استثمار العقارات.. خدعة حوثية لتغيير التركيبة السكانية للعاصمة صنعاء

السياسية - Tuesday 14 April 2020 الساعة 11:55 am
صنعاء، نيوزيمن، نجوى إسماعيل:

"جاءوا لنا بعرض مغر، اقتنعنا به واعتبرناه فرصة كبيرة" هذا ما قالته المواطنة اليمنية أم هيثم والتي تملك مع أبنائها الستة منزلاً متواضعاً على قطعة أرض ذات مساحة كبيرة في مدينة حدة بالعاصمة صنعاء، وذلك رداً على سؤالنا عن كيف رضخت لفخ مؤسسات حوثية بغطاء استثمارات عقارية.

تضيف أم هيثم: كان منزلنا يحتاج لترميم، وأنا امرأة أرملة أعول 6 أبناء، وهم بحاجة لمصاريف وإعالة وسكن أوسع، وكان العرض مغرياً، فالشركة ستأخذ المنزل مع قطعة الأرض الكبيرة وستبني برجا سكنيا لنحصل نحن فيما بعد على 4 شقق تكون ملكنا.. سوف نسكن بشقتين ونؤجر الأخريتين.

أم هيثم ليست الوحيدة التي وقعت في مصيدة العقارات الحوثية، فجميلة ووالدها المقعدان هما الآخران، يملكان منزلا مع حوش واسع في ذات المنطقة، وهما أيضا تلقيا ذات العرض ولم يوافقا حتى اللحظة، ومع ذلك تقول جميلة "الحقيقة أنه عرض مغر، وأعتقد أننا سنوافق في النهاية إذا تأكدنا من جودة الشقق المبنية".

وبحسب مصادر تحدثت لـ"نيوزيمن"، فإن عشرات الأسر في العاصمة المختطفة صنعاء تلقت نفس العرض وبشروط أكثر تحفيزا للتفكير وقبول العرض وذلك في إطار تغيير ديمغرافي تتبعه الأسر السلالية الحوثية في السيطرة على أراضي الأسر الفقيرة.

ووفقا للمصادر فإن ميلاد هذه المؤسسات وشركات المقاولات والعقارات الاستثمارية، والتي تقوم بإدارة الصفقات مع المواطنين، لا يتجاوز عمرها 10 سنوات، وقد حظيت بعد اجتياح الحوثيين لصنعاء برواج كبير لأسمائها ومشاريعها وبدعم وتسهيلات من قيادات الميليشيات (ذراع إيران في اليمن).

خدعة حوثية

مصادر محلية، وصفت ما يدور في مدينة حدة ومناطق أخرى مثل الخمسين، وبيت بوس، ودار سلم وغيرها، على أنها محاولات مستمرة لميليشيات الحوثي في إطار مخططاتها لامتلاك مساحات كبيرة من الأراضي والعقارات على مستوى مناطق العاصمة صنعاء، وأن هذه الأفكار ستأخذ طريقا لتطبيقها في محافظات أخرى واقعة تحت سيطرة المليشيا الحوثية.

وتحدثت المصادر لـ"نيوزيمن"، أن هذه المؤسسات والشركات المتخصصة في المقاولات والاستثمارات العقارية تتبع عددا من القيادات الحوثية والنافذين من الموالين للجماعة، وبشكل مدروس تقوم باستهداف الأسر الفقيرة والتي تملك منازل متواضعة البناء، على مساحة أرض ذات الموقع المتميز.

وتستغل هذه المؤسسات الظروف الاجتماعية والاقتصادية لدى الأسر التي تعيش دون عائل، أو الأسر ذات الإمكانيات المحدودة، وكذا الأسر التي لديها مشاكل أسرية ذات علاقة بالورثة، وتقوم بمنعها من تحسين منازلها أو إعادة ترميمها أو استثمارها بعيدا عن المؤسسات الحوثية.

وطبقا للمصادر فإن عروض هذه المؤسسات خدعة كبيرة، تجرد ملاك الأراضي من ملكيتهم الخاصة، إذ تصبح تملك المنزل أو البرج السكني مع قطعة الأرض.

تغيير ديمغرافي.. مصائد للمواطنين

تبدو هذه الأفكار الاستثمارية العقارية، ملهمة ومحفزة للمواطنين البسطاء، ولكن بواطنها تظهر مقدار خبث الميليشيات الحوثية والتي تنصب المصائد في طريق تبنيها لأفكار ومشاريع جديدة تستهدف تغييرا ديمغرافيا في التركيبة السكانية وذلك بامتلاك الأراضي والعقارات وسلب المواطنين من ملكياتهم.

وطبقاً لما قاله مراقبون لـ"نيوزيمن"، فإن مساعي حثيثة للميليشيا لتغيير واقع التركيبة السكانية للمناطق الواقعة تحت سيطرتها، خاصة أنه إذا كان واضحا أن الميليشيات تستهدف أيضا الأسر التي تعود جذورها لمحافظات جنوبية وشرقية ومحافظات مثل تعز والبيضاء.