"نصر الله" يدافع عن انقلاب الحوثيين في اليمن ويهاجم المتظاهرين السلميين في لبنان
السياسية - Friday 25 October 2019 الساعة 10:26 pm
حزب الله الذي هدد أمينه العام الأسبوع الماضي، متوجهاً للمتظاهرين، بالنزول إلى الشارع (..) وقلب الموازين، بات في الأسبوع الثاني من الاحتجاجات العارمة والمتواصلة يطلب من جمهوره مغادرة الساحات، وجدد رفضه لمطالب المتظاهرين باستقالة الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة، في وقت اندلع توتر وسط بيروت بين متظاهرين ومؤيدين للحزب وتدخلت قوى الأمن.
Read also :
فتح طرقات اليمن.. ملف يكشف زيف الحوثيينعكس خطاب نصر الله حالة خوف وتخبط وتحفز إزاء المظاهرات التي خرجت عن إرادة ورغبات السيطرة والتجيير وفاجأت الجميع، وقال نصر الله إن الحراك الاحتجاجي لم يعد حركة شعبية عفوية بل حالة تقودها أحزاب معينة وتجمعات لتحقيق أهدافها، متهما المتظاهرين في كل أنحاء لبنان بالتبعية لتوجيهات وجهات.
وفي لهجة مفاجئة استفزت المحتجين خاطب نصر الله المتظاهرين "لا تصدقوا ما تقوله السفارات ووسائل الإعلام الخليجي وأخشى أن يكون ثمة من يريد تأجيج التوترات ليصل بلبنان إلى الحرب الأهلية"، بينما كان الحزب يؤيد كافة المظاهرات في البلدان العربية باسم الحقوق والحريات والعدالة وذهب مع انقلاب المليشيات الحوثية، ذراع إيران في اليمن، إلى نهاية المشوار والعنف والحرب.
وشهد وسط بيروت الجمعة، وفقا لوكالة فرانس برس، توتراً تطور إلى تضارب بالأيدي بين مجموعة مؤيدة لحزب الله اعترضت على تصنيف الأمين العام للحزب حسن نصرالله ضمن الطبقة السياسية الفاسدة التي يطالب مئات آلاف اللبنانيين برحيلها منذ أكثر من أسبوع.
وتحت ضغط الاستمرارية والزخم المتواصل للمظاهرات في لبنان للأسبوع الثاني ضد فساد النخب ونظام المحاصصة الطائفية الحاكم وتأييد مزيد من المرجعيات للمتظاهرين جاء الخطاب الثاني لحسن نصر الله منذ بداية الانتفاضة معزولا عن لهجة التهديد والوعيد في الخطاب السابق بنزول حزب الله إلى الشارع وتغيير المعادلة في حين بدا أن الحركة الاحتجاجية تشق طريقها بعيدا عن وصاية الطوائف وأمراء الحرب والحكم.
وقال نصر الله "إذا لم يكن الحراك الشعبي قادرا على اختيار قيادة موحدة، فلتختر كل ساحة قادتها للحوار مع رئيس الجمهورية" فيما بدا أنه نوع من الالتفاف المكشوف باعتماد المحاصصة الطائفية لتمثيل الاحتجاجات التي خرجت لإسقاط فساد المحاصصة الطائفية الحاكمة في لبنان.
وتكتظ الشوارع والساحات في بيروت ومناطق أخرى من الشمال إلى الجنوب منذ 17 أكتوبر/ تشرين الأول، بحراك شعبي لم يشهد لبنان له مثيلاً على خلفية مطالب معيشية وإحباط من فساد السياسيين. وكسر المتظاهرون "محرمات" عبر التظاهر في مناطق تعد معاقل رئيسية لحزب الله وتوجيه انتقادات للحزب ولأمينه العام.
ورفع نصر الله عصا المقاومة في وجه المتظاهرين الذين طالبوا بإسقاط الحكومة قائلا إن البعض يطالب بإسقاط المقاومة. وقال "أطلب من جمهور المقاومة ترك ساحات الاحتجاج ومن مصلحتنا الابتعاد عنها".
واندلع توتر في ساحة رياض الصلح، وفق ما أفاد مصور لفرانس برس، إثر إقدام مجموعة مؤيدة للحزب، أحد أكثر اللاعبين السياسيين نفوذا في البلاد والوحيد الذي يمتلك ترسانة سلاح الى جانب القوى الأمنية الشرعية، نصبت خيمة في وسط ساحة رياض الصلح ووضعت سيارة وسط الطريق مزودة بمكبرات صوت، على إطلاق هتافات مؤيدة لنصرالله، بينها "كلن يعني كلن والسيد أشرف منهم".
ومع بدء متظاهرين مناهضين للسلطة إطلاق شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" و"كلن يعني كلن"، مطالبين برحيل الطبقة السياسية من دون استثناء، توترت الأجواء بين الطرفين، وتطورت إلى تدافع وتضارب.
وتدخلت قوات مكافحة الشغب بحزم للفصل بين الطرفين. وبعدما تمكنت من تفريقهم، تجدد الإشكال مجدداً بين الطرفين وسادت حالة من الهرج والمرج بين المتظاهرين أوقعت عدداً من الجرحى.