سالم يتسول مكرمة حوثية بإنهاء حصار 50 ألف جندي داخل تعز

السياسية - Saturday 12 October 2019 الساعة 09:46 pm
تعز، نيوزيمن، خاص:

تقاطر عدد من الشباب والنشطاء، صباح السبت، إلى منافذ تعز المغلقة من قبل مليشيات الحوثي المتواجدة في الطرف الآخر من مدينة تعز، وذلك بعد إعلان حوثي إصلاحي متبادل تضمن استعداد الطرفين فتح الطرقات والمعابر المغلقة.

هذا التفاهم الثنائي بين الإصلاح ومليشيات الحوثي تجسد في صورة جلية بغياب السلطة المحلية واللجنة الأمنية ووزارتي الدفاع والداخلية وغياب الشرعية مقابل حضور سالم فقط الحاكم العسكري لتعز قائد مليشيات الإخوان في المحافظة.

صباحاً، وبالزي الشعبي حضر سالم إلى المنافذ وخلفه قيادات عسكرية بينها قائد الشرطة العسكرية جمال الشميري، وصدر بعد ذلك إعلان مقتضب بأن الجيش والسلطة المحلية فتحوا الطرق والمعابر من جهة المناطق المحررة وعلى المليشيات فتح الطرق والمعابر من جهتها.

إعلان الجيش والسلطة المحلية جعل الجيش والشرعية شريكا في حصار تعز حين ساوى بين مهام الطرفين وأعلن قيام الطرف المحاصر بفتح الطرق والمعابر من جهته، بينما المنطق يقول إن من يحاصر تعز ويغلق المعابر والطرق هي مليشيات الحوثي وهي المعنية بفتح الطرق وإعلان ذلك.

محافظ تعز من جهته قال: المعابر من جهتنا مفتوحة، ومتى قررت المليشيات رفع الحصار نحن جاهزون لاستقبال المواطنين الداخلين إلى تعز أو المغادرين منها، وأكد أن الطرقات مفتوحة من أول يوم حرب ومن أغلقها هم مليشيات الحوثي المعنية بفتحها.

وكيل المحافظة، رئيس فرع المؤتمر بتعز، انتقد هرولة القيادات إلى المنافذ لاستجداء المليشيات فتح المعابر، وقال إنه كان يفترض عقد اجتماع للجنة الأمنية تعلن فيه أنه لا مانع لديها من فتح المليشيات للطرق المغلقة، مشيرا إلى أن المعابر ستفتح بسواعد الرجال حال رفضت المليشيات فتحها حالياً.

يحضر الرجل الأول في المحافظة معلقاً، وكأنه محلل سياسي ويتوارى قائد المحور، ويمثلهم جميعاً مستشار المحور، في سابقة لم تشهدها كل الحكومات بل الدول التي يوجد في هياكل إداراتها منصب مستشار.

هذا التهافت للرجل الأول في حزب الإصلاح على إظهار حسن النوايا تجاه مليشيات الحوثي يحمل رسالة واضحة لأطراف خارجية تقدم نفسها كراعية لتقارب حوثي إصلاحي ولو من نافذة المصالح التي تخدم الطرفين في آن واحد.

كما أن تناطح المواقف بين قيادات المحافظة يرسم صورة عن طبيعة الوضع الحقيقي لإدارة تعز من خلال تحويل الإصلاح تعز إلى مؤسسة خاصة لا يقبل فيها منازعته القرار حتى ممن عينتهم الشرعية مسؤولين عن إدارتها أو المشاركة في الإدارة.

وحذر نشطاء من عودة معابر الموت مجدداً إلى تعز، حيث كان معبر الدحي يفتح صباحاً ويغلق السادسة مساءً، وخلال رحلات تحرك المواطنين بين بيرباشا ووسط المدينة عبر المعبر ارتكبت المليشيات جرائم وانتهاكات مريعة وصلت حد إعدام أطفال وآباء أمام أطفالهم على المعبر بتهمة حيازة أسطوانة غاز.

وكانت معلومات يتم تداولها أفادت بأن المليشيات تريد أن تكون المعابر تفتح صباحاً وتغلق السادسة مساءً مع بقاء حالة تموضع قواتها دون تغيير، وكذلك سريان كل الإجراءات الأمنية بحق العابرين، أي اعتقالات واختطافات وجرائم مماثلة لما كان يحصل في معبر الدحي الذي لقب بمعبر الموت.

لم تسمح المليشيات الحوثية بفتح المعابر اليوم وأطلق القناصة النار على المتجمعين لانتظار أول سيارة تعبر من الحوبان إلى داخل المناطق المحررة بعد 5 أعوام من الحصار، وعاد المبتهجون بإعلان المليشيات جاهزيتها لفتح المنافذ والمعابر ولسان حالهم: "يكذبون كما يتنفسون"..

وفي حين يتواجد نحو 50 ألف جندي ورجل أمن وأعداد كبيرة من مليشيات الحشد الشعبي في تعز وبإمكانهم تحرير كل المحافظة وفتح المعابر.. يتسول سالم، قائد هذا الجيش، مكرمة حوثية بفتح الطرقات وإنهاء الحصار عن تعز.