حصري - رئاسة "الشرعية" غافلت الرياض وأضمرت "التمرُّد" على التحالف -مبكراً- وفعَّلت مساراً جانبياً

السياسية - Friday 20 September 2019 الساعة 11:33 pm
المخا، نيوزيمن، أمين الوائلي:

مصادر ومعطيات سياسية تحدثت عن اتفاق ضمني غير معلن بين الرئاسة اليمنية والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة وبعض أعضاء الرباعية الدولية المعنية باليمن في الشهر الماضي إلى تسريع مفاوضات التسوية المباشرة مع الحوثيين ووضع التحالف بقيادة السعودية أمام الأمر الواقع.

تستذكر المصادر، التي تحدثت من نيويورك والرياض، الجمعة، مع نيوزيمن، تصريحات مارتن غريفيث خلال جولتيه الأخيرتين إلى عدد من العواصم ولقاءات بريطانية- أوروبية في طهران مع وفد الحوثيين وتبلور توجهات لدى الإدارة الأمريكية تصب جميعها في نفس الاتجاه نحو تفعيل الحوار اليمني- اليمني أو بين الشرعية والحوثيين برعاية غربية وأممية.

تشير المعطيات في هذا السياق إلى تبني بريطانيا هذا المسار، والتي تلقت إفادات ومعطيات إيجابية من الرئاسة اليمنية في الرياض تستعجل خطوات عملية بصورة سريعة لإنجاز تقدم تحت عنوان "احتواء الحرب".

المصادر التي تجمعت لدى نيوزيمن، تضع زيارة هادي القصيرة والسريعة والغامضة مؤخراً إلى الولايات المتحدة، لعدة أيام، في أجواء الترتيبات التي تسنى طلبها في هذا الشأن، مذكرة بأن مجمل التحركات البريطانية باتجاه الحديدة وتبني مسار السويد وقرارات مجلس الأمن نهاية العام الماضي جاءت في أجواء زيارة مشابهة أيضاً -علاجية ومطولة- للرئيس هادي إلى الولايات المتحدة ولم يعد إلا وقد انتهت لقاءات السويد.

التقارير الصحفية الغربية التي لم تكن تصل لليمن أو تنقلها الصحافة والإعلام العربيان، كانت أوضحت في تلك الفترة أن التحركات البريطانية استندت بالأساس "على طلب والتماس رسمي يمني من الرئيس الانتقالي شخصياً" والذي أراد إبقاء الأمور في ما يخص موضوع الحديدة بصورة خاصة بعيداً عن أهداف وقرار التحالف.

واستشهد البريطانيون والمبعوث الخاص في أكثر من مناسبة بأن الرئيس هادي شخصياً أبدى التزامه الأكيد بعدم الرغبة في الخيار العسكري على الإطلاق.

وإلى هذا التوقيت جاءت التصريحات الأمريكية المفاجئة بإجراء حوار مباشر مع الحوثيين وحثهم الرياض على لقاءات سرية مع المتمردين الحوثيين في مسقط أو عمان، بهدف التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، بصيغة غامضة رجحت فيما يقال الرغبة الرئاسية اليمنية والتوجهات البريطانية.

كان مارتن غريفيث في نهاية جولته في المنطقة طار إلى واشنطن وقال في تصريحات منشورة إنه يعول كثيراً على دعم وجهود الإدارة الأمريكية لدفع الأطراف إلى الدخول في حوار الحل النهائي. وهو ما يعني تجاوز عقبة واشتراطات اتفاق الحديدة وتنفيذه علاوة على اتفاقي تبادل الأسرى وتعز، وهي مخرجات محادثات استوكهولم.

حدثت أشياء كثيرة على عجل، قبل أن تظهر إلى العلن التصريحات والخطوات الأمريكية المفاجئة إلى تقارب مع الحوثيين ومساعٍ بريطانية تُوجت في طهران لدى الإيرانيين بلقاء مع وفد الحوثيين، لكن الهجمات الأخيرة وغير المسبوقة في 14 الجاري على منشآت أرامكو السعودية كبحت الاندفاعة مضيا في مسار جانبي كأمر واقع.

وزادت من رغبة وإلحاح الرئاسة اليمنية على هذا المسار تفجُّر الأحداث الأخيرة في عدن ومحافظتي شبوة وأبين الجنوبيتين، حيث تبلورت قناعة راسخة باتجاه الحسم السياسي على أي وجه مع الحوثيين بإدارة المبعوث الخاص والرعاية البريطانية الأمريكية.

ويقابل ذلك التفرغ من قبل الرئاسة وقيادة الشرعية لمواجهة الأحداث والتطورات في الجنوب بصيغة حازمة تعطي الأولوية للعمل العسكري، الأمر الذي يفسره إفشال وإحباط المبادرة السعودية باسم قيادة التحالف للحوار الثنائي في جدة لمرتين وانتهاك اتفاق التهدئة الأول قبل تحريك القوات صوب عدن من مأرب وشبوة.

يذكر أن خلو إحاطة مارتن غريفيت الأخيرة إلى مجلس الأمن الدولي من تطورات ومستجدات التنفيذ لاتفاق الحديدة قابله التوسع والاسترسال في الشأن الطارئ وموضوع التطورات في عدن وأبين وشبوة، اعتبر بمثابة تتويج طبيعي لتفاهمات مسبقة مع الرئاسة وبعض أعضاء الرباعية في الاتجاه سالف الذكر.

وفي الأثناء من كل ذلك تزايدت مظاهر ورسائل التصعيد من داخل الشرعية باتجاه التحالف والقيادة السعودية لتحالف دعم الشرعية على خلفية مزدحمة بالتصعيد المفتوح ضد الإمارات.

وكشف غريفيث في الإحاطة أن الرئيس هادي أبلغه الشهر الماضي ضرورة إنجاز خطوات سريعة لاحتواء الحرب. وهو ما فسر الارتجالية والاستخفاف الشديد التي اتسمت بها أعمال الاجتماع السادس للجنة التنسيق المشتركة قبل موعد تقديم الإحاطة بأيام قلائل.

على صلة.. اقرأ أيضاً:

> قرارات هادي المضادة للتحالف وأخطر لغم سلالي في اليمن

> قرارات هادوية جديدة لشرعية تحتل السعودية وتُبقي الحرب في خدمة “إيران”

> الشرعية تصعِّد في توقيت مريب.. مستشار هادي: الرئيس طلب من السعوديين المغادرة هم والإمارات

> غريفيث وهادي والحوثي.. ومحمد عيضة!

> الحديدة.. وخديعة 9/9