تقارير غربية: الإخوان خطر يهدد أوروبا

السياسية - Wednesday 25 December 2019 الساعة 09:14 am
عدن، نيوزيمن:

انتهجت جماعة الإخوان الإرهابية، الخداع منذ تأسيسها، وانطلاقاً من شعارها، فهي تقدم نفسها في أوروبا كجماعة سلمية، تندمج بشكل جيد في المجتمعات، وتكون علاقات قوية مع الإعلام والساسة، وتقدم خدمات للمجتمع، لكنها في الواقع تسعى لتحقيق أهداف تناقض ذلك.

 وترمي الجماعة الإرهابية لتقويض المجتمعات الأوروبية، وفرض رؤيتها للدولة والسياسة، فضلاً عن انتهاجها وسائل عنيفة، وفق تقارير رسمية وصحفية نشرت في ألمانيا والنمسا وسويسرا.

 ولا يتوقف الأمر على الإخوان فقط، فالجماعات التي تدور في فلك النظام التركي، مثل دتيب وأتيب، وميللي جورش، تنتهج الاستراتيجية نفسها، "الخداع" من أجل تحقيق أهدافها المتطرفة.

 وفي هذا الإطار، ذكر تقرير هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية" في ولاية شمال الراين ويستفاليا غربي ألمانيا، الصادر في نهاية 2018، أن جماعات الإسلام السياسي لا ترتدي الأحزمة الناسفة ظاهريا مثل تنظيم "داعش" أو "القاعدة"، ولكنها "محترفة في الخداع".

 وأضاف "تعمل هذه الجماعات بكل الوسائل من أجل تطبيق نظام حكم إسلامي في أوروبا، وتقبل في تحرك تكتيكي بالأساس، الوجود في نظام ديمقراطي كمرحلة انتقالية تسبق تحقيقها هدفها وتقويضها هذا النظام لاحقا".

 واستنتج التقرير أن "جماعات الإسلام السياسي تعد أخطر على النظام الديمقراطي ونمط الحياة الأوروبي على المدى الطويل من تنظيمي داعش والقاعدة".

 ووفق التقرير ذاته، فإن هذه الجماعات تستخدم الاندماج الجيد في المجتمع كاستراتيجية لتحقيق أهدافها، بما في ذلك إقامة علاقات قوية مع أجهزة الدولة والسياسيين والكتاب ومنظمات المجتمع المدني، والظهور بشكل نشيط في الإعلام.

 وفي فبراير الماضي، قدمت الحكومة الألمانية دليلا على خداع جماعة الإخوان بشكل خاص، وسعيها لتحقيق أهداف لا تتماشى مع ما تعلنه وتمارسه من أنشطة علنا.

 وقالت الحكومة في مذكرة لـلبرلمان"البوندستاغ"، إن الإخوان "تلتزم بشكل عام بالقانون والدستور الديمقراطي، لكنها تسعى لتحقيق أهداف تتعارض معهما".

 وأضافت إن الجماعة "تريد استبدال النظام والدستور الألمانيين بنظام إسلامي قائم على تفسيرها الخاص للشريعة الإسلامية".

 وفي النمسا، ضربت صحيفة "فولكس بلات" الخاصة مثالا على سياسات الخداع التي تنتهجها الجماعات الإسلامية المتطرفة، بجماعة ميللي جورش التركية، التي تعد ذراعا طولى لأردوغان في القارة الأوروبية، ويحافظ أعضاؤها على علاقات وثيقة مع السياسيين والكنائس والإعلام في النمسا وألمانيا لـ"رسم صورة غير صحيحة عن أهداف الحركة وأنماط تصرف أعضائها، تعمل كغطاء للأهداف الحقيقية".

 وفيما يتعلق بالاتحاد الإسلامي التركي في النمسا "أتيب" فإنه يمارس خداعا يخفي تحركات وأهداف النظام التركي المشبوهة.

 وفق صحيفة "كورير" النمساوية، فإن اتحاد أتيب يملك 64 مقرا ومسجدا في عموم النمسا، بينها 5 مقرات كبيرة في فيينا، فضلا عن 100 ألف عضو ينضوون تحته.

 وتعمل "أتيب" كمنظمة مظلية تنضوي تحتها منظمات وأندية ثقافية ومساجد في الأراضي النمساوية، ويتمثل هدفها المعلن في خدمة الجالية المسلمة، وتوفير أماكن للصلاة والتجمع لأبنائها.

 لكن الاتحاد في الواقع يسعى إلى ترسيخ الثقافة ونمط الحياة التركي في المجتمع، ونشر أفكار دينية متطرفة، حسب صحيفة "كورير".

 الصحيفة ذاتها قالت إن "أتيب" تعد ذراع أردوغان الطولى في النمسا، وتتلقى تمويلا لأنشطتها ورواتب أئمتها من مديرية الشؤون الدينية التركية "حكومية"، وتخضع لتأثير مباشر من النظام التركي وحزب العدالة والتنمية الفرع المحلي لجماعة الاخوان المسلمين بتركيا. 

 ولفتت الصحيفة إلى أن "أتيب" ملاذ للإسلاميين في النمسا، ومفرخة لمؤيدي التنظيمات الإسلامية وأردوغان.

 وبالإضافة لذلك، فإن الاتحاد يمارس أنشطة تجسس على المعارضين الأتراك في النمسا لصالح وزارة الداخلية التركية.

 ولا تختفي سياسة الخداع في سويسرا، حيث تتبع الإخوان هذا النهج لتحقيق أهدافها، عبر التزام خط سياسي وإعلامي يشجع الاندماج ويلتزم بالقانون.

 في حين تخترق القاعدة الإسلامية في المجتمع، وتفرض الأفكار الأصولية عليها لتحقيق أهدافها في نهاية المطاف، وتطبيق نظامها الحاكم.

 وفي تصريحات صحفية سابقة، قال بيتر ريغلي الخبير الأمني والباحث في شؤون الإسلام السياسي "السياسيون لا يعرفون عدد أئمة الكراهية النشطين في المساجد ومراكز الصلاة في سويسرا".

 وأردف "إنهم لا يعرفون حتى خلايا التطرف التي نثرها الإخوان، وتغلغلت في قاعدة المجتمع لتحقيق أهداف متطرفة"، في إشارة إلى أن الجماعة تغطى أنشطتها المتطرفة بسياسات أخرى تعكس وجها سلميا وديمقراطيا مزيفا.

 * نقلاً عن" العين الإخبارية"