تصفية "ضاوي" في مأرب.. رسالة إخوانية بالخط الفارسي للمخابرات السعودية

السياسية - Thursday 12 September 2019 الساعة 06:12 pm
مأرب، نيوزيمن، محمد فؤاد:

رسالة من إخوان اليمن إلى المخابرات السعودية، هو ما حملته عملية تصفية محمد علي ضاوي، في أكثر الأماكن ازدحاماً في مأرب "مقوات سوق عبود".

تضمن إعلان مليشيات الحوثي، ليلة أمس، حول عملية تصفية ضاوي الإفصاح عن الجهة التي تقف خلف عملية تصفية إبراهيم الحوثي، وهي المخابرات السعودية، وهذا الاعتراف وإن كان جاء مصاحباً لإعلان تصفية المنفذ الرئيس للعملية إلا أنه كشف عن شفافية غير معهودة من جانب المليشيات فى إذاعة أخبار صادمة كمصرع شقيق زعيم المليشيا.

كما تضمن الإعلان، أيضاً، رسالة أكثر شفافية للجانب السعودي تحديداً، مفادها أن أي تحرك أو نشاط لكم من هذا النوع في مناطق الحوثيين يجب أن يمر عبر حزب الإصلاح وأذرعه الأمنية، وإلا فالإصلاح والحوثيون معاً سيواجهون هذا التحرك.

سلطان العرادة، محافظ مأرب، كان أكثر انزعاجاً من العملية الفضيحة، وجمع القيادات الأمنية، وأكد على أن ما حصل اختراق غير مقبول، ويجب عدم السماح به مرة أخرى، وذكَّر القيادات الأمنية التي حضرت الاجتماع بالدعم الكبير الذي يقدمه لهم مقابل النجاح في مهمتهم.

العرادة اكتشف، كما يبدو، أنه رقم هامشي في المعادلة على أرضه وبين أهله، ومن وثق بهم ومكنهم من إدارة الشأن الأمني في مأرب قد أثبتوا له بجلاء أنهم أوفياء مخلصون لمشاريعهم سواءً مع الحوثي أو الإخوان وليسوا مخلصين له أو لمأرب.

لا يبعد مكان تصفية ضاوي عن مكتب العرادة أكثر من 2 كم.. وهذا ما اكتشفه سلطان مأرب متأخراً.. بل الأكثر وجعاً أن السوق يقع في امتداد وادي عبيدة، قبيلته.. إذ لو كانت العملية وقعت في صرواح مثلاً كان العرادة اعتبر ذلك في مساحة يتقاسمها الطرفان وما زال للحوثيين فيها نفوذ وحضور.

إيران والإخوان..

ما أكدته العملية المخابراتية التي استهدفت ضاوي، أن المخابرات الإيرانية أصبح حضورها في عمق معقل الإخوان المؤقت في مأرب وليس في صنعاء فقط، حيث أدارت طهران عبر مخابراتها الصراع مع صالح ومراكز نفوذه منذ ما بعد اجتياح الحوثيين صنعاء.

هذا الحضور للمخابرات الإيرانية يتمثل أولاً في الاختراق الحوثي لمؤسسات الشرعية الأمنية والعسكرية المحسوبة على الإصلاح، وذلك عبر القيادات السلالية التي وصلت إلى أهم المناصب وأكثرها خطورة داخل مأرب.

الأمر الآخر، هو استثمار الإخوان كتنظيم دولي لهذا الاختراق الحوثي أو بالأصح للمخابرات الإيرانية لتوظيفه في الصراع الأكبر بين الإخوان من جهة والرياص والإمارات من جهة أخرى.

هذه العلاقة القائمة على تبادل المنافع والأدوار هي من تجعل استثمارات الإخوان في مناطق الحوثيين تتواصل بسلام باستثناءات بسيطة، حيث تحمي المخابرات الإيرانية ارتباطات الإخوان التجارية من أية محاولة حوثية للاقتراب منها.

رسالة مأرب للمخابرات السعودية كانت مزعجة أولاً من حيث التوقيت الزمني وسرعة الرد، وثانياً من حيث الهدف الذي تم تصفيته، وهو يعد رقماً مهماً في قائمة المتعاونين مع المخابرات السعودية نظراً إلى حجم المهمة التي نفذها وخطورتها والشخص المستهدَف، إبراهيم الحوثي.

التعاون بين الذراع الأمني للإخوان كتنظيم دولي والمخابرات الإيرانية حضر سابقاً في استهداف قاعدة منصة احتفال قاعدة العند، حيث استشهد في العملية اثنان من كبار قادة الجيش اليمني والمخابرات العسكرية، طماح والزنداني، كما أن استهداف أبو اليمامة كانت عملية مشتركة للإخوان والمخابرات الإيرانية، وستكشف الأيام القادمة عن عمليات أخرى مشابهة ستنفذ بالتنسيق بين الطرفين، كون النتيجة تخدمهما معاً.

يعلن الإخوان الحرب على المخابرات السعودية لانتزاع موقف سعودي بعيداً عن التنسيق مع الإمارات، فيما يخص الوضع في اليمن، وتدشين الحرب بهذا التصعيد من خلال استهداف ضاوي يكشف عن رصد الإخوان موقفاً للرياض مخالفاً لمشروعهم في اليمن القائم على إقصاء الكل والتفرد بقرار الشرعية.

رد الرياض على رسالة الإخوان المكتوبة بالخط الفارسي لن يتأخر كثيراً، والأيام القادمة حبلى بكثير من الرسائل المتبادلة بين الطرفين.