صرخة ثوار العراق تدوي في كهوف صعدة.. خريف العمائم السوداء يبدأ من بلاد الرافدين

السياسية - Thursday 03 October 2019 الساعة 11:32 pm
عدن، نيوزيمن، عماد طربوش:

لا توجد قوة سياسية خارج العراق ترعبها انتفاضة شباب الرافدين كمليشيات الحوثي التي تتخيل صدى خطوات الثائرين في شوارع عاصمة الرشيد طبول حرب تقرع ضدها في أزقة صنعاء وكهوف صعدة.

ثورة الغضب العراقية حملت شعاراً عريضاً يستهدف بدرجة أساسية العمائم السوداء ومخافر حوزات طهران في ديرة العرب وبوابتهم الشرقية، وهذا الشعار سيشكل مفتتح مواقف ضد الهيمنة الإيرانية القومية بشعارها الطائفي الزائف على مجتمعات وشعوب عربية اكتوت بنار هذا العمائم المفخخة.

نفوذ ورمزية المرجعيات الدينية في العراق تتعرض لصدمة قوية وإن كانت التظاهرات في بداياتها أو إن أخمدت، لأن جيلا جديدا خرج إلى الشارع ضد المرجعيات والمحاصصة الطائفية وفساد زعماء الحشد الشعبي المرتهنين لطهران بشكل مذل ومخزٍ.

تتابع مليشيات الحوثي في صنعاء كيف تدوس أقدام شباب عزل ثائر في العراق على قداسة العمامة الشيعية في الوقت الذي تجهد المليشيات نفسها لصناعة ثقافة مجتمعية تقدس التوزة على أرض اليمن، وهذه القداسة الهدف منها استعباد الآخرين لخدمة من يلبسها كشعار سياسي يعود متأزرا ثوب الدين والاصطفاء والتفاخر بالسلالة.

خطت مليشيات الكهنوت في شمال اليمن طريقاً لها على مقاسات ذات المهندس الفارسي الذي شيد مليشيات الحشد الشعبي في العراق، وحين يصبح هذا البناء عرضة للانهيار في بغداد فإن صنعاء لن تكون بعيدة عن هذا الانهيار.. هكذا تتعامل مليشيات الحوثي مع تطورات بغداد.

الفارق في موجة العراق أن شباب الرافدين خرجوا ليتحرروا من استعمار فارسي ابتلع قرار وسيادة بلدهم وعبث بنسيج المجتمع وثقافته ومعتقداته، وحول حواضر عاصمة الدولة العباسية الى حوزات ومراكز لإنتاج الثقافة القبورية واوهام التقديس لتجار الدين المرهونين تحت أقدام الولي الفقيه.

خريف العمائم المغلولة إلى عنق طهران بدأ بإسقاط الأوراق التي تتستر بها إيران واذنابها في المنطقة وهي المرجعيات الحاكمة للشارع المحسوب طائفيا على قبلة الشر المحكومة بخرافات التمييز والاصطفاء وأحقية الملالي بالقرار.

ستتحرك إيران بكل ثقلها لإعاقة هذه الصحوة الجارفة وستجيش كل مليشياتها في العراق لمواجهة الثائرين في كل الشوارع والميادين، لأن طهران تدرك جيدا أن سقوط أصنامها في العراق سيجعل كل أصنامها في المنطقة رمادا تحت معاول المنهكين بجبروت التسلط والقهر والإرهاب الذي تزرعه أذرع خامنئي فى بلاد العرب.

غير ان صرخة الرافضين لهيمنة الملالي غادرت حنجرة الشباب التواق لفجر بلا خيوط ليل كهنوتية وقبورية وطائفية مقيتة، ووصل صدى هذه الصرخة إلى كل مسامع كل المربوطين بسربال فقية الشر والخراب في طهران.