مقاومة أبناء تهامة الساحل للاحتلال التركي "الزرانيق أنموذجاً" (1)
المخا تهامة - Wednesday 15 April 2020 الساعة 10:21 amمقاومة الزرانيق للأتراك واستشهاد الشيخ أمحمد جروب معروف ومقاومة بيت الفقيه.. وخبر يوم كويع وما أدراك ما يوم كويع.
مقاومة الزرانيق للأتراك
ثارت قبائل الزرانيق ضد الدولة العثمانية في سنة 1326 الهجري الموافق 1908م في عهد السلطان عبدالحميد الثاني والذي أرسل العميد يوسف باشا - قائد الحملة التركية ضد الزرانيق. ووصل اليمن ودخل الحديدة فتقدم بعد ثلاثة أيام من وصوله مدينة بيت الفقيه وكانت قبائل الزرانيق الطرف الشامي يرأسهم الشيخ عبدالله حسن معروف ومنصر معروف ووقعت معارك حامية الوطيس وحصلت جملة قتلى من الجانبين..
ومن ذلك أن الشيخ الشهيد أمحمد جروب معروف وعشرة من أبطال الزرانيق هجموا وتقدموا فوق المدافع والرشاشات قاصدين نهبها وأخذها من جيش الأتراك فاقتتلوا، فاستشهد أمحمد جروب معروف والعشرة الأبطال الذين تقدموا معه وقطعت رؤوسهم..
ثم كان من بقية الزرانيق الأبطال من الطرف الشامي الصمود في وجه الطاغية يوسف باشا وجيشه بالحرب حتى رجع القهقرى وعاد إلى بيت الفقيه يجر معه أذيال الخيبة والهزيمة بعد أن حصلت جملة قتلى من الأتراك، ودامت الحرب ثلاثة أشهر من السنة المذكورة بين كافة الزرانيق والأتراك، حيث كان الزرانيق لا يتوقفون عن إطلاق النار على القوات التركية في كل مرتب فيه جيش الأتراك في مدينة بيت الفقيه، وفي الحسينية وفي كل مرتب –أي حامية– ومخيم –أي معسكر– للجيوش التركية..
المقاومة الأهلية في بيت الفقيه
وكانت أهالي مدينة بيت الفقيه تساند الزرانيق على الأتراك، تقتل الجنود الأتراك ليلاً، ويقولون قتلتهم الزرانيق، وعندما يطالبون ببينة يقولون لهم اسألوهم.
خبر يوم كويع 1326هـ/1908م
ولما بلغ القائد العميد محمد نجيب باشا متصرف الحديدة (أي محافظها وقائدها العسكري) وهو أحد القواد الثلاثة (إلى جانب العميد يوسف باشا ورضا باشا) وهو الذي أمر بحبس المشايخ والأعيان والعقال عندما دخل مدينة بيت الفقيه..
فقد خرج من مدينة بيت الفقيه وأخذ المشايخ والأعيان والعقال معه مغلولين بالسلاسل في أعناقهم وقصده أن يسلمهم إلى رضا باشا ويريد رضا باشا إرسالهم إلى تركيا عن طريق باب المندب، فواجهته الزرانيق التي أعدت له في مسيل وادي كويع جنوب مدينة بيت الفقيه..
فإنه تحرك من بيت الفقيه، ووصل إلى مسيل وادي كويع مع الأسرى من المشايخ والأعيان والعقال، فاصطدم بالزرانيق والتحم القتال هنالك واستحرت المعركة وبدأ القتل في الأتراك من قبل الزرانيق قتلاً ذريعاً وجيشه لم يجد شيئاً، فأمر بقتل العقال والأعيان من زرانيق الطرف الشامي وعاد مع المشايخ الآخرين مهزوماً هارباً إلى بيت الفقيه تصحبه الهزيمة، والمعركة مستمرة وخلّفوا وراءهم من الغنائم ما يحمله مائتان وخمسون جملاً..
وبلغ عدد القتلى والأسرى في هذه المعركة بالحصر الصحيح ألفاً وسبعمائة رجل ومن الزرانيق ثمانية وخمسين شهيداً ما عدا المشايخ والعقال الذين أمر بقتلهم.
..... يتبع
(مقشر، أ.د عبدالودود قاسم، الزرانيق والحكم العثماني في اليمن)