الحوثيون والإخوان يلبسون الدّبل علانية في صفقة مشبوهة.. والمؤتمر يعلن حالة الطوارئ

السياسية - Tuesday 22 October 2019 الساعة 10:45 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

لم يجف دم ضحايا تفجير جامع دار الرئاسة، حتى جاءت قصة إطلاق سراح أربعة متهمين بقضية التفجير التي راح ضحيتها أكثر من 12 مواطناً يمنياً من كبار رجال الدولة، كان أبرزهم الشهيد عبد العزيز عبد الغني، والشهيد الحي صادق أمين أبو رأس، حدث ذلك في يوم الجمعة الأول من شهر رجب الحرام الموافق 3 يونيو 2011م.

أدت هذه الصفقة المشبوهة إلى إعلان حالة طوارئ بين المؤتمريين في الداخل والخارج، وأوساط المنظمات والجهات المتحالفة مع حزب المؤتمر، ما لفت انتباه الجميع ممن استنكروا واستكثروا على المؤتمر هذه الصحوة بعد أن كانوا قد تماهوا مع مقتل زعيمهم علي عبدالله صالح على يد الحوثيين أنفسهم الذين أطلقوا سراح المتهمين، بحسب قولهم.

لقد جاء قرار الإفراج بصورة مهينة للقضاء وللمتهمين أنفسهم.

محمد معزب، رئيس مجلس تنسيق المؤتمر الشعبي العام بالجامعات الأهلية، اكد في تصريح لنيوزيمن، على مخرجات الاجتماع الذي عقدته اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام صباح الأحد 20 أكتوبر 2019م بالعاصمة صنعاء، مبينا أنهم أصدروا بيانا في ذلك يؤيد كل ما ذهبت إليه قيادة المؤتمر، واجتماع اللجنة العامة والمتضمنة مقاطعة أعمال ومخرجات المجلس السياسي، ومجلس النواب، ومجلس الوزراء، ومجلس الشورى.

وقال، من الطبيعي أن يتخذ حزب مثل المؤتمر موقفا واضحا ليبرهن أنه لا يزال موجودا على الأرض وفي كل منطقة من مناطق اليمن.

تلك الطريقة وبحسب خبراء ومحايدين، لم تحدث في مكان وبهذه الصورة، ولا حتى في الأفلام، فيما علق البعض على أنها حالة من استخدام "الأنسولين" لخلط الأوراق وتهدئة النفوس؛ بعد ظهور (طارق صالح) أمام حشد من الجنود وهو يشد عليهم، ويلقي خطابًا أخذ صدى واسعا قبل وبعد إلقائه أوساط جماعة الإخوان المسلمين والحوثيين، وبعث برسائل مطمنة لم ترق لهم أبدًا، إذ بدا البعض منهم ساخرًا، فيما علق آخرون بنفس الأسطوانة المشروخة بأن طارق يتبع الإمارات ولا يخضع للشرعية، وأن تصريحاته غير كافية لإبعاد الشبهة.

العديد من المحامين والحقوقيين علقوا على حادثة إطلاق المتهمين بغرابة وتعجب، فيما اشتغل الذباب الإلكتروني لجماعات الإسلام السياسي من أول لحظة ليحرف المسار، واصفين قيادة المؤتمر وقواعده العريضة بأنهم بلا عقول، فكيف يسكتون على مقتل زعيمهم في حين أقاموا الدنيا على تصرف أثبت أن الحوثيين وحزب الإصلاح على توافق تام في كثير من الأمور، وأن الدور القطري الذي حضر للترتيب لمقتل الزعيم في 2017م إلى جانب الأنصار، هو نفسه الذي حضر اليوم لإطلاق سراح المتهمين بجريمة العصر.

عبد الكريم المدي، قيادي مؤتمري، قال: الحملة بدأها حملة مباخر رئاسة الشرعية كالعادة ومجاميع الذباب الإلكتروني، وتبعهم بعض المأزومين وأصحاب العقد المزمنة، مستعرضين قدراتهم وأدواتهم، ومُعرّضين بقيادة المؤتمر كما لو أنه ارتكب جريمة بشعة.

إلى جانب ذلك هدد حقوقيون برفع القضية إلى المحاكم الدولية، حيث وإن حادثة التفجير قد صنفت من قبل الأمم المتحدة حينها بأنها إرهابية، بالمقابل حاول الحوثيين تدارك الأمر من خلال توعدات مبطنة، وتصريحات بإعادة النظر في القضية، من خلال مجلس القضاء الأعلى، الأمر الذي استفز مؤتمريي الداخل وبعضهم ممن لم يجف دمهم حتى اللحظة، معتبرين أن أي تحركات يقوم بها الحوثيون ليست سوى ذر الرماد في العيون وتصرف متأخر جداً.

بشير قاسم، من أنصار المؤتمر تحدث بقوله، صحيح أن مؤتمر الداخل تحديدًا حاول تجاوز مقتل رئيس الحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح طيلة العامين الماضيين؛ لأسباب معروفة وأخرى غير مفهومة، لكن هذا لا يعني أن تقاد حملة شرسة اليوم من قبل من أغرقوا البلد في أتون الفوضى، هذه الحملة تأتي للسخرية من ردة فعل طبيعية من أنصار المؤتمر الشعبي العام وعلى كل المستويات ومن كل المحافظات.