بشرى سارة لليمنيين.. الملقحون ضد السل أقل إصابة بفيروس كورونا

متفرقات - Tuesday 21 April 2020 الساعة 08:28 am
عدن، نيوزيمن:

أكد طبيب استشاري مصري صحة المعلومات التي يتداولها بعض الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي حول ارتباط لقاح السل والعلاجات المستخدمة له بالوقاية من فيروس كورونا أو الحد من أعراضه الخطيرة.

وشرح أستاذ الأمراض الصدرية بجامعة القاهرة، الدكتور يسري عقيل، في مقابلة مع قناة"العربية" بالتفصيل علاقة لقاح السل بفيروس كورونا، وهل هناك علاقة بين انتشار الفيروس في الدول التي لا تدرج لقاح السل في قائمة التطعيمات مقارنة بالكثير من الدول الإفريقية ودول الشرق الأوسط التي تحرص على تقديم لقاح السل، ضمن التطعيمات الأساسية للأطفال، حتى الآن.

وقال الدكتور يسري "إن تطعيم السل يتم اتخاذه في الكثير من الدول الإفريقية والشرق الأوسط، ومن ضمنها مصر (واليمن) وهي تسمى "حقنة الأربعين"، حيث يحصل عليه الطفل بعد ولادته بأربعين يوما، وتكون في مكان مميز في الكتف الشمال لتكون في مكان متعارف عليه دولياً.

وأضاف إن فكرة تطعيم السل أنه يعمل على تحفيز المناعة ضد واحد من أخطر الأمراض الوبائية الموجودة في العالم وهي السل، مبينا أن لقاح السل تكمن اهميته في أنه يتم حقن ميكروب ضعيف، وعند دخوله للجسم يعمل على تحفيز الجهاز المناعي، وبالتالي خلال 6 أسابيع يكون الفرد لديه مناعة مكتسبة ضد مرض السل.

وأوضح الاختصاصي المصري أن (السل) له أشكال عديدة، الشكل الأخطر منها أنه ينتقل عن طريق الدم إلى كل مكان في الجسم، وهذا دائماً ما يحدث عندما يتعرض الشخص لهذا الميكروب لأول مرة في حياته.

واستدرك قائلا "لذلك فإن فائدة التطعيم أنه يعمل على إعطاء مناعة مكتسبة ضد السل، بحيث أنه عند التعرض للميكروب تحدث الإصابة في عضو واحد ولا تنتقل إلى باقي أعضاء الجسم".

وأشار الدكتور يسري إلى أنه من ضمن النظريات التي تمت عن مرض السل، أنه مرض شبه متوطن في بعض الدول الإفريقية.

وبشر الاستشاري المصري الأشخاص الذين تم اعطاؤهم هذا اللقاح والذي يعد ضمن اللقاحات السبعة التي تعطى للاطفال في اليمن عقب ولادتهم قائلا" من حصل على تطعيم "بي سي جي" BCG قد تكون إصابتهم بفيروس كورونا أقل من غيرهم ممن لم يحصلوا على ذلك التطعيم".

وأردف "فدائماً تكون العلاقة ما بين الإنسان والميكروب، من خلال العلاقة ما بين الجهاز المناعي والميكروب الذي دخل الجسم، وفي حالة أن الجهاز المناعي الخاص بالفرد في كفاءة عالية، سيعمل على الحد من نشاط هذه الميكروبات والفيروسات وسيستطيع أن يتغلب عليها".

ومضى قائلا "وكثير من الأفراد الذين تمت إصابتهم بفيروس كورونا لا تظهر عليهم أعراض، أو ظهرت عليهم أعراض بسيطة، وآخرون تتدهور حالتهم ويضطروا إلى الدخول للعناية المركزة، وذلك يعتمد على ردود أفعال الجهاز المناعي لكل فرد".

وارجع سبب ذلك الى انه يعتمد على مناعة الجسم، حيث تؤثر بعض الأمراض الأكثر شراسة على مجموعة عرقية معينة أكثر من مجموعة عرقية أخرى.

ولفت الدكتور يسري الى ان ذلك يفسر ماذهبت اليه بعض الدراسات التي رجحت أن سبب ضعف انتشار فيروس كورونا في المنطقة العربية، مقارنة بالدول الأوروبية، له علاقة بتطعيم السل الذي يحصل عليه الأطفال في منطقتنا العربية.

وزاد بالقول "قد يكون ذلك حقيقة، حيث إن تطعيم السل له علاقة بتحفيز الجهاز المناعي الليمفاوي، وهي الخلايا المنوطة بالمناعة ضد الفيروسات، مثل فيروس كورونا على سبيل المثال، وتسمى بالمناعة غير النوعية".

وتابع "أما المناعة النوعية فهي أن لكل ميكروب في الجسم مضاد معين، ونطلق عليها "المناعة المكتسبة النوعية" بعد التعرض لذلك الميكروب، لكن حتى يستطيع أن يقوم الجسم بهذا يحتاج ما بين أسبوعين إلى شهر بعد تعرضه للميكروب، وهناك ردود أفعال مناعية أخرى غير نوعية تستطيع التغلب على الميكروب".

وذكر في هذا الشان ان عدم ارتفاع نسبة الإصابات في الدول الإفريقية، مقارنة بالدول الأوروبية، قد يكون بسبب الأمراض الكثيرة المتوطنة في هذه المنطقة، فدائماً يكون الجهاز المناعي تحت ضغوط لذلك يكون في حالة نشطة طيلة الوقت.

وفي نهاية حديثه، أوضح الدكتور يسري أن تطعيم السل الذي يتلقاه الأطفال حديثو الولادة يعمل على تحفيز وتقوية المناعة ضد الميكروبات والفيروسات بشكل عام، لكن ليس هناك أي دليل علمي حتى الآن يثبت ارتباط هذا اللقاح بالوقاية من فيروس كورونا.