كورونا المستجد وكورونا المعمري وبينهما ستكهولم والنصر والهزيمة في أحاديث رواد مقهى بالمخا

المخا تهامة - Monday 13 April 2020 الساعة 10:37 am
المخا، نيوزيمن، إسماعيل القاضي:

في مقهى الزطي، أحد أشهر مقاهي المخا وأقدمها، يجلس الزبائن في مجموعات متجانسة على مقاعد خشبية تم شراؤها حديثاً، فينخرطون في نقاشات منفصلة حسب أهتمام كل منها.

تتنوع المجموعات بتنوع الفرص التي أتيح للمشاركين فيها التواجد في المخا، بعضهم موظفون في منظمات إنسانية وإغاثية، وأطباء وجنود بالقوات المشتركة ومواطنون ووافدون نازحون ممن لقوا هنا ما يؤمن لهم حياتهم.

أغلب حديثهم يجول عن ما دار في يومياتهم المعتادة، الجنود عن الهجمات، والخروقات، وستوكولهم، وما نصبه لهم الدنبوع من حائط يحيل بينهم وبين النصر ومنه يدور النقاش ويحلق إلى جبهات التسليم والاستلام وما يدور في الكواليس المغلقة التي تتشارك فيها جهات إقليمية، والنصر والتقدم في جبهات أخرى.

أغلب الناس هنا لا يعبأون كثيراً لهرطقة المعمري لا من قريب ولا من بعيد فالديمغرافيا ومصطلحات الإسعاف هذه يرونها ههرطقة لا تعنيهم أصلا، ولعبا وخلط أوراق مكشوفة، يريد من خلالها الظهور بعد دهر من الصمت.

لا يعرفون من ذا علي المعمري، ففترة بقائه محافظا لتعز لن يأتي لهم بخير، سنتان لم يأمر المحافظ المقال حتى بتثبيت مسمار لصندقة في المخا.

بعكس المحافظ نبيل شمسان، فوجهه هنا هو مدير عام المديرية عبدالرحيم الفتيح الذي توسم الناس به خيرا كثيرا، وتفاءل به الأهالي بما قدمه ويقدمه كسلطة محلية تمثل شمسان في المخا وتقدم نماذجا في الإدارة الناجحة.

أما موظفو المنظمات، فالوضع العسكري لا يعنيهم، وعندما تخاطب أحدهم لماذا مشاريعكم غير مستدامة يعللون ذلك بالحرب التي لا يأمن شرها أحد، فمشاريعنا مؤقتة وآنية، لماذا؟ يقول بتهكم ظاهر، انظر إلى الجوف رجعت إلى مربعها الأول!

لسان حالهم دعنا في مشاريع مؤقتة إلى أجل مسمى حتى تستقر الأوضاع.

وفيما يستفحل فيروس كورونا المستجد ويمثل هاجسا لدول العالم، إلا أن الناس في المخا يعيشون حياة طبيعية نوعاً ما، رغم أن الصيادين ضرب مهنتهم الفيروس بانتكاسة، فأغلب الصيد يذهب إلى دول الخليج لا سيما السعودية فمنع الاستيراد إليها قلص أسعار الصيد عما كان عليه في السابق.

ويدور حديث الصيادين في مربعهم كذلك غير مبالين بالديمغرافيا التي ينشدها المعمري!

أما المزارع، فحديثه مليء بالتفاؤل، فقد ارتفع سعر الكيس البصل إلى رقم قياسي مقارنة بالعام الماضي ويعود سببه إلى ضرب الصقيع مزارع دول المتوسط المنتجة للبصل مثل مصر والسودان ما ساعد على ازدهار السوق هنا في المخا التي تعد أكبر أسواق للبصل على مستوى اليمن قاطبة، بصل المخا يذهب إلى الكويت والأردن والسعودية، همهم إنعاش هذا القطاع موسمياً ضاربين الديمغرافيا في كيس بصل مقطم.

وهكذا يعيش الناس على امتداد الساحل الغربي مسالمين ومتعايشين، بعيداً عن هرطقة المهرطقين، يتبادلون مع المقاومة المشتركة التحية صباحا، ويحيون المقاومة الوطنية مساءً، ضاربين بكرونا والمعمري عرض البحر.