العقيبي يدعو إلى الثورة ضد سلطة الأمر الواقع التي غيبت وأقصت 3 محافظين في تعز

السياسية - Thursday 31 October 2019 الساعة 03:22 pm
تعز، نيوزيمن:

قال عادل العقيبي، رئيس فرع التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بتعز، إن محافظ المحافظة هو ممثل السلطة التنفيذية، أما وكلاء المحافظة ومدراء عموم المكاتب التنفيذية فليسوا سوى موظفين، ولا يحتاجون إلى ثورة لمحاسبتهم ويمكن للسلطة (المحافظ) مساءلتهم ومحاسبتهم بما يخوله القانون من سلطة.

وأضاف، إن السلطة ممثلة بالمحافظ في تعز غابت أو غيبت، فذهب الناس إلى تحميل موظفي الجهاز الإداري مسؤولية الفساد الذي يلمسونه في كل مجالات حياتهم.

وأكد العقيبي أن الغياب المستمر للسلطة (المحافظ) أوصل الناس إلى قناعة أن لا سلطة يمكن أن يلجأوا إليها، فنصبوا أنفسهم بديلاً للسلطة الغائبة، وخرجوا لمساءلة موظفي الجهاز الإداري ومحاسبتهم، ولأن قناعة موظفي الجهاز الإداري (وكلاء ومدراء عموم) هي ذاتها قناعة الجماهير بأن لا سلطة في تعز، ذهب أولئك الموظفون إلى إصدار بيانات وبلاغات باستعدادهم للمثول للمساءلة والمحاسبة أمام الأجهزة الرسمية وكذلك استعدادهم للمثول للمساءلة الشعبية.

واقترح العقيبي بأن يتبنى شباب الحراك الشعبي مساءلة موظفي الجهاز الإداري بدلاً عن السلطة المخولة بذلك قانوناً لغيابها أو قبولها للتغييب وصمتها عن سلب صلاحياتها.

واعتبر العقيبي المشكلة الحقيقية في تعز هي غياب ممثل السلطة أو قبول تغييبه وصمته عن ذلك.

وأشار إلى تعاقب ثلاثة محافظين على تعز: الأول علي المعمري الذي لم تزد فترة إقامته في المحافظة التي يديرها أكثر من شهر طوال عامين، ولم نتساءل ولم نحاسب عن ذلك الغياب الطويل الذي جاء بعد زيارة قام بها إلى المحافظة التي اكتشف أنه لا سلطة له فيها وأن هناك من يدير المحافظة بسلطة لم يخولها له أحد، ولكنها سلطة أمر واقع فقبل دور الكومبارس وعاد أدراجه إلى عدن ومنها إلى مدن عربية وغربية قضى فيها عامين يتجول ويتنقل فيها مكتفياً بحمل صفة محافظ لمحافظة لا يستطيع فيها ممارسة دوره كسلطة تخضع له كافة مؤسسات الدولة في المحافظة ويرأس جميع موظفي الجهاز الإداري فيها.

الثاني هو الدكتور أمين أحمد محمود الذي قرر أن يمارس السلطات المخولة له قانوناً وأحدث نقلة نوعية خلال عام واحد قضى أغلبه داخل المحافظة رغم كل التحديات التي جابهته من قبل من يرى أنه سلطة الأمر الواقع، وعندما لم يقبل الدكتور أمين أحمد محمود بنشوء سلطة أخرى موازية لسلطته كممثل للسلطة التنفيذية في المحافظة لم يكن أمام سلطة الأمر الواقع إلا أن ذهبت إلى الاستقواء بمراكز القوى في سبيل إبعاده عن المحافظة وعزله من موقعه ونجحت في مسعاها.

وقال العقيبي إن ذلك هو الحال في دولة تحكم قرارها مراكز قوى تضع مصالحها فوق القانون، ودون اعتبار لمصالح المواطنين، حزن الناس لذلك ولكنهم لم يتساءلوا لمَ أبعد الرجل؟ ولم ينتصروا لأنفسهم بتعرية سلطة الأمر الواقع التي تقتل أحلامهم.

الثالث هو نبيل شمسان الذي جاء ليجد نفسه وسلطته في مواجهة سلطة الأمر الواقع ذاتها لتذهب توجيهاته سدى وتنزع عنه سلطته فغادر تعز ولم يعد ولم يطالب الناس بعودته ولم يتساءلوا لماذا لم يعد؟

وقال العقيبي إن الناس فقدوا ثقتهم بالسلطة التي تدير البلد بسياسة التوازنات لصالح مراكز القوى والنفوذ ولم يطالبوها لا بعودة الرجل ولا بتغييره، ولم يطرحوا على الرجل سؤالاً واحداً عن سبب غيابه، فهم يعلمون ولا حاجة لهم بإجابته.

وأشار إلى أن فقدان الأمل في السلطة يقود الناس إلى الثورة، والثورة تقلع الممسكين بالسلطة وتسعى إلى تغييرهم، لكنها لا تسعى إلى قلع موظفي الدولة.

وقال، ابحثوا عن سلطة الأمر الواقع في تعز، تلك التي تقف في وجه سلطة الدولة والقانون وثوروا عليها وطالبوا بعودة سلطة الدولة ممثلة بالمحافظ ليقوم بدوره وإن لم يرض بذلك فثوروا في وحهه وطالبوا بإقالته فهو ممثل السلطة، فمن تثورون في وجههم اليوم موظفون لا سلطة لهم ولا يستحقون ثورة ويمكن للسلطة أن تسائلهم وتحاسبهم وتجردهم من وظيفتهم بقرار وليس بثورة.

وأكد أن في تعز سلطتين: سلطة غابت أو غُيبت وقبلت التغييب. وسلطة أمر واقع تنكر أنها سلطة، ولكنها السلطة الفعلية التي تتحمل مسؤولية العبث بحياة ملايين الناس في هذه المحافظة.

ثوروا على السلطة لا على الموظفين.. غياب السلطة هو مشكلتنا.