رغم الانتكاسة المدوية.. الشرعية تتمسَّك بقادة منجز "الانسحاب التكتيكي"

تقارير - Thursday 30 January 2020 الساعة 10:31 am
عدن، نيوزيمن، محمود زبين:

أطلقت مليشيات الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، شرارة معارك نهم والجوف، مطلع الأسبوع الماضي، في الوقت الذي كان فيه قادة الجيش التابع للحكومة الشرعية، يتنقلون في عدة عواصم عربية وعالمية ويتنقلون بين فنادقها وقصورها ومنتجعاتها كما هو حالهم منذ 5 سنوات.

ولم تمر 10 أيام، من المعركة الأخيرة شرق صنعاء، إلا وقد انحسرت رقعة سيطرة "الجيش الوطني" من مساحات واسعة شرق صنعاء ومن مساحات أكثر اتساعاً في محافظة الجوف.

وقد كان المثير للاستغراب، اعتبار وزارة دفاع حكومة الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، في بيان رسمي، الانهيارات الأخيرة لجبهاتها في نهم والجوف ومأرب "انسحاباً تكتيكياً" تم إنجازه.

ولم تكن خسارة المعارك ضد الحوثيين هي المؤلمة فقط بالنسبة لكثير من اليمنيين، فالخسائر المعنوية كانت أشد إيلاماً، حيث انعكست في اهتزاز ثقة الشعب أيضاً بشرعية "النوارس المهاجرة".

ويشعر ذوو الشهداء والجرحى من منسوبي قوات هادي بأن "المنسحبين تكتيكياً" تنازلوا عما حققه رجال وهبوا أرواحهم ونزفوا دماءهم الزكية على صخور نهم وصرواح والجوف وتناسوا تضحيات مصابين شاهدوا أطرافهم ملقية إلى جوارهم دون أن يتراجعوا قيد أنملة.

ولم تكن الانتكاسة العسكرية الأخيرة للشرعية في "نهم"، مفاجئة قياساً بما كشف عنه ضباط وطنيون منذ وقت مبكر عن استيلاء قيادات عدة وحدات وتشكيلات عسكرية موالية لحزب الإصلاح، الفرع المحلي لتنظيم الإخوان المسلمين، على رواتب عشرات آلاف الأسماء الوهمية شهرياً، وتسريح آلاف الجنود من معسكراتهم ومواقعهم مقابل نصف الراتب، واقتصاص مبالغ أخرى من رواتب الثابتين في ألويتهم.

وتتحدث المصادر عن تخزين قيادات الإصلاح المعدات العسكرية الحديثة والذخائر والأسلحة في مخازن التنظيم بمأرب وترك المقاتلين في الجبهات بدون عتاد عسكري.

وكان بالإمكان استخدام الدعم اللا محدود الذي بذله التحالف العربي وشمل الأموال والعتاد العسكري، على مدى خمسة أعوام في تشكيل جيش وطني قوي يستطيع تحقيق مكاسب على الأرض، لكن قيادات الشرعية استغلت دعم التحالف في بناء شراء القصور والفلل وافتتاح الفنادق الفارهة والمتنزهات والمطاعم في مأرب وإسطنبول وعمّان والقاهرة.

لكن ما يثير السخرية هو أنه بعد النتائج الكارثية للمعارك حتى الآن، يعتقد قادة "الانسحاب التكتيكي" أن إقالة قائد منطقة عسكرية أو قائد لواء هنا أو هناك سيتكفل بتهدئة اليمنيين الذين تخالجهم مشاعر الأسى والغضب وخيبة الأمل من النتائج التي آلت إليها المعارك حتى الآن مع مليشيات الحوثي.

ولم تستوعب قيادة الشرعية بعد أن الوقت قد حان لهيكلة المؤسسة العسكرية والبدء بتصحيح جذري للجيش على أساس وطني بعيداً عن أي تأثيرات لتنظيم الإخوان على تعيينات قيادات المناطق العسكرية وقادة الألوية والكتائب وحتى الأفراد الذين حصر الحزب كشوفَ المقبولين على كوادره وأنصاره.