نبيل الصوفي يكتب: جيش عبدالناصر، لجنة السعودية، احتلال الكويت، صالح والبيض وهلال الإمارات‬.. النخب تشتري مصالح سيئة السُّمعة باليمن‬

السياسية - Monday 02 September 2019 الساعة 11:47 am
نيوزيمن، كتب/ نبيل الصوفي:

‫تؤصِّل النخب اليمنية صورة شعبها كمرتزق وبلا وفاء وناكث للعهود، وجاهل ولا يوثق به.‬

تحتاج اليمن قوة تكافح كل هذا الركام.. وتضحّي بسمعتها هي لكي يكسب الشعب، لا العكس.

الحاكم.. النخبة، مهمتهم خدمة مصالح الناس لا الركوب عليها والعبث بها لأجل مصالح خاصة.

دفع البسطاء أثماناً باهظة للتهريج وخفة التموضعات.

لن أتحدث عن الماضي السحيق، يكفي نماذج معاصرة..

خدمنا جمال عبدالناصر، وكلهم هلَّلوا لوجود جيشه، ثم انتهت التجربة لمأساة لولا عظمة عبدالناصر ما سمحت بلاده بدخول أي يمني لأراضيها.

أنشأ الملك فيصل اللجنة الخاصة لدعم دولة ما بعد المصالحة، فتدافعت خبرات النخب اليمنية وأدخلت العلاقات اليمنية السعودية مأزق التجاذبات الداخلية، وكل واحد يفرح بإيذاء الآخر وإفساد قواعد التعامل، حتى انهار المشروع الكبير، وتحولت مجرد مرتبات للفتات.

بقيت النخب تتقاطر على السعودية للبحث عن مصالح خاصة، لم تناقش أيَّ مشروع عام، كل وفد كان يدور مصالح شخصية له، وحين تلبيها السعودية يتحدثون عنها كدار للخلافة، وحين لا يحققون غاياتهم يحولونها عدواً، وذهبوا لإقامة علاقات مع ليبيا وإيران... وغيرهما، تهمهم مصالحهم ولو تضررت سمعة ومصالح ملايين اليمنيين.

هل تذكرون مأساتنا مع دولة الكويت، لم يقف معنا مثلها وبصمت وبلا مشروع أيديولوجي ولا تدخل في صراعات الشمال والجنوب، وفي لحظة اختلال وأزمة كبيرة بسبب احتلال صدام لها، قادتنا دولتنا وأحزابنا ونخبنا إلى سقوط مدوٍ، لن ينساه الكويتيون مهما قدمنا من توضيحات.

حتى كسلطات وطنية، كل نخب حكم عهد علي عبدالله صالح، تحصلت على مصالح في عهده يستحيل أن يجدوا ربعها بدونه، بالحلال أو الحرام، صواب أو خطأ.. وفي لحظة لم يردعهم أي حد عن إطلاق أعلى مستوى من الدناءات، وكلها باسم الشعب.

حين هُزم علي سالم البيض عسكرياً، تم محو وجوده التاريخي قطعياً.. وللآن لا يزال ذكره يستدعي النقمة، مع أنه جاء بدولة وعاطفة جياشة واصطدم بالقوى الفاسدة التي تسترت بالوحدة لتحارب خطر وصول الدولة إلى قلب "عمران"، وعلى الرغم من أنَّ ذات القوة التي قاتلته يومها هي من قاتلت الزعيم علي عبدالله صالح بعد 2011..

اليوم، هناك أزمة كبيرة بين أطراف في الشرعية ودول التحالف العربي، وتطورت لحرب بسبب تناقض أهداف هنا أو هناك..

ونحن ننقسم حول هذه القضية، هل يمكن التفكير بالحال الذي وصلنا له كبلاد وشعب؟

هل من طرف عاقل يسيطر على هذه الغوغائية، حتى في الحرب يمكن رسم مسارات للصراع كمتحاربين، نتقاتل بقليل من شرف الحروب.

لا أقصد شرفاً وحدوداً تتعلق بنا كأطراف، فهذه ستفرضها شروط الميدان، والقيادات كلها اليوم مهما قادت من حروب بينها البين تظل لها مسارات تواصل شخصية كواحدة من آثار احتراف هذه النخب للمتاجرة بالصراعات والحروب.

لكني أتحدث عن مسارات تراعي مصالح الناس العاديين.

اليمن الطبيعية البسيطة.

أين سيذهب الناس حين لا نبقي لهم شيئاً لأجلهم هم..

لا تركنا لهم الدولة، ولا المصالح، ولا حتى التوجُّع والإغاثات والرعاية.. ولا العلاقات.

تتقاتلون على مصالحكم ومع حلفائكم.. حسناً، أبقوها في حدود الحرب المباشرة، اعلنوا التضرر من السعودية والإمارات، ولكن بحدود مدركة للوضع الذي وصلت إليه بلادكم. أما تلاحقون كوبون الروتي الذي يحصل عليه يمني في زبيد، وتدخلونه صراعكم مع حلفائكم وخصومكم، بالله عليكم ماذا ستحققون من هذا غير العبث بعاطفة الناس ثم تركهم للفراغ..

أعرف أنّي أقول كلاماً طوباوياً، فمن تاجروا بالناس وقت السلم، سيفعلون الأسوأ وقت الحرب.

لكني أقول.. وربما من الناس من ينتبه معي.. ربما، يارب.