مدير السعيد بالمخا: الخيام والطقس وتسرب الطلاب تحديات قائمة وجهود مجتمعية لإعادة بنائها
المخا تهامة - Wednesday 04 March 2020 الساعة 06:43 pm
في ديسمبر العام الماضي أعيدت العملية التعليمية إلى مدرسة السعيد بعد توقفها لسنوات بسبب الحرب التي أشعلتها مليشيات الحوثي وتسببت بدمار مبنى المدرسة كلياً، وفي مطلع العام الحالي قرر المجلس النرويجي للاجئين بناء خمسة فصول دراسية كحل مؤقت لطلابها الذين يعانون من صعوبة التعليم داخل خيام في جو ساحلي شديد الحرارة.نيوزيمن التقى مديرها الاستاذ عبده تركي وأجرى معه الحوار التالي:* ظلت مدرسة السعيد منذ عودة التعليم فيها غارقة في مشاكلها وشاهدنا كيف كان الطلاب يدرسون وسط طقس سيء، فهل انتهت مشاكل السعيد ببناء خمسة فصول دراسية؟مشاكلنا فيما يتعلق بوجود المبنى لا تزال قائمة، والفصول التي بنيت هي لأربع شعب في صف أول وثاني ابتدائي فقط، وتبقى لنا الصفوف الأخرى حتى الصف السادس، وهؤلاء جميعا لا يزالون يدرسون في خيام، أضف إلى ذلك أن جميع الطلاب يدرسون على الأرض، فالمدرسة ليس فيها كراسي، صحيح أن المجلس النرويجي للاجئين بذل جهدا كبيرا ببناء الفصول الخمسة، لكن مشكلتنا لا تزال قائمة والكراسي غير متوافرة، وأود التنويه إلى أن الخيام ليست مناسبة في طقس المخا الذي يشهد رياحا قوية ودرجة حرارة مرتفعة، ولذا حتى الخيام على رغم سوئها إلا أنها لا تقاوم عوامل الطقس، تخيل أن الطالب يقوم بالامساك بسارية الخيمة حتى لا تسقط والثاني يمسك السبورة والآخر باب الخيمة.. وهو مشهد لا يتصور. * كم تحتاجون من فصول إضافية كي تتغلبوا على مشكلة المبنى؟نحتاج إلى خمسة فصول، فبسبب الكثافة الطلابية نحتاج إلى شعبتين في الفصل الثالث والرابع والخامس والسادس، لكي يستقر وضع الطلاب، لأن بقاءهم في خيام دفع بعضهم إلى التسرب، وأنت تعلم أن الكثافة العددية للطلاب في مدارس المخا لم يحصل المتسربون من السعيد على فرصة للإلتحاق بمدرسة أخرى، والبعض من الآباء ممن لديهم الأموال سجلوهم في المدارس الخاصة ومن لا يملك ذلك بقى أبناؤه في المنزل بدون تعليم.* هل هناك جهة ما وعدتكم بإعادة بناء المدرسة؟مدير المديرية عبدالرحيم الفتيح عندما علم بمشكلة المدرسة عند تعيينه، قام بزيارتها، وتواصل ببيت هائل سعيد، وبالفعل نزل مهندسون، لكننا لم نعد نسمع ما الذي سيجري القيام به من ذلك اليوم.* ما الدعوة التي تودون توجيهها للمجموعة التجارية لبيت هائل سعيد؟أود أن أقول لهم إن الجمعية الخيرية لبيت هائل سعيد أنعم باستطاعتها أن تعيد بناء المبنى الذي كان مكونا من دورين، ومن منبر نيوزيمن ندعوهم إلى مواصلة آعمال الخير في إعادة بنائها، فالخير لا يرحل وإنما هو الوحيد الذي يبقى.* قبل أسبوعين تقريبا رأيتك تطالب بتوفير سبورات.. إلى هذا الحد تفتقرون لأدوات التعليم البسيطة؟المدرسة كما تعلم مدمرة تماما ولا أثر لأي وجود للمبنى، وعودتنا كانت لتوافر الخيام فقط، أما الأشياء الأخرى كانت منعدمة تماما، لا كراسي، لا سبورات، لا أدوات نظافة، ولذا مطالباتنا باحتياجات المدرسة استمرت نحو شهر، وأنا لا ألوم مدير المديرية الذي كان يتواصل باستمرار بالجهات الداعمة، فضلا عن انشغاله بتطبيع الحياة وعودتها إلى هذه المديرية المدمرة، بعد الشهر توافرت هذه السبورات، صحيح أن المدة كانت طويلة ولكن هذه طبيعة المدن التي خرجت من الحرب، لأن احتياجات المخا لا تقتصر على توفير أدوات لمدرسة السعيد، وإنما هناك مرافق عدة بحاجة إيضا إلى المتابعة وتوفير احتياجاتها المطلوبة.* أُطلقت مبادرة مجتمعية لإعادة بناء المدرسة.. من هم قادة هذه المبادرة وهل ترى أنها ستحقق هدفها؟مجموعة مجتمعية أطلقها شباب وشابات المخا، بإشراف نائل عبادي، إضافة إلى مدير مدرسة الشهيد، والأختين سلا فيروز وكريمة سفيان، وعقدنا اجتماعا، وبدأنا أولا بتجميع الصور التي كانت عليها المدرسة قبل أن يلحقها الدمار، ووضعنا تصورا لتقديمه إلى بعض المنظمات، وفكرة المجموعة جيدة، نحن كقيادة للمدرسة نرحب بأي مبادرات أو دعوات لإعادة بناء المبنى بأسرع وقت ممكن، وسنطرق كل الأبواب إلى أن نجد من يتبنى إعادة بنائها.* هل بدأت بالتواصل مع الجهات المختصة أو المنظمات العاملة في المخا؟كنا نعتزم التنسيق مع مدير المديرية لإقامة ورشة عمل لجمع كافة منظمات المجتمع المدني، هذه الورشة ستناقش إعادة بناء مدرسة السعيد، لكن بسبب الوعكة الصحية التي عانى منها مدير المديرية تم تأجيل فكرة الورشة إلى وقت لاحق.* ما تقييمك للعملية التعليمية في المدرسة؟نحاول أن تمضي العملية التعليمية كما ينبغي لها أن تكون، لكن هناك أشياء لا نستطيع أن نتحكم بها، وهو أن الطلاب قد لا يقدرون على الفهم لأسباب، منها: تداخل الأصوات من الفصول الأخرى، لأنها خيام لا يمكن لك أن تقوم بعزل الأصوات. الرياح تحدث ارباكا في تركيز الطالب، تخيل البعض منهم يبقى منتبهاً لسقوط الخيمة عليه أكثر من انتباهه للمعلمة، كما أن الرياح المحملة بالأتربة والغبار مع حلول موسمها تعمل على تشتيت ذهن الطلاب، وهنا لا يمكن أن نقول إن العملية التعليمية لدينا أفضل، إنما نعمل باستطاعتنا كي تكون كذلك.
في ديسمبر العام الماضي أعيدت العملية التعليمية إلى مدرسة السعيد بعد توقفها لسنوات بسبب الحرب التي أشعلتها مليشيات الحوثي وتسببت بدمار مبنى المدرسة كلياً، وفي مطلع العام الحالي قرر المجلس النرويجي للاجئين بناء خمسة فصول دراسية كحل مؤقت لطلابها الذين يعانون من صعوبة التعليم داخل خيام في جو ساحلي شديد الحرارة.
نيوزيمن التقى مديرها الاستاذ عبده تركي وأجرى معه الحوار التالي:
* ظلت مدرسة السعيد منذ عودة التعليم فيها غارقة في مشاكلها وشاهدنا كيف كان الطلاب يدرسون وسط طقس سيء، فهل انتهت مشاكل السعيد ببناء خمسة فصول دراسية؟
مشاكلنا فيما يتعلق بوجود المبنى لا تزال قائمة، والفصول التي بنيت هي لأربع شعب في صف أول وثاني ابتدائي فقط، وتبقى لنا الصفوف الأخرى حتى الصف السادس، وهؤلاء جميعا لا يزالون يدرسون في خيام، أضف إلى ذلك أن جميع الطلاب يدرسون على الأرض، فالمدرسة ليس فيها كراسي، صحيح أن المجلس النرويجي للاجئين بذل جهدا كبيرا ببناء الفصول الخمسة، لكن مشكلتنا لا تزال قائمة والكراسي غير متوافرة، وأود التنويه إلى أن الخيام ليست مناسبة في طقس المخا الذي يشهد رياحا قوية ودرجة حرارة مرتفعة، ولذا حتى الخيام على رغم سوئها إلا أنها لا تقاوم عوامل الطقس، تخيل أن الطالب يقوم بالامساك بسارية الخيمة حتى لا تسقط والثاني يمسك السبورة والآخر باب الخيمة.. وهو مشهد لا يتصور.
* كم تحتاجون من فصول إضافية كي تتغلبوا على مشكلة المبنى؟
نحتاج إلى خمسة فصول، فبسبب الكثافة الطلابية نحتاج إلى شعبتين في الفصل الثالث والرابع والخامس والسادس، لكي يستقر وضع الطلاب، لأن بقاءهم في خيام دفع بعضهم إلى التسرب، وأنت تعلم أن الكثافة العددية للطلاب في مدارس المخا لم يحصل المتسربون من السعيد على فرصة للإلتحاق بمدرسة أخرى، والبعض من الآباء ممن لديهم الأموال سجلوهم في المدارس الخاصة ومن لا يملك ذلك بقى أبناؤه في المنزل بدون تعليم.
* هل هناك جهة ما وعدتكم بإعادة بناء المدرسة؟
مدير المديرية عبدالرحيم الفتيح عندما علم بمشكلة المدرسة عند تعيينه، قام بزيارتها، وتواصل ببيت هائل سعيد، وبالفعل نزل مهندسون، لكننا لم نعد نسمع ما الذي سيجري القيام به من ذلك اليوم.
* ما الدعوة التي تودون توجيهها للمجموعة التجارية لبيت هائل سعيد؟
أود أن أقول لهم إن الجمعية الخيرية لبيت هائل سعيد أنعم باستطاعتها أن تعيد بناء المبنى الذي كان مكونا من دورين، ومن منبر نيوزيمن ندعوهم إلى مواصلة آعمال الخير في إعادة بنائها، فالخير لا يرحل وإنما هو الوحيد الذي يبقى.
* قبل أسبوعين تقريبا رأيتك تطالب بتوفير سبورات.. إلى هذا الحد تفتقرون لأدوات التعليم البسيطة؟
المدرسة كما تعلم مدمرة تماما ولا أثر لأي وجود للمبنى، وعودتنا كانت لتوافر الخيام فقط، أما الأشياء الأخرى كانت منعدمة تماما، لا كراسي، لا سبورات، لا أدوات نظافة، ولذا مطالباتنا باحتياجات المدرسة استمرت نحو شهر، وأنا لا ألوم مدير المديرية الذي كان يتواصل باستمرار بالجهات الداعمة، فضلا عن انشغاله بتطبيع الحياة وعودتها إلى هذه المديرية المدمرة، بعد الشهر توافرت هذه السبورات، صحيح أن المدة كانت طويلة ولكن هذه طبيعة المدن التي خرجت من الحرب، لأن احتياجات المخا لا تقتصر على توفير أدوات لمدرسة السعيد، وإنما هناك مرافق عدة بحاجة إيضا إلى المتابعة وتوفير احتياجاتها المطلوبة.
* أُطلقت مبادرة مجتمعية لإعادة بناء المدرسة.. من هم قادة هذه المبادرة وهل ترى أنها ستحقق هدفها؟
مجموعة مجتمعية أطلقها شباب وشابات المخا، بإشراف نائل عبادي، إضافة إلى مدير مدرسة الشهيد، والأختين سلا فيروز وكريمة سفيان، وعقدنا اجتماعا، وبدأنا أولا بتجميع الصور التي كانت عليها المدرسة قبل أن يلحقها الدمار، ووضعنا تصورا لتقديمه إلى بعض المنظمات، وفكرة المجموعة جيدة، نحن كقيادة للمدرسة نرحب بأي مبادرات أو دعوات لإعادة بناء المبنى بأسرع وقت ممكن، وسنطرق كل الأبواب إلى أن نجد من يتبنى إعادة بنائها.
* هل بدأت بالتواصل مع الجهات المختصة أو المنظمات العاملة في المخا؟
كنا نعتزم التنسيق مع مدير المديرية لإقامة ورشة عمل لجمع كافة منظمات المجتمع المدني، هذه الورشة ستناقش إعادة بناء مدرسة السعيد، لكن بسبب الوعكة الصحية التي عانى منها مدير المديرية تم تأجيل فكرة الورشة إلى وقت لاحق.
* ما تقييمك للعملية التعليمية في المدرسة؟
نحاول أن تمضي العملية التعليمية كما ينبغي لها أن تكون، لكن هناك أشياء لا نستطيع أن نتحكم بها، وهو أن الطلاب قد لا يقدرون على الفهم لأسباب، منها: تداخل الأصوات من الفصول الأخرى، لأنها خيام لا يمكن لك أن تقوم بعزل الأصوات. الرياح تحدث ارباكا في تركيز الطالب، تخيل البعض منهم يبقى منتبهاً لسقوط الخيمة عليه أكثر من انتباهه للمعلمة، كما أن الرياح المحملة بالأتربة والغبار مع حلول موسمها تعمل على تشتيت ذهن الطلاب، وهنا لا يمكن أن نقول إن العملية التعليمية لدينا أفضل، إنما نعمل باستطاعتنا كي تكون كذلك.