القربي واليوسفي يناقشان مع خبراء مصريين: الجماعات المتطرفة والبحر الأحمر

السياسية - Monday 07 October 2019 الساعة 06:13 pm
القاهرة، نيوزيمن، خاص:

أكد المشاركون في ندوة "خطر الجماعات المتطرفة على أمن دول الخليج والبحر الأحمر"، على أهمية تعزيز الدور الأمني للدول المطلة على البحر الأحمر خلال الفترة المقبلة لبسط نفوذها على هذا الممر المائي الاستراتيجي، وحماية التجارة العالمية التي تمر عبر خليج باب المندب والتي تقدر بـ35% من تجارة العالم.

وأشار المشاركون في الندوة التي استهل بها "مركز البحر الأحمر للسياسات" أعماله من القاهرة مساء أمس، إلى الدور المهم الذي تضطلع به دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية في حفظ الأمن والاستقرار في منطقتي الخليج والبحر الأحمر، مؤكدين على ضرورة تعزيز هذا الدور الاستراتيجي العربي، خاصة فيما يتعلق بمواجهة تمدد الجماعات الإرهابية.

وأوضح وزير خارجية اليمن الأسبق، الدكتور أبوبكر القربي، أن الإشكالية الكبرى لدى الجماعات المتطرفة هو إيمانها الكامل والمطلق بالعنف كوسيلة لتحقيق أهدافها السياسية، مشيرًا إلى أن العالم العربي في احتياج لقيادة حقيقية يكون هدفها الرئيس مواجهة تلك الجماعات والحركات التي تتبنى الفكر الرجعي والفعل الإرهابي ضد الشعوب.

وأكد القربي أن مصر وقيادتها قادرة على مجابهة تلك الأفكار، لافتاً إلى ضرورة دعمها من أشقائها لاستعادة دورها الذي كان صمام الأمان للأمن القومي العربي لا سيما أنها استطاعت بفضل جيشها وقوات الأمن بها حماية حدودها من المصير الذي وصلت إليه دول عربية عديدة نُكبت بالجماعات الإرهابية منذ عام 2011.

وأكد القربي أن مصر والإمارات قامتا بتقليص قدرات جماعة الإخوان السياسية والفكرية والاقتصادية بالشكل الذي جعل الحركة تهتز من داخلها ويبدأ الشرخ الحقيقي بين قيادتها، ولكن نحن نعلم جميعا أن جماعة الإخوان ما زال لها فروع في أوروبا وأمريكا وما زالت تتلقى الدعم السخى من دول يفترض أنها شقيقة أو صديقة.

وأشار القربي إلى أن أي خطر في المنطقة العربية سينعكس على كافة الدول المُطلة عليه، مؤكداً أن استمرار الحرب في اليمن يهدد مصر وأمنها القومي، خاصة أن باب المندب يمثل أمناً استراتيجيًا لمصر.

من جهته، أشار مصطفى بكرى، الكاتب الصحفي وعضو مجلس النواب، إلى الخطر الحقيقي الذي تمثله الجماعات المتطرفة على أمن المنطقة في ظل التهديدات التي تحاك بتلك الدول المطلة على البحر الأحمر، مؤكدًا أن "حالة عدم الاستقرار في اليمن والصومال تؤثر سلبًا على الاستقرار في تلك المنطقة المهمة".

وأكد بكري أن تلك الجماعات لا تعترف بالهوية الوطنية ولا حتى العربية، فهي جماعات تعمل على طمس تلك الهوية لصالح المرشد والجماعة، وللأسف أنها وجدت ذلك في مصر وتونس واليمن وليبيا والسودان، ولكن سرعان ما انكشف أسلوبهم الرخيص أمام فطنة المواطن العربي.

في الوقت نفسه، حذر بكرى من "حالة الاحتقان وعدم الاستقرار في بعض الدول العربية، حيث من شأنه أن يصب في صالح جماعة الإخوان المسلمين، ولذلك من المهم العمل على تحقيق تضامن عربي حقيقي لمحاربة تلك الجماعات".

ومن ناحيته، كشف الكاتب الصحفي سمير رشاد اليوسفي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الجمهورية للصحافة في اليمن، ورئيس المركز عن أن "الحركات الإسلاموية التي نشأت في القرن العشرين أضرّت كثيراً بالأمن القومي العربي تحت مزاعم استعادة الخلافة الإسلامية بعد سقوط الدولة العثمانية، وتعتبر جماعة الإخوان المسلمين في مصر أكبرها تأثيرًا وأكثرها خطورة لأنها كانت الأم المرضعة لكافة الجماعات الإرهابية التي خرجت من رحمها"، لافتاً إلى دعم جماعة الإخوان في اليمن لجماعة الحوثي العنصرية إلى ما قبل عاصفة الحزم.. وتشاركهما في تلقي الدعم من إيران وتركيا وقطر لنشر الفوضى بالمنطقة بزعم أنّ النظام يتخلّق من الفوضى.

كما حذر اليوسفي من تورط دول التحالف في الحوار مع جماعة الحوثي لأنّ السير في هذا الطريق سيمنح الحوثيين المزيد من القوة والتنظيم وسيضر بالأشقاء في المملكة السعودية ودول الخليج فالحوثيون هم ذراع إيران للإضرار بالسعودية ومشروعهم الإرهابي لم يعد يخفى على أحد.

من جانبه أوضح أشرف العشري، مدير تحرير صحيفة الأهرام، أنّ إيران تمثل الغطاء الأكبر للجماعات الإرهابية في المنطقة، وكشفت المعلومات عن دعمها لجماعتي الإخوان في مصر والحوثيين في اليمن، مما يستوجب على دول البحر الأحمر العمل معاً للحيلولة دون تنامي خطر هاتين الجماعتين وتجفيف منابع دعمهما وتمويلهما.

وأكد الدكتور السيد علي رضوان، مدير مركز البحر الأحمر للسياسات، على أن "المرحلة المقبلة تتطلب تكاتف الدول العربية لتشكيل تحالف حقيقي يعمل على التصدي لقضايا المنطقة الشائكة من أجل الوصول إلى حل نهائي وعاجل لكافة القضايا الساخنة والمتفجرة بالمنطقة".