، فهو وإن استطاع القدرة على السير مرة أخرى، إلا أنه بحاجة إلى إجراء عدة عمليات كي يستعيد القدرة على الإبصار،
فعينه باتت أصغر من حجمها الطبيعي وتحتاج إلى زرع شبكية وربط الأعصاب البصرية ببعضها، وهي مرحلة جديدة ستحتاج إلى مزيد من الأموال، الألم الذي يرافق ذلك.