التظاهرات في بغداد وبيروت والفزع في صنعاء

السياسية - Wednesday 30 October 2019 الساعة 10:40 am
صنعاء، نيوزيمن، أحمد فؤاد:

على وقع تصاعد الاحتجاجات والمطالب الشعبية في العراق ولبنان، تشدّد مليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- من إجراءاتها الرقابية والقمعية ضد المواطنين في المناطق الواقعة تحت سيطرتها منذ انقلابها على السلطات الرسمية في سبتمبر من العام 2014م.

ومنذ مطلع أكتوبر الجاري/ تشرين الأول تشهد العاصمة صنعاء والمحافظات المجاورة لها حالة استنفار قصوى لمليشيا الحوثي تتجلّى أكثر في استحداث المليشيا نقاط تفتيش إضافية على مداخل المدن الرئيسية والشوارع العامة، وتنظيم دوريات مسلحة استعراضية تجوب الشوارع والساحات العامة، فيما يعدّ ترهيباً وتهديدا ضمنيا بقمع اي احتجاجات مماثلة بالقوّة.

سوء الخدمات يسقط الحكومة في بيروت

وفي حين أٌعلن في لبنان استقالة الحكومة اللبنانية استجابة لمطالب المتظاهرين ضدها، يشهد العراق منذ مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول الحالي موجة مظاهرات خرج فيها الآلاف في العاصمة بغداد وعدد من المدن الأخرى، احتجاجا على استشراء الفساد والبطالة وسوء الخدمات العامة.

ترديد هتافات مناوئة للتدخل الايراني المباشر في بغداد وبيروت، والتنديد بمواقف "حزب الله" في بيروت، و"الحشد الشعبي" في بغداد كأذرعة ايرانية في المنطقة، اثار من جانبه فزع مليشيا الحوثي في صنعاء والمحافظات المجاورة لها.

ووجهت مليشيا الحوثي وسائل الاعلام الرسمية التي استولت عليها بمقاطعة وتجاهل اخبار الاحتجاجات المطالبة باسقاط الحكومات في العراق ولبنان، احتجاجا على تفشي مظاهر الفساد وتدهور الاوضاع المعيشية واخفاق السلطات هناك في توفير احتياجات المواطنين.

نشطاء الحوثي يهاجمون متظاهري بغداد وبيروت

ومنذ اندلاع الاحتجاجات في لبنان قبل 13 يوما، يشن نشطاء من مليشيا الحوثي هجوما حادا على شبكات التواصل والمنتديات العامة ضد المتظاهرين في لبنان ويتهمونهم بتلقي اموالا من السفارات في تناغم مع خطاب "حزب الله" في لبنان ، و"الحشد الشعبي" في العراق.

ويرى نشطاء مليشيا الحوثي في صنعاء أن امريكا واسرائيل تستغلان التظاهرات المتصاعدة في العراق ولبنان المطالبة بتصحيح الوضع الاقتصادي ومحاربة الفساد، وأنهم "ركبوا موجة التظاهرات لاستهداف حزب الله والحشد الشعبي".

ويعتقد هؤلاء ان مايسمونها بالشائعات التي تستهدف مليشيا الحوثي إنما تأتي في هذا السياق الممنهج والتي تهدف إلى التهيئة لتكرار نموذج لبنان والعراق في اليمن بما يصفونها "ذريعة الفساد"، حسب توصيف نشطاء مليشيا الحوثي في صنعاء.

إرهاب حوثي لمتظاهرات لبنان

وطالب ما يسمى "ملتقى كتاب العرب والاحرار" وهو مكوّن موال للجماعات الايرانية، طالب المتظاهرين في لبنان والعراق بالالتزام بمبادئ واهداف ثورتهم القائمة على اساس مطالب الاصلاحات الاقتصادية، "بما يكفل سلامة تظاهراتهم من الاختراقات الصهونية لصفوفهم، مما يتسبب في اضاعة حقوقهم وتمييع مطالبهم وتدمير البلد وهدم مؤسساته العامة والخاصة".

وجاء في بيان للملتقى: "إن اعداء الامة لم ولن يتركوا الشعوب العربية والاسلامية من تدخلاتهم السافرة والمستنكرة بحق بلداننا واستقلالية قرارها وسلامة ووحدة الاراضي والشعوب والحفاظ على سلامتها واستقلالها وامنها".

وهاجمت ناشطات حوثيات المتظاهرات في لبنان، ووصفن مشاركتهن في التظاهرات بـ"التبرّج و(........) الاخلاقي والانجرار لمخططات اعداء الاسلام".

...ونهب مرتبات الموظفين في صنعاء

وللعام الثالث على التوالي تواصل مليشيا الحوثي مصادرة ونهب مرتبات موظفي الدولة، وفرض مزيد من الجرع السعرية على المشتقات النفطية والمواد الغذائية، وفرض ضرائب وجمارك مضاعفة، هذا غير حملات الجباية المتكررة على العاملين في القطاع الصناعي والتجاري والزراعي بمن فيهم صغار التجار والباعة الجائلون.

وتستغل مليشيا الحوثي المناسبات الدينية وتفاقم الاوضاع المعيشية لتحشيد المواطنين في مسيرات استعراضية تحاول من خلالها الايحاء للخارج بقدرتها السيطرة على الشارع في المحافظات الواقعة تحت قبضتها.