أوضاع المستأجرين بين مطرقة سوء الأوضاع المعيشية وسندان ملاك العقارات

إقتصاد - Saturday 28 March 2020 الساعة 10:55 am
صنعاء، نيوزيمن، أمجد محمد:

انقطاع الرواتب، تقلص فرص العمل في القطاع الخاص، انعدام المشاريع وتوقف الاستثمارات، جفاف مصادر الدخل وسبله للفرد... وكثير من الأسباب التي خلقت مشاكل مختلفة يحملها المواطن البسيط مثقلاً على عاتقه جعلته يقف عاجزاً أمام الوفاء بالتزاماته الدنيا أهمها الإيجار.


كثيرة هي القصص المتعلقة بمعاناة المواطنين مع ملاك العقارات السكنية في صنعاء في ظل غياب الأنظمة التي تحمي المستأجرين من تعسف الملاك في الأوضاع العادية، فكيف سيكون الحال في ظل غياب الدولة وقانون واقع الغاب؟!


في كل عام تصدر سلطة الأمر الواقع تعميماً يمنع ملاك العقارات السكنية المؤجرة من أي زيادة في الإيجارات على المواطنين وأن من يخاف هذه التوجيهات فسوف يتم اتخاذ إجراءات صارمة بحقه، هذه لفتة جميلة لكن في الحقيقة هي مجرد حبر على ورق، لأنه وحتى اللحظة لم يلحظ أحد التطبيق على أرض الواقع، لم نر مستأجراً واحداً أنصفه هذا التعميم، لم نلاحظ ثبات أسعار الإيجارات عند نقطة واحدة ولمدة عام واحد، بالعكس الأرقام في تزايد مستمر دون رادع. 


المستأجرون عموماً تكونت لديهم حالة إحباط عند سماعهم لهذا القرار، فللأسف في كل مرة بعد صدور هذا التعميم يهرع ملاك البيوت إلى رفع الإيجارات بدون رقيب أو حسيب، كأنها علامة انطلاق في سباق تنافسي بين الملاك، وكم أصبح المستأجر يتمنى أن تنسى حكومة الأمر الواقع إصدار هذا التعميم علَ وعسى أن يأمن على نفسه ولو لعامٍ واحد أمر الزيادة في الإيجار.


الغريب المضحك في الأمر أنه لا وجود لجهة رسمية أو حتى رقم لاستقبال الشكاوى يستطيع فيها المستأجر رفع مظلمته ضد المالك، حتى وإن تقدم هذا المواطن بشكوى إلى عاقل الحارة مثلاً يفاجأ المسكين بانقلاب الأمور ضده لحد قد يصل إلى استلامه بلاغاً معمداً بشكل رسمي بإخلاء مسكنه خلال فترة شهرين..



لا تتعجبوا من مثل هكذا تصرفات فنحن نعيش في اللا دولة، القوي يأكل الضعيف والأساليب كثيرة.... فإلى متى تستمر هذه المعاناة والشقاء على المواطن اليمني؟!