تشكيل خلية أزمة في بغداد يقودها سليماني وضباط في "الحرس الثوري" ومليشيات وقادة أمن عراقيين لوأد الانتفاضة

السياسية - Monday 04 November 2019 الساعة 07:34 pm
بغداد، نيوزيمن، فارس سعيد:

تشهد العاصمة العراقية بغداد والمحافظات الجنوبية انتفاضة عارمة منذ الأول من أكتوبر ضد النخبة الحاكمة، والنفوذ الإيراني المتنامي في البلاد، قتل فيها أكثر من 250 شخصاً وأصيب أكثر من 10 آلاف آخرين.

ووصلت الهتافات المنددة بالتدخل الإيراني في الشؤون العراقية إلى الأماكن الشيعية المقدسة خاصة في كربلاء، وهي نفس المدينة التي زارها ثلاثة ملايين ونصف زائر أجنبي على الأقل غالبيتهم العظمى من الإيرانيين خلال الأيام الماضية لإحياء ذكرى الأربعينية، رغم التوترات التي أعقبت الاحتجاجات الدامية.

وتشدد اتجاهات واسعة في حركة الاحتجاجات العراقي على ضرورة أن يتم إيقاف إرادة الهيمنة الإيرانية، ووضع حد نهائي لنفوذها الذي تصاعد بقوة، مع صعود رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إلى سدة رئاسة الوزراء، إذا ما أريد لحركة الإصلاح أن تتلمس خطواتها الصحيحة في مستقبل البلاد.

وفي اليوم الأول من شهر نوفمبر الحالي، خرجت مظاهرة كبرى في محافظة كربلاء، رافعة شعارات منددة بإيران ومجمل نفوذها في العراق وزعمائها، خصوصاً قاسم سليماني الذي وصفوه بـ"المجرم الدموي"، ومن بين تلك الشعارات التي رفعت في كربلاء "إيران... سبب المآسي للعراق وتحطيم البنية التحتية" واحرقت صور خامنئي.

وبعد ردود لاذعة على انتقادات المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي للمتظاهرين العراقيين، جاء كلام خطيب جمعة طهران، محمد علي موحدي كرماني، الذي قال إن "بعض الجماعات المنحرفة التي نصفها بـ(شيعة الإنجليز) تسللت إلى صفوف الشعب العراقي". ورحب عدد غير قليل من الناشطين، وبطريقة ساخرة، بفكرة تبعية بعض الشيعة إلى الإنجليز. وكتب الصحافي والناشط قاسم السنجري، عبر صفحته في "فيسبوك"، "حتى تسمية شيعة الإنجليز أكشخ (أكثر لياقة) من شيعة إيران". وتحت صورة لملكة بريطانيا، علق الناشط والمخرج السينمائي ياسر كريم قائلاً: "شيعة الإنجليز... ولا تهون المرشدة العليا!".

لكن يبدو أن استخدام إيران مليشياتها في قمع المتظاهرين العراقيين والتسبب في قتل العشرات جعل المسؤولين العراقيين يغيرون سياستهم في التعامل مع الحدود والزيارات بين البلدين.

ويقول معهد واشنطن، إن الحكومة العراقية اتخذت إجراءات قمعية شديدة لم يسبق لها مثيل ضد المحتجين. وقد تعاونت مجموعة من المليشيات المدعومة من إيران ومسؤولي الأمن مع مستشارين إيرانيين لتصميم هذه المقاربة الأكثر صرامة، والتي تضمنت اغتيالات ونيران قناصة وهجمات بطائرات بدون طيار وترهيبا واعتقالات غير قانونية وانقطاع الإنترنت.

وأشار المعهد في تقرير كتبه الخبير الامريكي مايكل نايتس المختص بشؤون العراق واليمن، انه عندما نشرت بغداد نتائج التحقيقات التي توصلت إليها فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان في 22 أكتوبر، حددت فقط صغار الضباط، وتجنبت الانتهاكات الرئيسية مثل هجمات القناصة والاعتداءات على محطات التلفزيون، وامتنعت عن تسمية أي من القادة المتورطين من المليشيات المدعومة من إيران.

وأكد تقرير لأسوشيتد برس، نشر الأربعاء، أنه بعد يوم على اندلاع الاحتجاجات الأولى المناهضة للحكومة مطلع الشهر الجاري، توجه الجنرال الإيراني قاسم سليماني جوا إلى بغداد في وقت متأخر من الليل، واستقل طائرة هليكوبتر إلى المنطقة الخضراء شديدة التحصين، حيث فاجأ مجموعة من كبار مسؤولي الأمن بترأسه اجتماعا ليحل محل رئيس الوزراء، وطالبهم بانهاء الاحتجاجات.

الى ذلك، اوضح نائب قائد الوحدات الخاصة بالشرطة الايرانية في تصريحات نقلتها وكالة "فارس" الايرانية اليوم الاثنين، ان المظاهرات الحالية في العراق ولبنان تستهدف اشعال جبهة المقاومة، مضيفا: تم إنشاء جبهة واحدة من أفغانستان وباكستان وإيران وسوريا ولبنان الى اليمن.

ووفقاً لوكالة "رويترز" ووكالات إعلامية أخرى ومعهد واشنطن، انضمت مجموعة من المليشيات العراقية وقادة الأمن العراقيين إلى ضباط في "الحرس الثوري" الإيراني لتشكيل خلية أزمة في بغداد في 3 أكتوبر. وانطلاقاً من غرفتي عمليات - منزل آمن سري في الجادرية ومبنى لهيئة تابعة لـ"قوات الحشد الشعبي" بالقرب من مستشفى ابن سينا - قدم ضباط اتصال إيرانيون المشورة بناءً على خبرتهم في محاربة النشطاء في إيران، بالإضافة إلى توفيرهم مواد استخبارية عن النشطاء والاتصالات الآمنة للقناصة.

وأبرزت "رويترز" أدلة على أن القناصة تلقوا الأوامر مباشرة من قادة ميلشياتهم "وليس من القائد الأعلى للقوات المسلحة... إنهم ينتمون إلى فصيل مقرب جداً من إيران".

ومن بين الأفراد الذين تم تحديدهم على أنهم يعملون في خلية الأزمة بحسب رويترز:

*قاسم سليماني. قائد "فيلق القدس" التابع لللحرس الثوري المصنف إرهابيا من قبل الولايات المتحدة، وصل إلى بغداد في 4 أكتوبر لضبط أنشطة الحكومة المناهضة للاحتجاجات.

*أبو مهدي المهندس (اسمه الحقيقي جمال جعفر ابراهيم). قائد عمليات قوات الحشد الشعبي، صنفته الحكومة الأمريكية إرهابياً في عام 2009.

*فالح الفياض: مستشار الأمن القومي العراقي ورئيس هيئة الحشد الشعبي، عاد الفياض إلى بلاده في 4 أكتوبر بعد اجتماعه مع مسؤولين أمريكيين في واشنطن. وبعدها، عمل مباشرة مع الخلية الإيرانية في وقت وفر فيه مساعده الإداري حميد الشطري الدعم.

*أبو جهاد (اسمه الحقيقي محمد الهاشمي): مدير مكتب رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، بدأ العمل مع الخلية بعد عودته من زيارة لبريطانيا في 5 أكتوبر.

*قيس الخزعلي: الأمين العام لـ"عصائب أهل الحق"، كان قد دعم بشكل كامل حملة القمع والتشهير بالمتظاهرين بمساعدة الحرس الثوري الإيراني بوصفهم محرّضين مدعومين من الخارج.

*أبو زينب اللامي (اسمه الحقيقي حسين فالح اللامي): قام بتنسيق عمليات القناصة ضد المتظاهرين، في وقت ساهم فيه اثنان من مساعديه، هما أبو باقر (مدير "مديرية الأمن المركزي" لمنطقة الرصافة ببغداد) وحجي غالب (رئيس قسم التحقيقات في "مديرية الأمن المركزي") في إدارة عمليات القمع.

*أبو منتظر الحسيني (اسمه الحقيقي تحسين عبد مطر العبودي): رئيس العمليات السابق في قوات الحشد الشعبي والمستشار الحالي لرئيس الوزراء عبد المهدي لشؤون الحشد الشعبي. وكان أبو منتظر شخصية رئيسية في جمع كافة الجهات الفاعلة معاً في خلية الأزمة.

*أبو تراب (اسمه الحقيقي ثامر محمد اسماعيل): يرأس حالياً اللواء الحقوقي اسماعيل، الذي هو عضو منذ وقت طويل في منظمة بدر المدعومة من إيران، "فرقة الرد السريع" التابعة لوزارة الداخلية (التي تعرف أيضاً باسم "قسم الاستجابة لحالات الطوارئ"). وخلال المظاهرات، نشر قناصين لاستهداف المدنيين.

*حامد الجزائري: قائد سرايا طليعة الخراساني (اللواء 18 في قوات الحشد الشعبي، ساعد في تنسيق الهجمات على محطات التلفزيون.

*أبو آلاء الولائي (اسمه الحقيقي هاشم بنيان السراجي): قائد ميليشيا كتائب سيد الشهداء المدعومة من إيران (اللواء 14 في قوات الحشد الشعبي)، عمل مع خلية الأزمة وقدم قناصين لعملية القمع.

*أبو إيمان الباهلي: رئيس مديرية الاستخبارات في قوات الحشد الشعبي، الذي هو مسؤول الارتباط مع مسؤولي الاستخبارات السيبرانية في الحرس الثوري، وقد أعد قوائم أهداف من نشطاء المجتمع المدني والصحفيين.