زيارة المبعوث الخاطفة لصنعاء.. زعيم المليشيا يطرح سفن شركاته النفطية وغريفيث يبيع الوهم

المخا تهامة - Friday 10 May 2019 الساعة 12:23 am
صنعاء، نيوزيمن، تقرير خاص:

تعد زيارة المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، السيد مارتن غريفيث، الأخيرة إلى صنعاء إحدى حلقات مسلسل الزيارات المتكررة التي باتت مجرد عملية مملة يمارسها المبعوث البريطاني الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة لإنقاذ المليشيات الحوثية، الذراع الإيرانية في اليمن، وتنفيذ أجندات لجهة شرعنة تواجدها في محافظة الحديدة.

تؤكد مصادر مقربة من قيادات المليشيات الحوثية في صنعاء لنيوزيمن، أن الزيارة الأخيرة الخاطفة لغريفيث والتي تحدث خلالها كالعادة مع زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي عبر الفيديو والقيادي في المليشيا مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي للحوثيين، جاءت في إطار محاولة المبعوث إيجاد نافذة جديدة للكذب على المجتمع الدولي وتبرير تعنت المليشيا الحوثية في تنفيذ اتفاق استوكهولم الذي مر عليه نصف عام وهو يراوح مكانه.

تضيف المصادر، إن غريفيث أبلغ زعيم المليشيات الحوثية أن موقف المجتمع الدولي قد يتغير خصوصاً وأن الخارجية الأمريكية أبدت تبرمها أكثر من مرة من مماطلة المليشيا في تنفيذ اتفاق السويد، وأن المبعوث نقل لعبد الملك الحوثي امتعاض وزير الخارجية الأمريكي بومبيو من استمرار عرقلة الحوثيين لتنفيذ اتفاق الحديدة والانسحاب من موانئها واتهاماته لإيران بالوقوف وراء هذه العرقلة.

المصادر أكدت أن المبعوث الأممي أيضا أخبر الحوثيين أن هذا الموقف الأمريكي الذي كان مهادنا وداعما للموقف البريطاني في مجلس الأمن بشأن اليمن قد بدأ يتغير كثيرا، وأن الأمريكيين يضغطون على المبعوث باتجاه تحميل الحوثيين مسؤولية فشل تنفيذ اتفاق السويد، وأن ذلك ظهر بوضوح خلال اجتماع اللجنة الرباعية الأخير بشأن اليمن والذي يضم السعودية والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة، وهو الاجتماع الذي حدد منتصف مايو الجاري كموعد نهائي لتنفيذ اتفاق السويد بشأن الحديدة.

وأضافت المصادر لنيوزيمن، إن المبعوث أكد للمليشيات الحوثية أن موقف وزارة الخارجية البريطانية الداعم لموقفه بعدم تحميل المليشيات مسؤولية عرقلة تنفيذ اتفاق السويد لا يزال قوياً، لكنه قد يتراجع في حال ضغط الأمريكيون بهذا الاتجاه خاصة وأن واشنطن تربط ملف الحوثيين في اليمن بملف موقفها المتشدد والمتصاعد تجاه إيران في الآونة الأخيرة.

في المقابل كشفت المصادر أن ردود زعيم المليشيات الحوثية على ما طرحه غريفيث ظل يدور في ذات الحلقة المفرغة التي تقتصر على إبداء الشكر لجهوده والإشارة إلى قبولهم بخطة إعادة الانتشار مع التمسك بأن تظل سيطرتهم الأمنية والإدارية على الموانئ وعلى المدينة كما كانت قبل وصول وسيطرة قوات المقاومة المشتركة وحراس الجمهورية.

وحسب المصادر فإن زعيم المليشيات طرح ملفات أخرى منها ملف الأسرى والمعتقلين وطلب من المبعوث الدولي أن يضغط باتجاه الإفراج عن قوائم جزئية للأسرى تضم مجموعة من قيادات المليشيات الحوثية المعروفين بالقناديل.

لكن الملفت للنظر، حسب المصادر، كان إصرار زعيم المليشيات في حديثه مع المبعوث الدولي، كما تؤكد المصادر، على ضرورة ضغط الأمم المتحدة من أجل إدخال سفن المشتقات النفطية بعيدا عن الإجراءات التي حددتها حكومة الشرعية ولجنتها الاقتصادية، وإصرار الحوثيين على أن يلعب المبعوث الدولي دورا من أجل السماح للشركات التابعة لهم بإدخال المشتقات النفطية تحت مبرر أن ذلك متطلبات للحياة وأن توقف إدخالها عبر الحديدة قد ينذر بأزمات سيكون لها تبعات حتى على عمل الأمم المتحدة ومنظماتها في مناطق سيطرة الحوثيين.

وعلى الرغم من كل هذه المعطيات فإن غريفيث وعد قيادات المليشيات الحوثية بأنه سيحاول أن يقدم في إحاطته القادمة إلى مجلس الأمن بعضا من التفاؤل وإظهار أن المليشيات الحوثية تبدي تجاوبا مع مقترحاته ومقترحات لجنة المراقبين الخاصة بتنفيذ الاتفاق.

وقالت المصادر إن غريفيث الذي عاد من صنعاء خالي الوفاض سيحاول كعادته بيع الوهم أمام مجلس الأمن بشأن موقف المليشيات الحوثية، وسيحاول الاستعانة بالدعم الكبير الذي تقدمه له وزارة الخارجية البريطانية فيما يتعلق بالملف اليمني وسعيها لإضفاء وشرعنة سيطرة المليشيات الحوثية على مدينة وموانئ الحديدة بعد نجاحها في إيقاف استكمال عملية تحريرها.

وتقول المصادر إن غريفيث الذي بات يلعب دورا مشبوها في مسار الإبقاء على حالة اللاحرب واللاسلم مع المليشيات الحوثية ويبذل جهودا كبيرة لجهة دعم المليشيات بشكل مباشر أو غير مباشر سيعيد إنتاج أسطوانة التفاؤل والحديث عن تحقيق اختراق وتقدم إيجابي في مسار التفاوض مع المليشيات والحديث عن رغبة وتأكيد الحوثيين في السلام وسعيهم للوصول إلى اتفاق سياسي شامل لإيقاف الحرب وترديد ذات المصطلحات التي يستخدمها منذ بدء عمله مبعوثا للأمم المتحدة إلى اليمن.

ويعتقد المراقبون أن الإحاطة التي سيقدمها المبعوث الأممي إلى اليمن، إلى مجلس الأمن بشأن تنفيذ اتفاق السويد هذه المرة وبعد نصف عام من عرقلة الحوثيين لتنفيذ الاتفاق ستكشف بجلاء مدى ما يقوم به المبعوث من محاولات مستميتة للدفاع عن المليشيات والانحياز إلى صفها ومحاولة تبرئتها من عرقلة تنفيذ التفاهمات التي تم التوصل إليها، وهو ما يصب في اتجاه شرعنة السيطرة الحوثية على موانئ ومدينة الحديدة.