برقيات "مرسل للتنفيذ" لا تنفذ.. جيش "الشرعية" السائب يتحرك خارج توجيهاتها

السياسية - Monday 02 September 2019 الساعة 11:10 pm
عدن، نيوزيمن، فريق التحرير:

لا تتردد حكومة الشرعية، المعترف بها دولياً، عن تعليق تهمة "التمرد"، على كاهل أي طرف محلي يختلف معها، بما في ذلك القوى التي تخوض حرباً في معسكر التحالف العربي، ضد ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.

غير أن سلطة عبدربه منصور هادي، تعاني عجزاً حاداً في إلزام التشكيلات العسكرية السائبة المنضوية شكلاً تحت رايتها، بتنفيذ الأوامر التي تصدر عن مسؤوليها وتوجه لقيادات تقع تحت إدارتهم.

قرار الشرعية مختطف بيد "الإخوان"

وفي أحدث مؤشر على عجز حكومة الشرعية في ضبط التشكيلات التابعة، أصدر اللواء محمد المقدشي، وزير الدفاع، توجيهات إلى قيادة محوري مأرب وشبوة بعدم تحريك القوات باتجاه أبين وعدن، غير أن القيادتين وضعتا أوامر الوزير تحت أقدامها، وجيشت القوات لغزو المناطق المحررة.

وكان وزير الدفاع قد أصدر توجيهات إلى القوات في محوري عتق ومأرب، عقب بيان التحالف العربي لوقف إطلاق النار، غير أنه تم تجاوزها ووصلت المجاميع التابعة لحزب الإصلاح إلى محيط محافظة عدن، جنوبي البلاد، قبل أن يتم طردها.

وفي محافظة تعز، وسط البلاد، درجت قيادات المحور الموالية لحزب الإصلاح، الفرع المحلي لتنظيم الإخوان، على رفض توجيهات قيادة وزارة الدفاع والسلطة المحلية الشرعية.

وفي غير مرة، رفض القائد العسكري للإخوان في تعز (سالم) المعين في منصب مستشار محور تعز، توجيهات عدة لمحافظ المحافظة السابق أمين محمود، في خضم تصعيد الإخوان المسلح ضد كتائب العقيد عادل فارع (أبي العباس).

وكان المحافظ السابق أمين محمود، قد أصدر برقيات عدة بوقف حملة ميليشيا الإصلاح في تعز القديمة، غير أن قيادات التنظيم العسكرية والأمنية ضربت بها عرض الحائط واستمرت في خوض معركة خاصة ضد شركاء المقاومة والتحرير.

ولم يقتصر الاستهداف على التشكيلات العسكرية التابعة للجيش النظامي، بل امتدت لتطال الحماية الخاصة بالمحافظ السابق أمين محمود، ناهيك عن تعرض المحافظ نفسه لمحاولتي اغتيال من قبل عناصر عسكرية مسلحة تابعة لجماعة الإخوان.

وكان بيان للسلطة المحلية في تعز قد طالب الرئيس هادي بالتدخل العاجل لوضع حد لمثل هذه الممارسات حفاظا على ما تحقق من نجاحات باتجاه إعادة بسط سلطة الدولة في تعز.

ووصف البيان الحادثة بأنها “اعتداء صارخ على مشروعية الدولة ومؤسساتها بما يمثله محافظ المحافظة من رمزية للشرعية”، إضافة إلى كونها “تمثل سابقة خطيرة في تعامل القيادات العسكرية مع السلطة المحلية ومؤشرا واضحا لوجود خلل في فهم المؤسسة العسكرية لطبيعة مهامها وحدود وظائفها”.

وتشهد محافظة تعز، جنوب غرب اليمن، تصاعدا ملحوظا في عمليات ترهيب توصف بالممنهجة وتنسب لعناصر تابعة لجماعة الإخوان وتستهدف خصوم الجماعة ومعارضيها، بمن في ذلك بعض المسؤولين التابعين للجهاز الحكومي.

ويخوض حزب الإصلاح صراعا مريرا، بحسب مراقبين، لإحكام سيطرته على محافظة تعز من خلال قادة عسكريين وأمنيين موالين له، شرعوا في إزاحة الفصائل العسكرية غير الموالية للجماعة، بالتزامن مع إطلاق حملة إعلامية ضد محافظ المحافظة والمطالبة بتغييره.

مدير شرطة تعز هدد بمعاقبة المحافظ

واستمر هذا التمرد الذي يقوده الإخوان، ضد أوامر مسؤولي الحكومة الشرعية، في فترة المحافظ الحالي، نبيل شمسان، حيث رفض مدير أمن محافظة تعز الموالي لحزب الإصلاح، العميد الأكحلي توجيهات المحافظ شمسان بسحب قوات حركها من مدينة تعز للسيطرة على مدينة التربة في ريف المحافظة.

ولاحقاً شهدت مدينة التربة جنوبي تعز فوضى أمنية تسببت بسقوط جرحى من المدنيين، بعد قطع جماعة مسلحة يقودها مدير أمن المحافظة العميد منصور الأكحلي شوارع مدينة التربة وعرقلة تنقلات المواطنين.

وأصدر محافظ تعز من محل إقامته في القاهرة تعليمات إلى مدير أمن تعز طلب منه إلغاء قرار تغيير مدير أمن التربة العميد الركن عبدالكريم السامعي وسحب القوات التي تسببت بفوضى أمنية في مدينة التربة وأرعبت المواطنين هناك.

لكن مدير الأمن تمرد على تلك التوجيهات واستمرت قواته بقطع شوارع التربة ومهاجمة مواقع تابعة للواء 35 مدرع، كما هدد بمعاقبة محافظ تعز نبيل شمسان.