قِباب موزع الأثرية.. معالم مهدَّدة بالانهيار

المخا تهامة - Saturday 07 March 2020 الساعة 06:02 am
موزع، نيوزيمن، نجيب السيد:

معالم أثرية عدة تقع في أماكن قريبة من مركز مديرية موزع وتزين المدينة بمناظرها الجميلة، وتذكر الزائر بتاريخ عريق ضارب في القدم.

بنيت القباب الأثرية زاهية المنظر في موزع، من الطوب الأحمر المحروق واسند بناؤها على أساسات من الحجارة. 

وما يلفت الزائر لموزع هو عظمة المعماريين القدماء الذين تفننوا برسم زخرفات خماسية وسداسية الشكل من الياجور الأحمر أو من خلال الأحجار وكذا وضعهم للأحجار في كل ركن وزاوية كما لو أنه استخدم المنقلة والفرجال.

أشهر قباب موزع هي: قبة باسعد بن علي الحضرمي وقبه المحولي وقبة السيد حسين ويصل عمر بنائها الى 870 عاما.

حينما تزُرها يصِبك شيء من الدهشة، وتنتابك كثير من الأسئلة حول الطريقة التي بنيت بها تلك القباب، والأدوات التي أتاحت للمعماري القديم رفع طوب البناء إلى ارتفاع يعادل ستة أمتار.

أما حين يلامس الزائر جدرانها أو يستظل تحت ظلالها، فإنه يشعر بالروحانية والسكون والاطمئنان.

إنه تراث عريق، كان يحج إليه الزوار والسياح، لكن هذا التراث يعاني اليوم الهجران والعزلة، بل إن بعض تلك القباب سقطت جراء تسرب مياه الأمطار إليها.

قباب باسعد والسيد حسين هي الأكثر تضررا، فبعد شموخ دام آلاف السنين، باتت اليوم مدمرة بعد أن عانت الإهمال من قبل وزارة الثقافة والهيئة العامة للآثار.

ولتلك القبتين ذكرى ومآثر في نفوس ومخيلات المواطنين، إذ كانتا أول مدرسة تعلم فيها وتخرج منها العديد من العلماء.

كما كانت تقام على ساحتيهما الواسعتين الندوات والمسابقات الشعرية وتحل فيهما قضايا الناس، حيث كان الحاكم أو شيخ المنطقة يجلس تحت ضلالهما ويفصل في القضايا والمشاكل، كما كانت تقام فيهما الاحتفالات الثورية والامسيات الثقافية.

كما كانت تخصص للقباب الثلاث زيارات موسمية روحانية، في 27 من رجب و15 شعبان ويحضرها من جميع محافظات اليمن تقرأ فيها الأذكار الأناشيد الدينية والأهازيج المخصصة بالصوفية وتذبح الذبائح وتوزع على عامة الناس.    

لكن الآثار التي حكت عن تاريخ ضارب في القدم بدأت في السقوط ومهددة بالاندثار ولم يتبق منها سوى قبة المحولي والتي ينبغي المحافظة عليها.