الانتفاضة في لبنان والعراق دليل على فشل إيران في فرض نفوذها في الشرق الأوسط

السياسية - Thursday 24 October 2019 الساعة 11:36 pm
نيوزيمن، ترجمة خاصة:

رأت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن الانتفاضة غير المسبوقة التي تشهدها لبنان والعراق ضد الفساد وغياب الإصلاحات، دليل على أن إيران فشلت في فرض نفوذها في الشرق الأوسط، كما فشلت طهران وعملاؤها في ترجمة الانتصارات العسكرية والسياسية التي تتغنى بها إلى رؤية اجتماعية اقتصادية.

وأشارت المجلة أن النظام الإيراني والحرس الثوري لطالما كان لديهما هدف واضح وسياسة طويلة الأمد منذ اندلاع الثورة الإيرانية، حول كيفية تصدير هذه الثورة للمنطقة وبشكل أساسي في الدول ذات الأغلبية الشيعية. كما أن عينيها كانتا على الهدف الرئيس وهو الهيمنة على اليمن وسوريا والعراق ولبنان.

وتقول "فورين بوليسي"، لطاما نجحت طهران في كسب نفوذ عبر وكلائها في العراق ولبنان واليمن وسوريا، لكنها تجاهلت في خطتها على مدار 4 عقود نقطة هامة: رؤية اجتماعية اقتصادية للحفاظ على قاعدة دعمها، معتبرة أن العراق ولبنان مثالان معبران على ذلك.

وأضافت إن طهران صنعت وكلاء في كلا البلدين وأعطتهم القوة من خلال التمويل والتسليح وساعدتهم على التسلل لمؤسسات الدولة، واليوم مؤسسات الدولة في البلدين أصبح لديهم وظيفة أساسية واحدة: "حماية وخدمة مصالح إيران، بدلا من حماية وخدمة الشعب".

ولطالما تغنى زعيم حزب الله، حسن نصر الله، على مدى عقود باعتزازه بحماية الفقير والمظلوم والقتال لنصرته، فها هو اليوم يقف ضد هذه الفئة التي خرجت الشوارع من أجل لقمة العيش.. وهذه بحد ذاتها نكسة كبيرة لحزب الله - تقول مجلة  "فورين بوليسي".

وأشارت المجلة أن مشاهد المتظاهرين الشيعة انضمامهم إلى اللبنانيين الآخرين في الشوارع روعت قيادة الحزب. ولطالما كان الشيعة في لبنان العمود الفقري لسلطة حزب الله المحلية والإقليمية، ويقاتلون معهم في لبنان وسوريا واليمن. في المقابل، يتلقى الكثير منهم رواتب وخدمات كبيرة تقدمها إيران وحزب الله.

وبحسب "فورين بوليسي"، فإن هذه هي المرة الأولى ينقلب فيها الشيعة اللبنانيون ضد حزب الله منذ تشكيله في الثمانينيات. وقد أحرق المحتجون الشيعة مكاتب قادة حزب الله في معقل الجماعة في النبطية جنوبي لبنان.

وأبرزت المجلة ثلاثة عوامل رئيسية وراء ذلك: أولاً، أن تورط حزب الله المكلف في الحرب السورية وضغط العقوبات الأمريكية على إيران أجبر الحزب على خفض الرواتب والخدمات، مما أدى إلى توسيع الفجوة بين الأغنياء والفقراء داخل مجتمعه. وفي الوقت نفسه، قام الحزب أيضا بارسال أغلبية الشيعة من الأحياء الفقيرة للقتال في سوريا، بينما استفاد مسؤولوه من ثروات الحرب، مما تسبب في الكثير من الاستياء.

ثانياً، أُجبرت دائرة حزب الله على قبول نبيه بري حليف حزب الله كرئيس للبرلمان باعتباره شرا ضروريا للحفاظ على الائتلاف الشيعي على حاله. وعندما بدأ الاقتصاد اللبناني في التدهور في نفس الوقت الذي تضررت فيه أموال حزب الله، لم يعد بإمكان الكثير من الشيعة دفع فواتيرهم. ولم يعد من الممكن تحمل فساد بري وثروته الفاحشة.

ثالثًا، ركز حزب الله بشدة على القوة العسكرية والتغني والترويج لانتصاراته، لكنه فشل في ترجمتها إلى رؤية اجتماعية اقتصادية تعود بالفائدة على المواطن. ربما تكون إيران قد استفادت، لكن الشيعة في لبنان أصبحوا أكثر عزلة من أي وقت مضى، وهذا سبب كاف لانتفاضتهم الآن.

تقول "فورين بوليسي" إن القصة مشابهة تماما لما هو حاصل في العراق. في هذا الشهر، خرج عشرات الآلاف من العراقيين والشيعة في بغداد وأجزاء أخرى في جنوب العراق احتجاجا على إخفاق الطبقة السياسية العراقية في توفير الخدمات الأساسية والحد من البطالة والفساد. وسقط أكثر من 100 محتج. وأكدت وكالة رويترز أن المليشيات المدعومة من إيران نشرت قناصة على أسطح المنازل في بغداد لقتل المتظاهرين عمداً.

واعتبرت المجلة أن دور إيران في قمع المظاهرات في العراق وفشل الحكومة في حماية مواطنيها هو مؤشر مهم على تأثير طهران في البلاد.

وحذرت المجلة من أن وكلاء إيران في العراق سيصبحون مع الأيام أقوى من الجيش العراقي، وسيكون قرار الحرب والسلام قراراً إيرانياً.