موزع.. نازح يحكي قصة فراره من بطش المليشيات السلالية وحياة النزوح الصعبة

المخا تهامة - Thursday 02 April 2020 الساعة 10:00 am
موزع، المخا، نيوزيمن، عبدالرحمن عادل:

حينما كان نجيب علي يحيى يعمل بائعاً للقات في سوق البرح، قبل عام، شاهد تصرفات غريبة من بعض عناصر مليشيات الحوثي، كانت نظراتهم تثير الرعب في نفسه، وحين أكمل بيع القات في السابعة مساءً أراد العودة إلى منزله، وفي طريق عودته راودته شكوك بأنه سيتعرض للقتل أو الاعتقال بعدما شاهد رجلين يتتبعان خطواته.


زاد من مشيه ودخل منزله مسرعاً وهو في حالة رعب شديد، كان يدرك أن عناصر الحوثي ينوون إلحاق الضرر به، لقد مكث طيلة ساعة كاملة بداخل المنزل وهو يحاول استرداد أنفاسه.


خرج شقيق له لا يتجاوز ثلاثة عشر عاما لشراء طعام العشاء، وحين رجوعه، أخبره أنه شاهد رجلين مسلحين يقفان مقابل المنزل.


يقول نجيب، أيقنت حينها أنني في خطر، وأن تعقب عناصر المليشيات لي يتعلق بشقيقي، الذي التحق بالمقاومة الوطنية، كنت أتمنى أن تحفضني الأقدار حتى صباح اليوم التالي.


قبل طلوع الشمس، فر نجيب مع أسرته من منزله، تاركا خلفه كل شيء، وسلك طريقا يؤدي إلى مديرية حيس، تسيطر عليه مليشيات الحوثي.


في الطريق، أوقفته نقطة تابعة للمليشيات، وخضع لتفتيش دقيق، كما وجهت له أسئلة عدة تتعلق بالجهة التي يريدها.


كان يعتقد لحظتها أنه قد يعتقل، لأن عناصر الحوثي أخذوا منه بطاقته الشخصية وأجروا عدة مكالمات، استغرق ذلك وقتا أطول، وفي ختام لحظات مليئة بالخوف، سمح له بالمرور وهو غير مصدق.


وصل إلى مديرية حيس، وانطلق منها إلى الخوخة، ومنها اتجه جنوبا إلى المخا، كان الوقت ظهرا، عندما ترك أسرته بجانب إحدى البنايات قبل أن ينطلق للبحث عن منزل للإيجار.


وبعد ساعات من البحث، لم يجد منزلا وإنما وجد صديقا له من موزع، عرض عليه الانتقال إليها نظرا لتوفر المساكن وقلة السكان مقارنة بمديرية المخا.


وافق نجيب فورا وانتقل إلى موزع وهناك حصل على مسكن مجاني وقدم له الأهالي مساعدات غذائية وفرش وأغطية.


بعد أكثر من عام على النزوح يصف نجيب وضعه بالبائس جدا، إذ تصعبت ظروفه المعيشية وتفاقمت معاناته ودفع به النزوح إلى حافة الفقر.


يضيف، لا يوجد لدينا أبسط متطلبات العيش، خرجنا من منازلنا هاربين لا نعلم ماذا سنواجهه في رحلة النزوح والتشرد.