رمضان.. موسم النهب الحوثي الكبير "سبعة ريال.. وانْهَب لي"

إقتصاد - Saturday 01 June 2019 الساعة 10:56 pm
صنعاء، نيوزيمن، فارس جميل:

زكاة الفطر التي هي مخصصة للفقراء لمواجهة العيد، كفارة اليمين، النذر... إلخ، قام الحوثيون بخصخصتها لمصلحتهم، وطلبوا من المواطنين التوجه إلى البريد لدفع الزكاة، والكفارات وغيرها من الأحكام الدينية الفردية، التي يجب أن تدفع مباشرة لمستحقيها، وبلغت بهم الوقاحة مطالبة المقرئين في الجامع الكبير، الذين يحصلون على بعض الأموال مقابل قراءة القرآن لمن يطلب منهم، طالبوهم بدفع جزء منها للجماعة.

ومن العجائب أن جمعية خيرية تقيم إفطاراً مجانياً وتوزع وجبات إفطار لأسر الفقراء، وتجمع التبرعات من القادرين لتوفير هذه الوجبات، طالبها الحوثيون بدفع الزكاة.

كيف تدفع الزكاة جمعية خيرية غير ربحية، وتعمل على توزيع الصدقات والوجبات للفقراء، أي أنها عملياً تدير إحدى مصارف الزكاة الشرعية بإطعام الفقراء، ليس هذا فحسب، بل قرروا باستقطاع (2500) ريال على كل موظف من نصف راتبه الذي لا يفي حتى بملابس أطفاله، ولا يحصل عليه إلا كل عدة أشهر، فأصبح بدوره مستحقاً للزكاة لا دافعاً لها.

إلى هنا يمكن القول إن هذه الأموال داخل اليمن، حتى لو نهبها المشرفون والمسلحون الأشاوس من أذيالهم، لكن أن يصلوا إلى درجة مطالبة اليمنيين عبر إذاعاتهم بالتبرع لحزب الله وأمينه العام في لبنان، فهذا أمر فاق كل درجات الوقاحة والابتزاز، فحزب الله من أبرز منظمات تجارة المخدرات في العالم، ولديه مليارات الدولارات من أرباحها، وليس بحاجة لمال من فقراء اليمن، لكن قيادات الجماعة تريد رضاه لتأمين استثماراتها في بيروت والضاحية الجنوبية، وستقدم له دماء وأموال اليمنيين مقابل ذلك.

ألقى زعيم الجماعة خطاباً بمناسبة يوم القدس، وهي مناسبة طارئة من اختراعات طهران وعمائمها السود للتضليل على العرب وإيهامهم بأن طهران تتبنى قضية فلسطين وتدافع عن القدس، ومتودداً لليمنيين ليتوجهوا إلى ساحات حددها الحوثي للتظاهر بالمناسبة، قال عبدالملك: "لن يخيب أملي فيكم"، فهو يراهم مجرد قطيع يحشده إلى حيث يريد، متى ما يريد، وهو على استعداد لحشدهم إلى الميادين وساحات الموت لإرضاء خامنئي.

اللوحات التي طبعتها هيئة الزكاة التابعة لأحمد حامد وشركائه، كلفت أموالاً بمئات الملايين على أقل تقدير، وتهدف لحلب اليمنيين الفقراء لعاب أفواههم لمصلحة الجماعة التي أذاقتهم المر بكل أصنافه.

ليس لجائع كرامة، ومن قامت الجماعة بتجويعهم وقطع أرزاقهم وتطالبهم الاكتفاء بكرامتهم، لم تعد لهم كرامة في ظل كل ممارسات القمع والقتل والتجويع والإذلال، وما رفعته الجماعة من شعارات لإسقاط صنعاء، تنكرت لها اليوم، عندما أصبحت في موقع السلطة التي أخذتها بالسلاح والتآمر، فيومها كانت المطالبة بإسقاط جرعة سعرية تبرر إدخال البلد في دوامة دماء ومستنقع صراع لم يتوقف، لكن عندما تطالب براتبك اليوم من الجماعة تصب عليك كل أنواع التهم ليس أقلها الخيانة، وتتعرض لأصناف التنكيل أيضا.

في الوقت الذي وصل فيه خبر وفاة شقيق مالك مركز سيتي ماكس أكبر المراكز التجاري بصنعاء، قامت الجماعة بإغلاق المركز للعام الثاني على التوالي وفي نفس الموسم الذي يصل ذروته أواخر رمضان، ولم تمتلك من الشرف ما يمنعها من مهاجمة مركز مات أحد مالكيه، فحمود عباد أمين عاصمة الحوثي، له موقف قديم من مالك المركز، وسبق عندما كان محافظاً لذمار أن قام بمضايقة المستثمر الوصابي، وفرض اشتراطات عجيبة على فرعه بذمار، لمجرد الابتزاز.

هكذا يستغل الحوثيون اليمنيين في شهر رمضان، وحتى أصحاب البسطات الصغيرة الذين يفترشون أرصفة الشوارع، وانضم إليهم كثير من الموظفين المقطوعة مرتباتهم لم ينجوا من هذه الممارسات، فقد فرضت عليهم مبالغ يومية يتحصلها الحوثيون بالقوة.

كل من استطاع جمع عدد من المسلحين، وسيارة (شاص) يستطيع مداهمة أي محل بصنعاء تحت أي مسمى، لدرجة أن مكتب الصحة بالأمانة حشد مسلحين بدوره لفرض رسوم صحية على المحلات التي تبيع اكسسوارات وملابس وعطور، ولا علاقة لها بالمكتب من قريب ولا من بعيد، فالمهم أن تدفع، ولتذهب إلى الجحيم.

ألا يذكركم هذا بموظف الإمام يحيى حميد الدين الذي قرر له الإمام راتباً متدنياً (سبعة ريالات فرانصي) كعامل له في إحدى المديريات، وعندما اعترض العامل، قال للإمام:

"سبعة ريال وانهب لي يا مولانا".

فرد عليه الإمام:

"سبعة ريال وانهب لك".

ما زال النهب مستمراً، وعلى مذهب الإمام، مع إضافات كان الإمام نفسه سيخجل منها.