شاطئ المخا: نسيج متجانس.. هناك من يعمل وآخر يتنزه في مدينة الأمن والسلام
المخا تهامة - Wednesday 04 March 2020 الساعة 07:15 amهنا في ساحل العمودي في المخا بالقرب من مركز إنزال الأسماك، يفترش جلال البيضاني رمال الشاطئ تحت ظل سيارته، ليراجع حسابات عمله الإداري وحسابات الخرجيات لمصنع الصفاء للبلاستيك.
قال لنيوزيمن، لدي عمل ولا بد من إنجازه وإخلاء ومراجعة كشوف وخرجيات الشهر الماضي، وكان علي أن أمارس العمل من هنا على شاطئ البحر. إنه يشعرني بالراحة والأمان.
بالقرب منه بنحو عشرين متراً، كان يعمل المكبود (عامل فيبر جلاس)، لطلاء قارب صغير باللون الأبيض، اقتربنا منه وسألناه عن ما يقوم به، إنه يقوم بطلائه باللون الأبيض من أجل إخفاء خطوطه المميزة، فلكل قارب خطوط معينة يُعرف بها مالك القارب.
والهدف من ذلك هو التمويه والتخفي وسط البحر عن أعين الجلبات الكبيرة أثناء الاصطياد في أماكن محددة معروفة بتوافر الأسماك، ولا يعرف ذلك سوى بعض الصيادين.
شاطئ أعيدت إليه حيويته مع افتتاح مركز الإنزال السمكي بالعمودي، صيادون يعودون بما كسبوه من طيبات البحر، وآخرون يتأهبون للذهاب بفرح للبحث عن أرزاقهم،
فيما ينقل آخرون من قواربهم أسماكا صغيرة وضعت داخل سلال مصنوعة من سعف النخيل وأشجار الدوم الساحلية.
لوأي العروكي ذهب مع ساعات الفجر الأولى وحصيلته حتى التاسعة صباحاً حوتان نوع ديرك يبلغ وزن كل واحدة منهما 7 كجم، سعر الكيلو منها 6000 ريال.
عبدالعزيز صغير صياد آخر فرغ لتوه من بيع أسماكه وبدأ في عد مبلغ الربح بنهم كبير، بعد أن جناه من رحلة صيد واحدة وصفها بالوفيرة.
ذهب مع ساعات الفجر، وعاد مع الثامنة صباحا، مستغلا أجواء البحر الهادئة ليحصل على ربحه الوفير، فيما أطفال غير معنيين بأمر الاصطياد يسبحون على مقربة من المركز.
أسرة مكونة من أب وأم يتوسطهم طفل في الرابعة من العمر، تجلس الأسرة متربعة على الشاطئ مستمتعة بالأجواء الهادئة في هذا اليوم الجميل، وجوههم وابتساماتهم تدل على انهم مستمتعون بالأجواء الهادئة على الشاطئ، قد يكونون نازحين شردتهم حرب المليشيات ليستقروا في المخا.
هكذا قضينا جولتنا على ساحل بحر المخا، فتلك هي مشاهد حركة الصيد التي أعادها قائد المقاومة الوطنية العميد طارق صالح، ومدير مديرية المخا الفتيح.
يمتزج شاطئ المخا بالقادمين إليها لتشكل لوحة ممزوجة بألوان الطيف الوطني يتعايشون مع السكان ويمارسون أعمالهم بكل حرية وأمان.