كُنْتُ مع القائد عدنان الحمادي (5): أول المؤامرة وأول محاولة اغتيال

السياسية - Wednesday 25 December 2019 الساعة 10:51 am
نيوزيمن، كتب/ أحمد الوافي

 * بعد إعلان تشكيل المجلس العسكري، ظلَّ "الإصلاح" ينظر إليه كمولود خطيئة، فأعاق تفعيله

 * الرئيس هادي، ووزير الدفاع المقدشي، لم يستجيبا لمطالب المجلس العسكري، ولم يقدِّما أيَّ دعم مادي أو مالي له

 * كُنْتُ أحد الأشخاص الذين يوصلوا الدعم المالي إلى الشراجي، وكان حمود سعيد يتسلَّم دعماً مالياً كبيراً

 * ظلَّ عدنان الحمادي بدون حتى مصاريف شخصية، ولم يستكمل دفع تكاليف علاج جنوده الجرحى!

 * طلبتُ من الشراجي أن يُرَتِّب عملية إخراج الحمادي من مدينة تعز إلى "الضَّبَاب"، لكنَّه رفض ذلك، بحجة "المخاطر الأمنية"!

 * التزم توفيق الوقار وإخوانه بتوفير منزلاً للحمادي في "الضَّبَاب"، وتوفير حماية أمنية كاملة له، لكنَّ الشراجي رفض ذلك

 * كان هناك من يرى في الحمادي مشروعاً خطراً عليه وعلى مصالحه، ويدفع نحو إبقائه بعيداً عن جبهات القتال، ما دفع القائد إلى مغادرة مدينة تعز نحو الحُجَرِيِّة، دون علم الشراجي وحزب الإصلاح

 * قُلْتُ للقائد: "والله لو كان الإصلاح عرف بموعد خروجك، لكُنْتَ اليوم معتقلاً مع الحوثيين، بجانب الصبيحي ورجب"، فأخذ يضحك

 * عندما عاد من قريته إلى "الضَّبَاب" تعرض الحمادي لمحاولة اغتيال، قِيل إنها كانت بالخطأ!

 * علي محسن قام، عبر المقدشي، بسحب المقاتلين من تعز إلى مأرب و"العَبْر"، وكانتْ تلك بداية المؤامرة علينا

> تابع أيضا:

 >> كنت مع القائد عدنان الحمادي (1): ما جرى قبل وأثناء حرب 2015 بتعز

>> كُنْتُ مع القائد عدنان الحمادي (3): ليلة سقوط معسكر المطار القديم 
>> كُنْتُ مع القائد عدنان الحمادي (4): كيف تمَّ تشكيل المجلس العسكري في تعز 

 كُنْتُ أخشى على القائد العميد عدنان الحمادي كثيراً من حزب الإصلاح، بعد ما عرفتُ أنه ليس منهم. وبدأتُ أعي كيف يراد تهميش القائد وعزله؛ إما بقطع الإمكانات عنه، أو بضخِّ -حينها- معلومات أمنية كبيرة تُحَذِّرَهُ من التحرُّك، تحتَ ذريعة الحرص عليه، وهي تريد عزله عَنَّا، وإبقائه تحتَ قبضتهم. كُنْتُ متطَّفلاً إلى أقصى حد، وحُشَرِيَّا إلى حدٍّ أبعد من ذلك، وبقيتُ معه، وجمعته بالكثير من السياسيين، وأيضاً كان يتخفَّى في أماكن أخرى لا أعرفها.. وفي تلك الحالات، كان يتَّصل يُطَمِّنَّا عليه، لاسيما حين يكون مع صديقه العزيز (ح. ب)، الذي سانده كثيراً. التقى بقيادات من شباب ومثقفي تعز (مستقلين، ناصري، واشتراكيين).

 خلال فترة تخفِّيه داخل مدينة تعز، سكن القائد لفترة في منزل (أ. ج)، وكان يتنقل بمفرده، وفق خطة أمنية أساسها التنكر وذاتية التحرك.. حتى أني خشيتُ عليه يوم وصول الحوثيين إلى "تَبَّة الأخوة"؛ لأنه كان قريباً منها في فندق دبي، في "التحرير الأسفل".. كان ذلك عصراً.. ذهبتُ إليه، وأخذتُ أغراضه، وقت المغرب، ونقلناه إلى فندق حضرموت.. كنتُ أخشى أن يتم التسلل إليه من قبل الحوثيين.. وكنتُ أخشى أن يتم اغتياله من الداخل، وإلى ظهر الحوثيين. وفي تلك الليلة سمعتُ أحد الأشخاص يوصِّل معلومات للذين بجانبي عن وجود خلايا خطرة للحوثيين موجودين في فندق حضرموت، ووجهتهم إلى "شرعب"، ولديهم مهام خاصة.. حينها فزعتُ، و لم يعرف الشباب سرَّ فزعي، وانطلقتُ إلى الفندق وكان فيه القائد ووكيل المحافظة رشاد الأكحلي، واتَّصلتُ بالعسكريين ونشرتهم في الفندق، وأخرجتُ القائد والوكيل، الساعة ١٢ ليلاً، إلى مبنى مجاور. طلبنا من صاحب الفندق تفتيش الفندق.. وراجعنا معه الكشف الخاص بالنزلاء، فلم نجد الأسماء الذين تمَّ إبلاغنا بأنهم خلايا حوثية. واكتشفنا أن هناك فندق آخر اسمه "فندق وادي حضرموت" في "الحوبان"، وكانتْ المعلومات التي وصلتنا تتحدث عنه، وليس عن فندق حضرموت الذي كان فيه القائد. وكان مقاتلي المقاومة قد استعادوا "تَبَّة الأخوة" بعد ساعات من دخول الحوثيين إليها. وكان القائد يضحك على الموقف. وطلب القائد العودة إلى فندق دبي؛ لأنه أفضل من فندق حضرموت، وتركناه يمشي لوحده وهو بالعكاز في الشارع؛ لأن الوقت كان ليلاً، ولأنه لم يكن لدينا سيارة، والمكان لم يكن بعيداً، ولا نريد لفتَ الأنظار، بإحضار سيارة وما إلى ذلك من الأفعال، التي ستؤدي إلى كشف هوية القائد الذي لم يكن الناس يعرفوا صورته رغم أنه كان البطل الذي يتردَّد اسمه كثيراً في مجالسهم.

 وأجرينا الترتيبات. سار القائد بعكازه، فيما كنتُ أنا أسير في الرصيف المقابل له، حاملاً أغراضه، والعقيد عبدالخالق، الذي يسكن معنا، كان يسير خلفه على بعد أمتار، وآخر أمامه بمسافة ليستْ بعيدة.. وعندما اقتربنا من الفندق المقصود، قطعتُ أنا الشارع، ودخلتُ معه إلى الفندق، فيما بقوا هم بعيداً. كانتْ مخاوفي كبيرة ولم أُفصِح عنها لا أمامه ولا أمام الآخرين، لكن كنتُ أُحَذِّرهُ من الجميع، وأعطيه إيحاءات، وهو ذكي جدّاً، لكنّه في الوقت نفسه رجل ذو قيم ومبادئ وأخلاق، وهذه القيم منعته من التفكير بجدية بأن ما يجري حوله ربَّما يكون مخططاً لاغتيال من أضيق الدوائر التي يصعب على الإنسان تصديقها.

 ...

 بعد إعلان تشكيل المجلس العسكري، مضتْ الأيام؛ يوماً بعد آخر، وحزب الإصلاح ينظر إلى هذا المجلس كمولود خطيئة لا يرغب أبداً من الاقتراب منه. وكان المحسوبون على "الإصلاح" يختلقون الأعذار، بل إنهم يقدحون في بعضهم البعض، ويختلقون المشاكل، ويتظاهرون بها، لإيقاف الجهود التي تريد تفعيل دور المجلس العسكري. الأستاذ عبدالله نعمان، قدَّم دعماً مالياً للمجلس العسكري، وكان ذلك الدعم يُسَلَّم للعميد يوسف الشراجي. الرئيس هادي، ووزير الدفاع المقدشي، لم يستجيبا لمطالب المجلس أو تقديم الدعم المادي والمالي له. الرئيس لم يفِ حتى بالوعد الذي كان قد قطعه على نفسه بدعم المجلس!

 عندما جاء الدعم من الأستاذ عبدالله نعمان، قال لي الشراجي: "إن تعز بحاجه لعمل عسكري قبل سقوطها نتيجة الحصار المطبق عليها من كل الجهات"، وقرَّر أن يخرج إلى "الضَّبَاب"، ويقوم بفتح جبهة عسكرية هناك، من أجل فك الحصار عن المدينة.. وقال: "إنه حين يأتي الدعم سيتم تنفيذ المخطط الذي وضعه المجلس العسكري". وكان المخطط يتمثل في تجميع الألوية والعمل بشكل عسكري سليم، كبداية لتشكيل جيش وطني حقيقي.

 وفي الجهة الغربية لمدينة تعز، كانتْ هناك نقطة للمقاومة قد بدأ فيها ضابط اسمه توفيق الوقار، بعد أن خرج، هو وإخوانه، من معسكر اللواء 35 مدرَّع (قاتلوا فيه، وهم من خارج اللواء).. بعد خروج "الوقار" وإخوانه شرعوا في القيام بأول عمل عسكري ضد الحوثيين في الجبهة الغربية.

 يومها، قُلْتُ ليوسف الشراجي: "أتكلم مع القادة وما ستتفقوا عليه أفعلوه". وكنتُ مقتنعاً بما قاله، لكنه غادر المدينة إلى ريفها الغربي دون أن يلتقي مع القادة.. وذهبتُ إلى هناك لزيارته، وحينما اتصل بي، مرة أخرى، لإيصال الدعم الباقي الذي كان الأستاذ عبدالله نعمان قد وعد بتوفيره، سألت القائد عدنان الحمادي: "هل اتفقتم مع الشراجي، وهل استأذنكم بالخروج إلى "الضَّبَاب"؟ قال: "نعم، نحن متفقين". لكن الحقيقة أنه لم يستأذنهم بالخروج إلى "الضَّبَاب"، ولم يبلغهم حتى بذلك. هذا ما تأكدتُ منه، أو عَرَفتَهُ بعدها.

 كانتَ ظروف الحرب تفرض نفسها، ولا تستدعي النقد، والأخذ والرد. لكن تصحيح الأخطاء على الأقل هو ما دفعني يوماً إلى انتقاد القائد؛ لأنه تساهل في أمور كانت تستدعي منه عدم التساهل فيها. وبحُلم ورجاحة الكبار، قال: "كان عدونا على الأبواب، ولم نتخيل أن أحداً كان يخطط لغير هذا الهدف: قتال عدونا وتحرير تعز وكل اليمن. الأخطاء واردة وطبيعية في ظروف الحرب، والقرار العسكري وليس المدني، هو من يُخَوِّل للشراجي التحرك" لبدء القتال في الجبهة الغربية لتعز.

 بدأت الجبهة العسكرية في "الضَّبَاب"، وكُنْتُ أحد الأشخاص الذين يوصلوا الدعم المالي للشراجي.. وكان الدعم يأتي عن طريق تواصلات وعلاقات شخصية.. وأصريتُ أن يكون الدعم للجانب العسكري؛ لضمان بناء مؤسسة عسكرية، وليس لمليشيا. وبالفعل نجحتْ الضغوط، ووافقوا على دعمهم على أساس أنها جبهة سلفية، وهم يستخدموها في المجلس العسكري، وربطتُ العميد الشراجي بالمصدر الذي يُقَدِّم الدعم. كانتْ هذه جهود ذاتية وشخصية، وكانت نتيجة لما حققناه من حضور ملفت في مواجهة الحوثيين، واستثمرناه لصالح المعركة، وكان منطقنا القوي في البحث عن مصالح وطنية تجعل من مطالبنا محل استجابة؛ لأننا لم نطلب ألف ريالاً سعوديّاً ولا درهماً، رغم كل العروض.. وكنتُ أوصل الدعم المالي إلى الشراجي، ولم يحدث أن طلبتُ منه ريالاً واحداً لنفسي.

 انطلقتْ الجبهة ووصل الدعم إلى يد العميد الشراجي، لكنه لم يتواصل مع الحمادي، وطلبتُ منه أن يقوم بترتيب نقل الحمادي إلى "الضَّبَاب"، وكان يقول: "لا، تواجد عدنان هنا فيه مخاطر أمنية عليه". كنتُ أتواصل مع الكثير، وأُطالب بضرورة خروج القائد الحمادي إلى "الضَّبَاب"، ليشكلوا قيادة ميدانية موحدة، بحسب التشكيل، لكن خروجه إلى هناك تأخر قليلاً، نتيجة الضغوط، والمعلومات الأمنية التي كانت تضخ بشكل كبير لإعاقته من الخروج إلى هناك، ونتيجة لكل ذلك، ولظروفه المادية غير الجيدة، تأخرت عملية خروجه إلى "الضَّبَاب".. ورغم إيصالنا الدعم المالي بشكل كامل إلى الشراجي، ووجود دعم بالملايين للشيخ حمود سعيد المخلافي، إلاَّ أن عدنان الحمادي ظلَّ بدون حتى مصاريف شخصية، ولم يستكمل دفع تكاليف علاج جنوده الجرحى!

 ...

 يوماً ما قُلْتُ ليوسف الشراجي، إن توفيق الوقار، وهيثم الوقار، قالا: "إنهما مستعدين لتوفير منزل يسكن فيه عدنان الحمادي في "الضَّبَاب"، وتوفير حماية أمنية كاملة له، ولم يعد أمامنا إلا مهمة إخراجه من مدينة تعز إلى "الضَّبَاب"."، ورفض يوسف ذلك، بحُجَّة الحرص الأمني على حياة الحمادي!! وأخذتْ تتكون عندي الصورة؛ أن هناك من يرى في الحمادي مشروعاً خطراً عليه وعلى مصالحه، ويدفع نحو إبقائه بعيداً عن المعركة، وعدم القبول به في جبهات القتال. وذلك دفع القائد عدنان الحمادي إلى مغادرة مدينة تعز نحو "الضَّبَاب" دون علم الشراجي وحزب الإصلاح. وقبل أشهر من اغتياله، قُلْتُ للقائد عدنان، ونحن نعيد شريط الذكريات: "والله لو كان حزب الإصلاح عرف بموعد خروجك من تعز، لكنا اليوم نطالب بالإفراج عنك من عند الحوثيين، وإنك لليوم بجانب الصبيحي ورجب". وكان يضحك، وقال: "لكن يبقى لهم دور أنهم ساعدوني بعد خروجي من اللواء". فقلتُ له: "والله ما ساعدوك إلا لأنه كان لديهم أمل بتطويعك، وأخذك في صفهم، والذهاب بك إلى مأرب". وحينها، ذكر لي القائد أحداث تتوافق وتتطابق مع ما قُلتُ، وكان يضحك. كان لا يصرَّح بهذه الحقائق كثيراً، وكان يرى أن العسكري لا يحق له الحديث عن طرف معين مهما كان؛ لأنه في الأخير مطالب بحماية الوطن وحفظه من المزيد من التمزق، وأنه أدَّى القسم على ذلك. وكان يترجانى أن لا أذكر أشياء كثيرة ممَّا يقوله لي في أحاديثنا الخاصة، وكان يحرص على أن لا يخوض معنا، معي ومع غيري، في هذه الأحاديث إلا بعد أن حَشَّرَ حزب الإصلاح إلى سواعده وحرَّك كل أدواته لتخوين الحمادي وشيطنته.

 حاولوا إبقائه في مدينة تعز، ولم يستطيعوا. لقد غادر المدينة إلى "الضَّبَاب" ثم إلى قريته في الحُجَرِيِّة. وبعد أن بقى هناك فترة مع أُسرته، عاد، بعد العيد، إلى "الضَّبَاب"*، وعند وصوله "الضَّبَاب"، تحرك طقم مسلح إلى تحت "الكسارة" وأطلق الرصاص على رأس الحمادي مباشرة. أطلق رصاصة من رشاش 12/7 مرَّتْ من فوق رأس القائد. كانتْ بينها وبين رأسه بضعة سنتيمترات فقط. وكانتْ الذريعة سخيفة: قالوا: "إن الطقم أطلق الرصاص؛ لأنه اعتقد بأن الطقم الذي كان عليه الحمادي هو طقم يتبع الحوثيين"! كان ذلك تبريراً سخيفاً لا يقبله عقل.. وأنا كُنْتُ، يومها، في "الضَّبَاب"، وكنتُ أعرف كيف يتم التعامل مع أي طقم نعتقد أو نعرف أنه للحوثي: يتم محاصرته، وإجبار الأفراد الذين عليه على النزول منه، والتحقيق معهم، ثم يتم التصرف طبقاً لنتائج التحقيق. والحقيقة أن القائد الحمادي لم يُغادر قريته إلى "الضَّبَاب" إلا بعد أن أبلغ قيادة الجبهة في "الضباب"، ثم اتصل، وهو في الطريق، بأنه قادم على متن طقم عسكري حدَّد مواصفاته. لكن الحقيقة الواضحة هي أن طلقة الرشاش 12/7، هي نفسها رصاصة القاتل، فقط تحوَّلتْ إلى طلقة مسدس ميكروف. ويبقى كلا مطلقي الرصاصتين مجرَّد أداة في كلا الجريمتين.

 حينها، اعتبر الجميع الرصاصة التي أُطلقتْ من رشاش 12/7، مجرَّد خطأ، لكني لم اعتبرها كذلك، ولم اتهم قائد الجبهة، الشراجي، فربما هناك من ينفذ أجندات أخرى، دون معرفة وعلم الشراجي نفسه.

 هوامش:

 * في الحوار الذي أجرته معه "الشارع"، ونشرته، مؤخراً، على حلقات، قال العميد الركن عدنان الحمادي إنه خرج، "بتنسيق معين"، من مدينة تعز إلى "الحُجَرِيِّة". وعندما سألته الصحيفة عمَّا إذا كان هناك مسلحين حوثيين في الطريق التي مَرَّ بها، أجاب: "كانوا موجودين في "الضَّبَاب"، وموجودين في أطراف الحُجَرِيَّة، وكانت أطقمهم المسلحة تمشي في كثير من مناطق مدينة تعز، دون أن يعترضها أحدٌ". قال، إنه خرج من مدينة تعز إلى بيته في القرية، ثم استطرد: "خرجتُ أولاً، إلى "الضَّبَاب"، مرِّيتُ من نقاط تفتيش يتمركز فيها مسلحون حوثيون. كان ذلك يوم عيد الفطر؛ بعد تحرير عدن، ودخول قوات التحالف إليها. وصلتُ إلى "الكسَّارة" الواقعة في "الضَّبَاب".. استقبلونا هناك" (صحيفة "الشارع" وضعت هذا الهامش، والهامش التالي له؛ كي يكون سياق الأحداث واضحاً، وكي يصبح حديث الكاتب أكثر وضوحاً بالنسبة للقارئ).

 **يستطرد عدنان الحمادي، في الحوار الذي أجرته معه "الشارع": "وصلتُ إلى "الكسَّارة" الواقعة في "الضَّبَاب".. استقبلونا هناك. عندما أعلنّا عن تشكيل المجلس العسكري، قُلْتُ ليوسف الشِّراجِي: "سيتم تجميع اللواء 35 مدرّع في الضَّبَاب، وأنت ابدأ بترتيبه". وكان في دعم مالي قَدَّمه الأستاذ عبدالله نعمان، بحدود عشرين مليون، أرسلت به على دفعتين إلى يوسف الشِّراجِي.. بدأ تجميع قوات جَمَّعناها في التُّربَة، بالتنسيق مع كثير من الوطنيين، (كتائب الشهيد عبد الرقيب عبد الوهاب)، وتمّ دفعها إلى "الضَّبَاب".. أفراد من اللواء 35 تمّ تجميعهم في "المِسراخ"، ودفعهم باتجاه "الضَّبَاب". عندما وصلتُ إلى هناك، كان قائد الجبهة الغربية قد هو يوسف الشِّرَاجِي، وكان الأفراد خليط من كل التكوينات الاجتماعية والحزبية. بعدين، أنا جلستُ أربع أيام في القرية، ثم زُرتُ "الضَّبَاب"، والتقيتُ بيوسف، وقلتُ له: "أنت، يا أخي، قائد للجبهة الغربية، وأنا أركان حرب للجبهة، قائداً للواء 35 مدرّع، وتمّ التواصل مع عبد الرحمن الشمساني، وسيكون عمليات الجبهة قائداً للواء 17 مشاه". واتفقنا على هذا الأمر، نفذناهُ. واستمرينا في "الضَّباب". 

 * صحيفة "الشارع"