الدكتور محمد قباطي: وثيقة الحوار تجاوزت كل التحديات وعلى مناهضيها البعد عن العنف والتضليل والعالم لا يحمينا من أجل سواد عيوننا

الدكتور محمد قباطي: وثيقة الحوار تجاوزت كل التحديات وعلى مناهضيها البعد عن العنف والتضليل والعالم لا يحمينا من أجل سواد عيوننا

السياسية - Sunday 02 February 2014 الساعة 05:59 pm

قلل القيادي السابق في حزب المؤتمر الشعبي العام، والمسوؤل حاليا في حزب التجمع الجنوبي الديمقراطي (مجد) الدكتور محمد عبد المجيد قباطي، من المخاوف التي تثار بشأن تنفيذ الوثيقة النهائية التي خرج بها مؤتمر الحوار. آ وأكد القباطي، في حوار متلفز بث الجمعة الماضية على قناة (اليمن الفضائية) أن الوثيقة " رأت النوار وتجاوزت كل تلك التحديات"، داعيا في ذات الوقت الشعب إلى اختياره ممثليه في المؤسسات الرقابية والتشريعية لكي يضمن تنفيذ مخرجات الحوار. آ وفي رده عما إذا كان اليمنيون وصلوا إلى بداية الخطوات على مستقبل يمني مغاير باتفاقهم على الوثيقة النهائية لمؤتمر الحوار، قال قباطي، " بالتأكيد هذه المحطة الأولى، ووثيقة الحوار، وثيقة تاريخيه يجب أن يتفخر بها اليمنيون بالكامل"، إضافة إلى كونها " قصة نجاح يمنية يعتد بها الإقليم والعالم.. العالم والإقليم ومجلس الأمن كانوا محتاجين إلى قصة نجاح.. اليمن تقدم قصة هذا النجاح، ونتعشم نحن أبناء هذا الشعب أن نكون في مستوى التحدي في الخطوات المقبلة". وعن طبيعة تلك الخطوات المقبلة، أشار القيادي في مجد، إلى أنها " نقل تلك الوثيقة التي كانت حلم الشباب اللذين خرجوا لحراك الذي تم في الجنوب والثورة الشعبية التي تمت هنا- في الشمال- تحول هذا الحلم إلى رؤية، هذه الرؤية موجودة في الوثيقة "، لافتا إلى أن " التحدي الكبير يمكن في كيفية تحويل الوثيقة إلى واقع حقيقي". وعن السبيل لمواجهة بعض الفئات التي تناهض الوثيقة وتعقد ندوات وسلسة من اللقاءات للتوعية بمخاطرها، تحدث، الدكتور قباطي، عن " مقاومة كبيرة جدا من القوى التي سماها الرئيس عبدربه منصور هادي بقوى الشر، لوثيقة الحوار"، مبينا أن تلك القوى التي تناهض الوثيقة، هي تناهض التغيير والنهوض والتنوير" آ وقال:" ليس لدنيا وهم أن هذا الأمر سيمر بسهولة، لاحظ أن ؤتمر الحوار كان مقررا له أن يأخذ ستة أشهر، لكنه أخذ من 6 إلى 10 أشهر، وأنا أعتبر هذا إنجاز ضخم، في مقاومة كبيرة جدا من القوى التي سماها الرئيس هادي بقوى الشر، القوى التي تناهض التغيير وضد مسألة النهوض والتنوير، ستفقد الكثير من مصالحها، ولكن في مقابل ، الحجة والحجة المقابلة نحن نقبل أي شيء، لكن بعيدا عن العنف وبعيدا عن التضليل". وعن الأقاويل التي يروج لها مناهضو وثيقة التغيير، بأن الوثيقة ضد الدين الإسلامي، وأنها أسقطت سيادة الدين، أكد الدكتور قباطي، أن تلك الأقاويل " أشياء ليس لها معنى، والقول أن وثيقة الحوار تؤصل لتجزئة اليمن، وتشظي اليمن، هذه كلها مسائل مردود عليها وبسهولة". وتابع :" وثيقة الحوار، هي وثيقة إجماع وطني وثيقة تاريخية، تؤسس لمرحلة مختلفة تماما".. و" القوى التي تحاول أن تواجه هذه الوثيقة حاولت أكثر من مرة منذ أشهر الحوار بتفجير للكهرباء وأنابيب النفط وقتل الكثير من الناس واستشهاد بعض أعضاء مؤتمر الحوار، تلك المحاولات كانت لتفخيخ خروج الوثيقة.. الوثيقة رأت النوار وتجاوزت كل تلك التحديات". ودعا القيادي في التجمع الجنوبي الديمقراطي، الإعلام، وخاصة الرسمي منه، إلى القيام بمهمة تنوير الناس وتثقيفهم بمخرجات الحوار. وأضاف " مطلوب من الإعلام أن يعلب دور تنوير، وأن يتحول الإعلام وخاصة الإعلام الرسمي، إلى مكان لتلاقح الأفكار والترويج للوثيقة، وفقا لما نصت عليه إحدى توصيات مخرجات الحوار، وأن يقوم بإظهار حقيقة الوثيقة لخلق رأي عام مستنير بدلا عن هذا التضليل الذي يجري، ليفهم الناس قدر الإنجاز المحقق والتحديات المحدقة به لتحويل هذه الوثيقة إلى مخرجات دستورية ونقلها على صعيد الواقع". وقلل قباطي، من المخاوف التي يتحدث بها البعض عن اصطدام وثيقة الحوار بالواقع، مؤكدا أن العالم الذي تقاطعت مصالحه مع اليمن لن يتركه يذهب إلى المنزلق السحيق. آ وقال " لولا موقع اليمن الإستراتيجي، والجيوسياسي والجيوعسكري، كان العالم تركنا نذهب إلى هذا المنزلق السحيق.. مصالح الإقليم والعالم تقاطعت مع مصلحة اليمنيين وبالتالي، على اليمنيين الأخذ بتلابيب هذه الفرصة". وأوضح أنه و" لأول مرة منذ 100 عام تواجهنا فرصة نستطيع أن نصنع بها مستقبل حقيقي، للشعب وطموحاته الطويلة"، داعيا الشعب إلى أن يرتفع إلى مستوى المسؤولية لإعادة الإعتبار لثورات سبتمبر واكتوبر والحراك والثورة الشبابية. واستطرد بالقول " قامت ثورتين سابقيتن، هما ثورة سبتمبر واكتوبر وقدمنا الآلاف من الشهداء، لكن للأسف محتويات الثورتين أفرغت .. الآن لإعادة الإعتبار لتلك الثورتين والشهداء اللذين سقطوا فيها، وحتى ثورتي الشباب والحراك لا بد على الناس أن يرتفعوا إلى مستوى المسؤولية". وعما إذا كان اليمن يعول على الدور الدولي في فرض الوثيقة، أكد الدكتور قباطي، أن " الدور الدولي مهم"، مشيرا في هذا الشأن إلى أن " مجلس الأمن ولأول مرة يتخذ إجراءات على مدى سنتين والنصف وبإجماع كامل أعضائه، لأن هناك مصلحة تتعلق بكون اليمن ممرا دوليا"، لكنه قال بأن " العالم لا يحمينا من أجل سواد عيوننا". وبين أن " الوثيقة 100في المائة يمنية، والدور الدولي انحصر على الدور المساعد على إخراجها، ومحتوياتها منتج يمني بامتياز". وعن الخشية من حدوث تعثر، لوثيقة الحوار، كما تعثرت وثيقة العهد والإتفاق التي جرى توقيعها في العام 1994م، أكد القيادي في التجمع الجنوبي، أن " الظرف الحالي يختلف عن الظرف السابق في العام 1994م .. الوضع في 94 كان يختلف يوجد انقسام دولي وحتى محلي، الآن يوجد إجماع وتناسق داخلي وقلق دولي على مصالحه". ووجهت للدكتور قباطي، انتقادات من قبل ضيوف البرنامج، لتفاؤله بمستقبل وثيقة الحوار، وكأنه يتحدث عن المدينة الفاضلة، معربين عن الخشية من تكرار سيناريو 94م، والضمانات لعدم تكراره. وفي هذا الشأن، قال قباطي " لا أدعي أن كل الأمور مضمونة"، لكنه جدد التأكيد على أن " السيناريو في 94 كان مختلف"، بسبب " الإنقسام الواضح لدى القوى المحلية والدولية، إضافة إلى وجود " مزايدة على وثيقة العهد والإتفاق والتي لا أحد معارض لها". وتابع :" الآن على الأقل في ناس واضحين يقولوا إنهم ضد وثيقة الحوار، فبتالي الحجة مقابل الحجه". كما ساق ضيوف البرنامج انتقادات للرئيس هادي، وطريقة إدارته للحكم، وعدم قدرته على التخلص من فكرة التحرر من القوى التقلييدية؟ إلى جانب التأكيد على أن بعض القوى لا زالت تمارس الإستبداد، والوسيلة المثلى لعدم الوقوع في الفخ المصري. وإزاء تلك الأسئلة مجتمعة، اطمأن الدكتور قباطي، بأن العناصر المتورطة في جرائم ضد الإنسانية لن تكون لها فرصة بإعادة إنتاج نفسها، بعد العدالة الإنتقالية. وقال " الوثيقة بالكامل تضمن بأنه نحن ننتقل إلى وضع يستطيع أن يعزز بأنه ما ارتكب من جرائم يجب أن يعالج بمختلف الأساليب، إضافة إلى عدم إعطاء من ارتكب جرائم الفرصة بإعادة إنتاج أنفسهم أو تبوأ منصب.. هؤلاء الناس نحن سنتصالح سيكون هناك قانون للعدالة انتقالية، بعد العدالة الإنتقالية لن يكون هناك فرصة لهؤلاء الناس في إعادة إنتاج أنفسهم". آ وفيما دعا نائب التجمع الجنوبي الديمقراطي، الأمانة العامة للحوار إلى سرعة إخراج الوثيقة للناس من أجل أن يقرؤوها، طالب بالعمل على إنجازها في أسرع أقرب وقت ممكن، مشيرا إلى أن أي محاولة لإجهاضها، يدفع ثمنها هؤلاء المعرقلين. آ وفي المحور المتعلق بالأقاليم، أشار الدكتور قباطي، إلى حاجة البلاد حين انتقالها إلى النظام الإتحادي إلى مستوى جديد من السلطة، في الوقت الذي ستحتاج فيه مناطق أخرى إلى بنية تحتية وبناء في قدراتها حتى تنتقل إلى النظام الإتحادي. وقال :" بعد إقرار الدستور سيكون هناك إمكانية أننا نجرب في إقليمين أو ثلاثة أو أربعة اللذين لديهم قدرات وبنية تحتية جاهزة للتحول إلى النظام الإتحادي وسيأخذ وقت من أجل بناء القدرات، قد يتم التحول إلى نظام الأقاليم وإعطاء صلاحيات كاملة لأقاليم، مثلا في إقليم عدن، بسهوله بسبب وجود بنية تحتية جاهزة، ومحتاجين فقط لبناء القدرات". آ وأشار إلى عدم وجود مخاوف فيما يتعلق بإعداد الدستور الجديد للبلاد، مقارنة بدول أخرى شهدت خلافات في إعداد دساتيرها، وذلك بسبب أن " الدستور الذي سيتم إنتاجه تم مناقشته بين مختلف فئات المجتمع اليمني". وأضاف :" قصة النجاح اليمنية في الحوار متميزة عن الباقين، صنعنا حالة من التوافق التي تجمعنا في إعداد الدستور على خلاف دول أخرى، الدستور الذي سيتم إنتاجه تم مناقشته بين مختلف فئات المجتمع، لم لم تأت النخبة لكي تكبته، بل شاركت في نقاشه كل الأوساط، ووثيقة الحوار تؤسس لكتابة دستور، سيكون مغايرا في ظرفه وتحوله". آ وأعرب عن تطلعه إلى مشاركة مجتمعية حقيقية لمساندة الوثيقة وتحويلها من مجرد رؤية ونصوص إلى واقع، مؤكدا أن " قضية التنفيذ ستصبح بيد أبناء الشعب خاصة بعد أن يتم إنزال الوثيقة إلى الشعب لقراءاتها وفهمها وذلك بالتزامن مع إعداد الدستور لمعرفة محتوياتها، حينها الناس سيختاروا هيئاتهم"، داعيا الشعب إلى اختيار ممثليهم بوعي وصدق من أجل ضمان تنفيذ مخرجات الحوار. آ وتحدث قباطي، عن سياسة عدم " المواجهة مع أصحاب المصالح"، في الوقت الراهن، لكنه قال بأنه ستأتي مراحل من أجل قصقصة تلك الأجنحة بالتدريج". آ وقال " على مدى ثلاثة عقود هناك قوى لها مصلحة ضخمة جدا هذه القوى تستطيع أن تدافع عن مصالحها، هناك ما يزيد عن 400 ألف وظيفة وهمية في الجيش والأمن والتربية والتعليم، لا تستطيع القوى المستفيدة من هذا الوضع القبول بالتسليم بتلك المصالح، لكن هناك ستأتي مراحل من أجل قصقصة تلك الأجنحة بالتدريج، ونحن لا نريد مواجهة مع أصحاب المصالح". وأشار إلى أن القوى التي لها مصالح تستخدم تلك الأموال الضخمة التي تحصل عليها من الوظائف الوهمية في مواجهة النجاحات التي تحققت. وفي الوقت الذي وصف فيه، أداء حكومة الوفاق بالمخيب للآمال، أعذرها في عدم تطبيق برنامجها، خاصة على المستوى الإقتصادي، وذلك بسبب " الإرباك وما حصل من مقاومة وطبيعة الأوضاع الأمنية لم تستطع الحكومة ربما أن تلتقط أنفاسها" والإستفادة من الأموال التي قدمها لها المانحون والمقدرة بثمانية دولار. لكن قباطي، شدد على الحكومة التي ستأتي بعد إجراء التعديل على حكومة الوفاق بأن تلتقط أنفاسها لكي تبدأ بشائر التغيير على صعيد التنمية والإقتصاد. وأكد نائب التجمع الجنوبي الديمقراطي، حدوث " نوع من التلكؤ ونوع من المقاومة في تنفيذ النقاط العشرين والإحدى عشر التي خرجت بها اللجنة الفنية للحوار"، مطالبا باتخاذ خطوات إجرائية على الأرض، وتنفيذ النقاط 31 خلال الستة الأشهر المقبلة. ويرى، الدكتور قباطي، أن " التغيير في اليمن، إلى الآن لم يتم، وأن النظام السابق لا زال يشارك بمناصفة في الحكومة" ، مشيرا إلى أن التغيير سيتم في الوقت الذي سيتم فيه إصدار دستور جديد يسقط كل المؤسسات السابقة، مؤكدا أنه " حينها نستطيع أن نتحدث عن وضع جديد"، مضيفا أن البلاد " الآن في وضع انتقالي وفي منزلة بين المنزلتين". وفي رده على سؤال، عما إذا كان يمكن إلقاء اللائمة على النظام السابق، في عدم تحقيق التغيير وتنفيذ النقاط 31، قال الدكتور قباطي " لا لا .. التغير والتحول يحتاج إلى وقت، وفي احتمال أنه بعد ستة أشهر النقاط لا تنفذ، الأقاليم ستقوم بتنفيذ تلك النقاط ، والحكومة المركزية إذا لم تنفذ تلك النقاط، نطالب بإعطاء صلاحيات أوسع للأقاليم لتنفيذ تلك الأقاليم". آ واتهم نائب التجمع الجنوبي الديمقراطي، من سماها بـ" القوى المتشبثة"، والنظام السابق برسم أقاليم متداخلة، بين الشمال والجنوب، في وقت سابق، مؤكدا رفضه لذلك النوع من التقسيم الذي لا يعطي صورة واضحة للحدود بين الشمال والجنوب. كما اتهم النظام بإيجاد " حالة من الألم والضيم في الجنوب"، الأمر الذي جعل الجنوب يطالب أن شريكا حقيقيا في الحكم. وقال " نحن قبلنا بمبدأ المنافصة والمناصفة مطلوبة لكي يشعر الجنوب بأنه مشارك فعلي في الحكم وهذا الذي استدعى أن الأقاليم لا تكون متداخلة".