عن انهيار الدول والمدن والحضارات.. المخا "عزيز قوم ذلّ"

السياسية - Wednesday 02 October 2019 الساعة 04:45 pm
نيوزيمن، كتب/نبيل الصوفي:

كأنَّ المخا، تكافح اليقظة.
كلما توافرت لها عوامل الاستيقاظ، قالت: دعوني، قد جربت النهوض فتآمر الجميع عليَّ.
لا تصدق أنّ اليمن كلها "جحدت" المخا، وبعد أن كانت مدينة الفخامة والقصور قبل 120 سنة، أصبحت خرائب.
صنعاء الملكية والجمهورية..
تعز والحجرية..
الحديدة والحجاز ونجد..
عدن وتركيا..
كل هذه المناطق ساهمت في إسقاط المخا، ولا تدري لماذا..
ما حتى تتذكر هذه المناطق ما كانت المخا عليه.
كل مظاهر التنوُّع الحضاري والتعدد الديني والعرقي والتجارة.. انتقلت لعدن من المخا.

باستثناء المحاولة الجسورة التي أسّس لها لحمدي وأنجزها صالح، بإعادة الميناء والكهرباء، فإن المخا تاريخ من التلاشي.
أصحابها لليوم يتمنون أن تعود بهم الأيام لـ2008، حيث لا لهم ولا عليهم..

اليوم، تزخر بالحركة، بناء في كل حي، فيها حركة تجارة ومواصلات وتنقلات ولكن إما عساكر أو أفراد عاديين، التجار الكبار لا وجود لأي حركة لهم..

وكلما ازدادت الوظائف، وارتفعت الإيجارات، وزادت المصالح تكوم أصحابها منتظرين متى ينتهي ذا كله..

اليوم المخا، كلما دعوتها للحياة تقول: إني أخاف الله رب العالمين، كأنك تدعوها للرذيلة.

المخا، شهادة موجعة لمآسي "عزير قوم ذلَّ"، ما عاد به قدرة يرجع عزيزاً.. خوفاً من الانهيار من جديد..

لكن كما انهارت ستعود.. ما لنا عنك بديل، صرت لنا وطناً.. ولن نتركك قبوراً..

والشكر كل الشكر، لأبناء زايد، حيث يخدمون المخا في كل اتجاه، يكافحون مع أهلهم في اليمن "وسخ السنين"..
وأوسخ الأوساخ هم أرباب الصراع السياسي، وشلل الفساد..