سقوط الجوف في أيدي الحوثيين.. ردود أفعال واسعة وحقائق غائبة

تقارير - Tuesday 03 March 2020 الساعة 02:10 pm
عدن، نيوزيمن.، خاص:

لم تكد قصة سقوط مديرية "نهم" وما حولها، وصولًا إلى مشارف مأرب؛ تنتهي، حتى أتى الدور على محافظة الجوف، أسئلة عدة، وقراءات حملت خيبة الهزيمة، وانكسار الخواطر.

من يقف خلف كل ذلك؟ سؤال تجدفه الأيام، وحرائق تغذيها الخيانة وتقاعس القيادات.

هادي البطل في كل خسارة

المحلل السياسي عبد الناصر المودع، كتب قائلا: ‏خسارة عاصمة الجوف، وقبلها نهم، نتيجة طبيعية لواقع نعيشه منذ 8 سنوات، فقبل هاتين المنطقتين خسرنا صعدة، وعمران، وصنعاء، والدولة اليمنية كلها. وأضاف، في كل خسارة كان البطل هو (هادي) الذي تحمل مسؤولية من قبل صالح بمؤهل عقل فارغ.

وفي ذات السياق كتب الإعلامي فيصل الشبيبي يقول، ‏خذلوا الجوف، كما خذلوا نِهم، وحجور، والعود، وعُتمة.
أما بالنسبة لرجال الجوف، فقد قاتلوا قتال الأبطال، وسطروا ملاحم على مدى سنوات وقدموا خيرة أبنائهم والغالي والنفيس، دفاعاً عن محافطتهم. وأضاف، سيستمرون، في خذلان جميع المناطق لأنهم مشغولون بأمور أخرى.

سقوط متوقع

‏سيناريو سقوط الجوف متوقع، ولا غرابة أن تسقط مأرب وغيرها، ففاقد الشيء لا يعطيه، كان هذا منطق آخر للإعلامي أنور الاشول، الذي أضاف، من لم يستطع تأمين حياة الناس ومعيشتهم عليه الانسحاب باحترام من إدارة الدولة، ضاقت أحوال الناس ولا حياة لمن تنادي.

>> مستجدات الجوف: مواجهات محدودة وتفجير منازل واختطافات ومقتل قائد عسكري

من ناحيته ذكر محمد جميح بأن ‏سقوط "الحزم" عاصمة محافظة الجوف في يد الحوثيين، هو انعكاس طبيعي؛ لبقاء القيادات السياسية والعسكرية خارج الوطن، وهو انعكاس للمعارك الجانبية والمكايدات، بعيداً عن معركة دحر الانقلاب، ولآلاف الأسماء الوهمية في الجيش، ولخذلان الجوف التي قاتلت بكل شجاعة واستبسال.

شرعية الوهم والهزائم

حزين مثل رجل عجوز يبحث عن أشيائه الضائعة، هكذا علق الشاعر فتحي أبو النصر.

أما الصحفي عبد الرحمن البيل، فقد قرأ بأن شرعية هادي ليست أكثر من مشروع وهم للدولة وللصمود والانتصار.
واستطرد: لا يمكن لهذا الرجل أن يحقق هو وفريقه إلا الهزيمة تلو الهزيمة، والخراب والتقسيم، والشترذم، مؤكدا على أن بقاء هادي يشكل عبئا على اليمن ككل، وازاحته وفريقه ربما قد يمنع كارثة قادمة بكل الأحوال، ويعيد الزمام للجمهورية.

في ذات الاتجاه وبنفس السياق كتب الصحفي جلال الشرعبي بأن ‏من فرط بصنعاء، وخان الجيش والقشيبي، وقسمه الجمهوري، لن يكون صعباً عليه أن يبيع الجوف بثمن بخس.

وأضاف، عبدربه منصور نكبتنا المستمرة، وهزيمتنا التاريخية. استمروا بالكذب والفساد والفنادق أيها الفاشلون، برروا الآن فشلكم وحملوا السعودية والتحالف المسؤولية فأنتم أبطال في قلة الحياء.

ضياع الحسابات دون وعي

طالما سقوط اليمن كلها في 2014 في يد الحوثي لم يجعل اليمنيين يعيدون حساباتهم، فسقوط الجوف وحتى مأرب وتعز لن يجعلهم يعيدون هذه الحسابات، بهذه اللغة علق د. صادق القاضي. وأضاف: الصدمات الكبيرة تفيد الشعوب الواعية فقط، والشراذم اليمنية بلا عقل ولا ذاكرة، ولا تتعلم من الأخطاء التي نخرت الجمهورية والثورة والشرعية والمقاومة.

سياسي آخر وديبلوماسي في نفس الوقت كتب قائلا.
‏القول إن عدم الحسم في الحديدة أضعف الجبهات، يستدعي التذكير بأن الشرعية لم تستطع تأمين عدن، ومبررها دولة الإمارات والمجلس الانتقالي، ولم تتمكن من تهدئة تعز ومبررها الإمارات وقطر والحوثي، ولم تقدر على تأمين الجوف ومبررها أن الحسم لم يتم في الحديدة.

وتوصل مصطفى النعمان إلى حقيقة مفادها؛ أن الشرعية لا تقدر على أي فعل إيجابي.

من الخيانة يولد النصر

كتبت الناشطة تيسير الحمادي عن دور المملكة العربية السعودية قائلة: شاركت السعودية ب350 غارة جوية للحيلولة دون سقوط الجوف، لكن كانت الخيانة أشد وقعا على القبائل.

وعن الخيانة غرد الصحفي عبد الله الحضرمي، موضحا أن ‏سقوط الجوف بعد نهم وستليهما مارب، ليس نصراً نهائياً للحوثي ولا نهاية للحرب، إنما تصفية لحزب التكويش.
واستدرك قائلا: ستنشأ بعد ذلك شرعية جديدة، تشارك فيها المقاومات الوطنية؛ المقاومة الجنوبية، والمقاومة الشمالية، والأخيرة قد تتشكل في إطار مضاه للمجلس الانتقالي في الجنوب.

مقاومة عن مقاومة تفرق

‏سنوات والحوثي يحاول إسقاط مواقع في الضالع والساحل، ولكنه لم يستطع التقدم خطوة واحدة لأن أمامه القوات الجنوبية والعمالقة وحراس الجمهورية. هكذا كتب حمزة عبد الله المرادي، مضيفا: بينما نمت أمس والجوف شرعيه وصحيت وهي حوثية، كارثة بكل ما تعنيه الكلمه.

أما توفيق آل عفاش فقد غرد بقوله: ‏انكشف الإخوان أنهم أوهن من بيت العنكبوت، أرقام وهمية، رواتب دون حق، وترهل قتالي نتيجة فقدان التأهيل والتدريب العسكري الجاد.

وذكر رضوان الهمداني، ناشط وصحفي، بأنه عندما تم طرد الحوثي من الجوف قبل أربع سنوات، كان أقوى حالا مما هو عليه عندما أسقط الجوف مرة أخرى، متسائلا: هذا يضع علامات استفهام كثيرة حول حقيقة ما يجري وطريقة إدارة المعارك ضد الحوثيين.

قناعات ومطالبات مشروعة

يجزم الصحفي محمد المخلافي بأنه لو بلغه سقوط سقطرى في يد الحوثي ما زعزع ذلك من قناعته شيئا. ويضيف، جماعة معادية لتطور الإنسانية شعارها الموت وسلوكها القتل والتفجير، سنقف ضدها إلى آخر ساعة من أعمارنا. نحن أصحاب قضية ولا قيمة لأسمائنا إن تخلينا عنها.

أما الإعلامي والقيادي في حزب المؤتمر الشعبي عبد الكريم المدي، فقد قال: ‏إذا كان هناك قليل من الحياء لدى قيادة الشرعية، فليسلموا السلطة لرئيس البرلمان، وتُشكّل حكومة حرب، ومجلس عسكري وطني؛ لتحقيق شراكة مبنية على الثقة مع الإخوة في المحافظات الجنوبية، وقوات الساحل الغربي والتحالف، وعندها ستعرفون حجم الحوثي وخلفية إنتصاراته.

تغيير أدوات المواجهة

في هذا السياق يؤكد الناشط أحمد الصالح، على ضرورة تغيير أدوات المواجهة، حيث قال، ‏على الرغم من أن الحرب كر وفر، لكن سقوط حزم الجوف اليوم، بعد سقوط نهم، والسُبات الذي تعيشه باقي الجبهات؛ يؤكد أن لا مجال للانتصار على الحوثي، بنفس أدوات الفشل؛ التي تعبث بالجبهات منذ 5 سنوات، مهما طالت الحرب ومهما كان الدعم لهم.. الكرة في ملعب التحالف والخيار لهم.

>> تعرَّف على خارطة المواجهات ومناطق السيطرة والألوية المشاركة في معارك الجوف

أما الناشط والسياسي علي البخيتي، فقد أرجع سقوط الجوف إلى ضعف الخصوم، كالرئيس هادي وعلي محسن الأحمر، وحمل التحالف مسؤولية التحالف مع هؤلاء بدلا عن الدماء الشابة الجديدة.

كامل الخوداني قيادي مؤتمري، ذكر أن 5 سنوات والحوثي يخطط ويحشد بالعاصمه و12محافظة، ويبني قوة، ويشتري ولاءات، ويفتح جبهات وهم، والشرعية مشغولين بجمع الثروات، بينما الذين في الجبهات يموتون جوعا.
ويريدون ينتصرون.

نختتم بتغريدة للصحفي محمد سعيد الشرعبي الذي كاشف الجميع بقوله: ‏بعيدا عن العواطف قريبا من الواقع، بعد خمسة أعوام من الحرب والحصار، تحولت استراتيجية جماعة الحوثي من الدفاع إلى الهجوم، وانتقلت الشرعية من معارك تحرير التباب إلى فقدان المدن والمحافظات شمال وشرق البلاد. ما السر؟!