تعز والانتقالي.. نحو علاقة تحفظ مصالح الناس في غياب الشرعية

تقارير - Monday 27 April 2020 الساعة 03:45 pm
عدن، نيوزيمن، هاني علي:

حين كانت قوات محسوبة على الانتقالي تُرحِّل العام الماضي عمّالاً من أبناء الشمال، وغالبيتهم من تعز، لم تفعل الشرعية شيئاً.. حتى أعاد الانتقالي فتح الطرقات وسمح بعودة العمال لممارسة حياتهم بشكل طبيعي.

اليوم الانتقالي يؤكد على حماية مصالح أبناء الشمال وحرية تنقلهم، ويوجّه بتفقد مخيمات النازحين أيضاً.. ما يهم أبناء تعز، مثلاً، أن يستمر نشاطهم التجاري، أعمالهم في عدن، أما الشرعية فهي لم تقدم لهم شيئاً في محافظتهم، غير قادرة على أن تنظف لهم شارع جمال من القمامة، ولا استطاعت حماية أملاك الناس خصوصاً الأراضي، ناهيك عن أملاك الدولة.

الحديث عن الوحدة لم يعد منطقياً بعد أن ضاعت الجمهورية.. فمن لا يملك الشمال كيف له أن يتحدث عن وحدة مع الجنوب في الوقت الحالي.

تعز تحتاج لإعادة النظر في تعاملها مع الانتقالي.. مسؤولية السلطات في تعز البحث عن صيغة للتعاطي مع الوضع الجديد، لأن رواتب تعز تأتي من عدن، وهذه أهم القضايا التي تشغل اهتمام الناس..

لا يمكن للشرعية أن تصرف مرتبات من الرياض، ولا يمكن أن تصرف مارب مرتبات تعز، فهي لم تفعل ذلك سابقاً حين كانت تعز بدون مرتبات لمدة تجاوزت عامين حتى أتى أمين محمود ونجح في إنجاز صرف المرتبات للموظفين في المحافظة.

الأصوات النائحة من الخارج، والتي تقدم نفسها كممثلة لتعز، هؤلاء لن يصرفوا مرتباً لموظف واحد في مدينة أنهكها الحصار والحرب وفساد الشرعية.. تعيش تعز على رواتب الموظفين والجنود وأيضاً على تحويلات المغتربين، وهناك فئة ثالثة تعيش على الدعم الإغاثي المقدم من قِبل الأمم المتحدة ودول التحالف والمنظمات الإنسانية.

تسبب فيروس كورونا بتوقيف تحويلات المغتربين الذين يتواجدون في الحجر الصحي، وتوقيف مرتبات الموظفين سيضيف كارثة أخرى على ظهر تعز.. فهل تدرك السلطات وأحزاب تعز ذلك أم أنها سترفع شعار الوحدة أو الموت.. لن يموت القادة والمسؤولون، ولن يجوعوا.. لذلك عليهم أن لا يقرروا مصير الملايين دون أخذ تفويض من كل واحد منهم.