حسابات (القناديل) و(الزنابيل) في جبهات الضالع: الدراجات النارية للهروب ولمنع الهروب!

تقارير - Tuesday 24 March 2020 الساعة 07:13 pm
الضالع، نيوزيمن، أمجد قرشي:

تدفع مليشيات الحوثي مزيداً من الدراجات النارية إلى خطوط القتال والجبهات المختلفة في الضالع كوسيلة رئيسية ولأغراض وأهداف متعددة في ضوء النتائج والانكسارات المتلاحقة التي منيت بها مليشيا الذراع الإيرانية خلال أكثر من عام.

وأشارت مصادر نيوزيمن الميدانية والمحلية إلى أن المليشيات باتت تعتمد بصورة ملحوظة مؤخرا على استخدام متزايد للدراجات النارية في الجبهات المشتعلة شمالي الضالع.

وخلال اليومين الماضيين تحركت أطقم تعزيزات محملة بالمسلحين والمقاتلين من مديرية الحُشاء إلى جبهات حجر السفلى وبتار وموقع الحرة، تتبعها أكثر من 12 دراجة نارية.

وقال مصدر نيوزيمن، إنها اختفت أسفل "شعب محسنة" الخارج من حبيل يحيى إلى حجر السفلى وبتار والحرة.

وبحسب روايات ومصادر متجمعة فإن الدراجات تُستخدم في أكثر من سياق ولأكثر من غرض، منها التسللات عبر شعاب ومجاري السيول المتعددة لسهولة مرورها بالشعاب الوعرة والكثيفة بالأشجار.

كما تستخدم الدراجات في جبهات الضالع كوسيلة للإسعافات السريعة، خاصة وأن أغلب الجرحى هم من المتحوثين المحليين ومعظمهم ماتوا بسبب عدم استجابة الحوثيين لنداءات إخلاء وإسعاف الجرحى في المعارك السابقة مع جبهات حجر السفلى وبتار ومعركة معسكر الجب.

وكانت مادة خلافات أساسية بين المجاميع المحلية/ المتحوثين والحوثيين أن هؤلاء الأخيرين وهم من يسيطرون على الأطقم والعربات ووسائل النقل يتباطؤون في الإسعافات وتسبب تأخرهم في موت الكثيرين في شعاب ووديان المعارك.

وبينما يُترك هؤلاء بإصاباتهم ينزفون حتى الموت في ميادين وجبهات القتال تكون الأطقم منشغلة بحماية وحراسة الحوثيين القادمين من شمال الشمال (القناديل).

علاوة على ذلك فإن أغلب الأطقم تكون محملة بأسلحة وعتاد ذخائر لا يستغنون عنها ما أدى إلى التثاقل في سرعة الإسعافات على متن (أطقم القناديل).

ويقول المحليون في السياق نفسه، إن هذا تسبب في موت الكثير من المقاتلين المحليين أو المتحوثين (الزنابيل) الأقل درجة ومكانة في التقاليد الحوثية المعتمدة والتي تمنح الحوثة الذين يعدون أنفسهم "سادة" أسبقية وامتيازات كبيرة مقابل المتحوثين "قبائل"، وهؤلاء هم غالبا وقود معارك ومحارق الحوثيين التي لا تتوقف في سائر الجبهات وليس في الضالع فقط.

وإضافة إلى الأغراض سالفة الذكر، فإن حالات سُجلت لفرار حوثيين ومشرفين من درجات متفاوتة باستخدام الدراجات النارية سهلة التملص وسريعة الحركة والتخفي في الأحراش وظروف المواجهات.

وأخذت المليشيات في الحسبان أيضا استخدام الدراجات لأعمال الرصد والمراقبة ومنع المتراجعين خلال المعارك من القرار واستهدافهم من الخلف إذا لزم الأمر لدفعهم للاستماتة في القتال أيا كانت حسابات وظروف المواجهة ومهما كانت الخسارة محققة.