ملزَمة الرؤية الحوثية.. تجهيل ممنهج للأجيال وعسكرة طائفية للمدارس

السياسية - Wednesday 16 October 2019 الساعة 11:14 pm
صنعاء، نيوزيمن، مهدي العمراني:

منذ الأيام الأولى لظهور مليشيات الحوثي كجماعة مسلحة متمردة على الدولة، وتدشين سلسلة حروبها ضد الدولة عام 2004م، وضعت مليشيا الذراع الإيرانية في اليمن، التعليم الأساسي والثانوي على رأس قائمة حروبها وفق مسارات فكرية وثقافية وعسكرية في آن واحد.

ولعل المتابع لنشأة الجماعة المسلحة يتذّكر أنّ اندلاع واحدة من حروبها الستة ضد الدولة كان بسبب بدء إنشاء مدرسة للتعليم الأساسي في منطقة مرّان بمحافظة صعدة، ما يؤكد أن وصول المنهج المدرسي النظامي والمعلّم الوطني والموجه التربوي إلى تلك المنطقة شكّل تهديدا وجوديا على الجماعة التي ترى في الجهل والتجهيل الممنهج للأجيال بيئة خصبة وحيده لزرع أفكارها ومعتقداتها الكهنوتية وخرافاتها.

ومن هذا المنطلق كانت عيون مليشيا الحوثي منذ الوهلة الأولى لانقلابها في سبتمر 2014م، مفتوحة على آخرها باتجاه التعليم الأساسي ومخرجاته، وما مجيئ القيادي الثاني في الجماعة يحيى بدر الدين الحوثي (شقيق قائد الجماعة عبدالملك الحوثي) على رأس الهرم الإداري والقيادي لوزارة التربية والتعليم في حكومة مليشيا الحوثي بصنعاء إلاّ خير شاهد على ذلك.

سهام حوثية لضرب التعليم

من جبهات متنوعة أطلقت مليشيا الحوثي سهام حروبها لتدمير وضرب التعليم وإعاقة وعرقلة العملية التعليمية، فمن طابور الصباح المدرسي بدأت مليشيا الحوثي بإلزام طلاب المدارس على ترديد شعارها ذي الأبعاد الطائفية والمذهبية بدلاً عن النشيد الوطني للجمهورية اليمنية، ومن فناء المدرسة ذاتها بدأت مليشيا الحوثي عمليات التعبئة والتحشيد واستقطاب طلاب المدارس والدفع بهم إلى جبهات القتال وقودا لمعاركها العبثية.

ومن بين سطور المنهج المدرسي بدأت مليشيات الحوثي زرع وبث سمومها المذهبية التشطيرية، بتعديل المناهج والمخاطرة بالوحدة الوطنية والخصوصية اليمنية فيما له علاقة بالمذاهب الإسلامية التي جاءت المناهج الدراسية في اليمن شاملة متوافقة مع الأبعاد الوطنية والاجتماعية والسكانية لمواطني الجمهورية اليمنية في عموم محافظات اليمن.

استهداف صغار السن

مثل غيرها من جماعات الإسلام السياسي، تضع هذه الجماعات الفئات العمرية في مرحلة التعليم الأساسي على رأس أولوياتها للتوسع والانتشار، باعتبار هذه الفئة العمرية ( 7- 15 سنة) هي الفئة القابلة للاستقطاب والتأثر بمحيطها وتبنى أفكاره.

إن الحديث عن الرؤية الحوثية والأهداف الاستراتيجية لها في محور التعليم، سيعد نوعاً من الاستغفال والاستخفاف بعقول المتابعين في ظل تشعب حروب مليشيا الحوثي بحق التعليم والمعلم والمدرسة تعليما ومنهجا وإدارة وحتى طابور الصباح.

تضييق نطاق التعليم الأساسي

باستخفاف عام تتحدث رؤية المليشيا الحوثية، في محور التعليم، عن "توسيع نطاق تغطية التعليم ما قبل الأساسي وفق منهج علمي متطور"..! وذلك حسب أهدافها الاستراتيجية، لكنها على أرض الواقع العملي دشنت مبكرا تضييق نطاق التعليم الاساسي، وذلك بقطع مرتبات المدرسين، وأولياء أمور الطلاب (موظفي الدولة)، ضاربة بذلك عصفورين بحجر واحد وقرار واحد، فعجز المدرس عن أداء وظيفته عطّل العملية التعليمية وجعل المدرسة عبارة عن محطة للوقفات المسلحة وجمع التبرعات وتخزين الأسلحة والمواد الإغاثية ومذياعاً للصرخات ومعرضاً لصور قتلى المعارك، لتتقاطع هذه الحالة مع تفاقم الأوضاع المعيشية لأولياء الأمور بفعل انقطاع مرتباتهم، وليبقى خيار الانخراط في جبهات مليشيا الحوثي قائما لولي الأمر أو الطالب ذاته.

...(يتبع)