الجناح الثاني لمثلث الشر في المنطقة.. الإصلاح ومعاركه الخاصة
السياسية - Monday 13 January 2020 الساعة 10:50 am
إلى أي مدى يمكن للإخوان المسلمين في اليمن المقامرة بمصير الوطن والشعب ومواصلة التحرك في مسار ملبد بغيوم سوداء لا تمطر إلا مزيداً من تعقيد الوضع وخدمة المليشيات الحوثية ومشروعها التدميري الذي وجد بيئة خصبة وسط هذا المسار غير الوطني.
يصعد الإصلاح في خطابه ويبتكر قضايا هامشية تجنح بالجميع صوب مصير مجهول للبلاد ويرمي الكثير من بذور الشقاق والتفرقة والخصومات في ذات الوقت الذي يتحدث فيه بعض قادته الصغار عن مخاطر شق الصف وضرورة التوحد لمواجهة الانقلاب واستعادة كل ما سلبته المليشيات.
يكفر تارة بالتحالف ويجيش أنصاره ضد الإمارات، ويتحدث عن ضرورة حضور السعودية كرقم وازن في الحالة اليمنية، ويذهب مناقضا خطابه تجاه السعودية بالهجوم على التواجد السعودي في المهرة واعتباره احتلالا كما وصف التواجد الإماراتي في عدن.
يدعو الإصلاح إلى ضرورة الحفاظ على الوحدة وبقاء الجنوب وأبناء الجنوب جناحا ثانيا لليمن، لكنه يوغل بعيدا في تجريم ومهاجمة المجلس الانتقالي، ويحرض عليه ومعه كثير من المكونات الجنوبية رغم معرفته المسبقة أن المجلس الانتقالي يشكل رقما مهما في الجنوب ويتصدر المشهد سياسيا وعسكريا.
هذه المواقف الانتهازية لحزب الإصلاح، الذراع السياسي لحركة الإخوان المسلمين في اليمن، تكشف عن عدم امتلاك الحزب لقراره، شأنه شأن مليشيات الكهنوت الحوثية الذراع الإيرانية في اليمن والجزيرة العربية.. أي أن قرارهما بيد المرشد.. لأنهما يتفقان حتى في اسم المرجعية العليا للطرفين، مرشد الإخوان ومرشد إيران.
حسب مقتضيات الواقع فإن حزبا كبيرا ومهما في الساحة اليمنية يبقى موقفه من قضايا كثيرة محط اهتمام ومتابعة الشارع والنخب وحتى المهتمين ومن لهم علاقة بتداعيات الوضع الحالي في اليمن، غير أن الواقع يجعل من الإصلاح مجرد تحالف انتهازي يضم مجموعات ومراكز حضور ونفوذ تتسابق على الظفر بنصيب من الغنيمة والقيمة.
وخلال هذا السباق على المغانم تتشتت الرؤية الوطنية في ماراثون يقود هذه المجموعات إلى ملامسة شريط النهاية بمزيد من تفخيخ الوضع وتأزيمه ووضع العراقيل أمام قافلة المقاتلين لاستعادة وطنهم المسلوب من قبل المليشيات.
الإصلاح الذي يكرر موقفه المعلن من المليشيات الحوثية ومواصلته الحرب ضدها هو من ذهب إلى الجنوب لاجتياح عدن قادما من صرواح في مأرب ومن نهم في صنعاء والتي يفصلها عن العاصمة مسافة ليست بعيدة.. تحرك سريعا ليطعن المقاومة الجنوبية التي تقدم قوافل من الشهداء في الضالع أمام مليشيات الكهنوت الحوثية.
وفي تعز التي طربل الإصلاح جبهاتها في خطوط التماس مع مليشيات الحوثي وترك الحوبان التي على بعد 3 كيلومترات من مقر محور جيشه في المدينة، وصوّب سهام حقده نحو القوات المشتركة في الساحل الغربي والتي تزف شهداء جددا كل يوم وليلة في معارك لا تتوقف ولو ليوم واحد.
وفي شبوة جيّش الإصلاح جنوده وهاجم القبائل وفكك قوة أمنية مهمة كان لها الفضل في طرد القاعدة وخلايا داعش من مساحات شاسعة على مثلث يربط 4 محافظات هي: حضرموت وشبوة وأبين ومأرب.. حيث جعل من النخبة الشبوانية عدوا ومن القاعدة في شرق البلاد حليفا.
بقاء هذا العبث الذي يزرعه الإصلاح أمام تحركات التحالف العربي والقوى المخلصة التي تواجه المشروع الإيراني في اليمن، يعني أن الإصلاح أصبح يشكل الجناح المليشاوي الثاني للتخريب في اليمن، وإن كان لمليشيات الحوثي ارتباط بمشروع إيران فإن ارتباطات الإخوان تصل كذلك إلى قصر السلطان المزعوم اردوغان في أنقرة، ويعرج على الدوحة، وثلاثتهما محور شر واحد يستهدف التحالف والخليج تحديداً عبر اليمن.