"الإخوان" و"الحوثي".. الرقص في المرحلة التراجيدية للسعودية

السياسية - Monday 21 October 2019 الساعة 11:01 pm
نيوزيمن، كتب/ محمد عبدالرحمن:

تدخل الحرب في اليمن منعطفاً أشد خطورة ليس على اليمنيين وحسب، بل والمملكة العربية السعودية التي لم تستوعب حجم الخطر الذي تتبناه في فنادقها "الإخوان" ويمتد إلى بدرومات صنعاء "الحوثي"، يتوسع كل يوم، ويشهد تطوراً ونمواً متسارعاً، ويتسلح بالفكرة الواحدة وهي استهداف السعودية وضربها بسلاحها وقرارها.

المملكة محصنة بعدم الفهم والاستيعاب للدروس والتجارب، لم تتمكن من استيعاب ما يدور حولها، وما يخطط لها، كل يوم تتضح شواهد قوية تكشف التنسيق المحكم بين جماعة الإخوان التي تحتضنها وجماعة الحوثي التي توقفت عن قتالها.

تسليم المواقع العسكرية، واستسلام الألوية المقاتلة دون أي مقاومة، وتسليم السلاح المتطور، وتوزيع خرائط المعارك، وكشف أسرار التحالف، والدعم المالي بالدولار والريال السعودي، وإصدار قرارات تعزز من قوة الحوثي وتشرعن وجوده، هي شواهد تراها السعودية، لكنها لم تستوعب نتائجها وخطرها الارتدادي عليها.

جماعة الإخوان الفندقية تلعب لعبتها بشكل متناغم مع جماعة الحوثي وبشكل سلس يضمن استمرار بناء مخططات جديدة، وتنفيذ مخططات قديمة، وبما يحقق الهدف المشترك بين إيران وتركيا تجاه السعودية لإسقاط دورها المتنامي في العالم الإسلامي، إن لم يكن إسقاطها كدولة ومجتمع.

ليس لإيران القدرة على مهاجمة السعودية إلا عبر جماعة الحوثي وبإسناد قطري، وليس لتركيا القدرة على اشتغال السعودية من الداخل إلا عبر جماعة الإخوان وبدعم قطري أيضاً، وليس لهاتين الجماعتين القدرة على إيذاء السعودية كل جماعة منفردة على الأخرى، وهذا ما استوجب توحيد صفوفهما ضد المملكة التي ترى ذلك بدرجة الاستهبال السياسي.

مع إخلاء الإمارات مواقعها العسكرية وتسليمها ومغادرة قواتها ومعداتها العسكرية، تخسر السعودية حليفاً أسندها طوال خمس سنوات في اليمن، وخفف العبء عنها كثيراً اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً، مما يجعلها اليوم تعيد صياغة المشهد اليمني بما يتناسب مع قدرتها منفردة، في ظل الفراغ الكبير الذي ستتركه الإمارات في كل المجالات وخاصة المجال التنموي في الجنوب ومدن الساحل الغربي.

الانفراد السعودي بالحرب اليمنية لن يأتي بثمرة ومحصود وفير، بل إن الأمر يسهل على جماعة الإخوان والحوثي تصيد المملكة وإغراقها أكثر في مستنقعهما إلى درجة العجز عن الخروج منه دون تلوث بالوحل، وهذا هو المسعى والمبتغى الذي تطمح إليه مخالب إيران وتركيا.

المملكة في خطر تواجد الإرهاب في فنادقها وفي صنعاء، إن لم تحسم أمرها وتعِد ترتيب أوراقها من جديد في حرب اليمن فإنها ستكون في مأزق كبير، ولديها فرصة احتواء ودعم القوى والأطراف المناهضة للإرهاب والجماعات الدينية.

إعادة صياغة بيت الشرعية بشكل يضمن وجود قوى مناهضة للإرهاب وقادرة على تحرير صنعاء مثل حراس الجمهورية والمقاومة الجنوبية، سيمثل بداية جيدة لإنهاء حالة الترهل التي استدعت كل هذا الخطر المتنامي لجماعة الإخوان والحوثي الإرهابيتين.

هل سيصل الوعي إلى العقلية في المملكة بما يتم التحضير له من مرحلة تراجيدية لها، ترقص جماعات الإرهاب طرباً على دموعها وخرابها، وبسلاحها وأموالها التي تسرقه وتهربه جماعة الإخوان إلى جماعة الحوثي؟؟! ربما نعم… ربما لا… الله أعلم.

اقرأ أيضا: 

نشر المراقبين في الحديدة ينتقل إلى "الدريهمي، حيس، التحيتا" خلال أسبوعين (تصريح)

الحديدة.. إطلاق نار دام على نقطة مراقبة وقف إطلاق النار و20 خرقاً في يوم