ترجمة- "نيوزويك": انتفاضات واسعة النطاق في لبنان والعراق ضد النظام الإيراني.. ماذا عن اليمن؟

السياسية - Wednesday 20 November 2019 الساعة 09:31 pm
نيوزيمن، ترجمة خاصة:

قالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، إن النظام الإيراني يواجه هجوماً في اثنتين من أهم الدول الخاضعة له، وهي الانتفاضات الواسعة النطاق المتواصلة في العراق ولبنان.

ورأت المجلة أن الشيء الذي يميز الانتفاضة في العراق ولبنان هو أن المحتجين يلقون باللوم على إيران التي ظهرت خلال الأسابيع القليلة الماضية على أنها القوة الأكثر فاعلية في الشرق الأوسط من خلال رعايتها لوكلائها مثل حزب الله والأحزاب السياسية والملشيات الشيعية المتعددة في العراق وسوريا واليمن.

وبدأت طهران في توسيع نفوذها الإقليمي في عام 1982 بإنشاء مليشيا حزب الله الشيعية في لبنان، وأصبحت لاعباً رئيساً في حكومة الائتلاف اللبنانية العام الماضي. وفي اليمن، ساعدت المساعدات العسكرية الإيرانية مليشيا الحوثيين باجتياح العاصمة صنعاء وطرد الحكومة اليمنية المعترفة بها دوليا.

ورغم انتفاضة الإيرانيين من قبل ضد إجراءات الحكومة التقشفية، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يواجه النفوذ الإيراني الإقليمي تحديا في اثنين من أكثر الدول الخاضعة لها.

وأشارت "نيوزويك" إلى أن العقوبات الاقتصادية على إيران خلقت اضطرابات تضعف حكومة طهران داخل الدولة وخارجها.

وبحسب تقرير لمنظمة العفو الدولية، فقد قتل الحرس الثوري الإيراني على الأقل 106 أشخاص في انتفاضات عارمة احتجاجا على رفع أسعار الوقود. واستشهدت منظمات إنسانية أخرى بـ"تقارير موثوق بها"، إن عدد القتلى الفعلي قد يكون أعلى بكثير، حيث تفيد تقارير من إيران أن 200 شخص قد قتلوا.

وعلى مدار الأسابيع الماضية هزت الاحتجاجات العنيفة وإطلاق النار العراق في الوقت الذي تتهم فيه الحشود الغاضبة، حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بالفساد المستشري والمحسوبية وانهيار الخدمات مطالبين برحيلها.

لكن "نيوزويك" اعتبرت أن غضبهم كان منصبا بشكل أساسي على جارتهم إيران التي ينظر إليها المتظاهرون على أنها اليد التي تدير حكومة عبد المهدي من الخلف وبالتالي المسئول الرئيس عن إخفاقاتها، مستشهدة بمدينة كربلاء المقدسة لدى الشيعة والتي هتف فيها المتظاهرون الذين أشعلوا النيران في الأعلام والقنصلية الإيرانية عبارة: "إيران.. برا، برا".

وفتحت المليشيات العراقية التي سلحتها ودربتها طهران النيران على المتظاهرين، لتقتل أكثر من 300 شخص وتصيب نحو 15 ألفا حتى الآن، بينما لا تزال التظاهرات مستمرة.

وذكرت المجلة أن الوثائق المسربة والتي حصلت عليها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية وموقع "إنترسيت" الأمريكي تكشف كيف رسخت طهران أقدامها في الشأن العراقي.

وفي لبنان يقود الغضب من الفساد الرسمي والأزمة الاقتصادية موجة مشابهة من الاحتجاجات أسقطت حكومة سعد الحريري.

وترى "نيوزويك" أن انتفاضة لبنان تهدد الهيمنة التي يتمتع بها حزب الله في لبنان، حيث إنه المليشيا الأقوى ويمتلك ذراعه السياسي أكبر كتلة في البرلمان.

ففي العراق ولبنان يضم المحتجون نفس الطوائف الشيعية التي كانت تنظر إليها إيران دوما على أنها دعائم تأييدها.

وفي تفسيرها لهذا الغضب قالت حنين غدار الخبيرة اللبنانية في السياسات الشيعية في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى: "عندما يقع فساد رسمي، يلقي المواطنون باللوم على حكامهم، والحاكم الفعلي في كل من العراق ولبنان هو إيران".

ويتوقع العديد من المراقبين معركة مطولة في شوارع لبنان والعراق، حيث يضغط المحتجون على مطالبهم بوضع حد للنفوذ الإيراني الغاشم ومحاربة وكلاء طهران للدفاع عن السياسة الطائفية التي أعطت إيران قبضة قوية على حكوماتهم في المقام الأول.