تَفشي الحوثية قبل ستة أعوام أَغْلقَ باب السلام أمام كل اليمنيين
السياسية - Friday 01 May 2020 الساعة 03:55 pm
بالأمس ارتفعت أصوات عديدة تستغرب قيام مليشيا الحوثي بإغلاق أحد الأسواق في صنعاء القديمة لمجرد أن هناك مشتبها به، يحمل فيروس كورونا.
في لحظة ما نسي الجميع كل مشاهد القتل اليومي التي ترتكبها نفس المليشيا في أماكن أخرى، واستشعروا خوف المليشيا على حياة المواطنين.
الكثر ممن كان حاضرا يدرك تماما كيف سعت هذه الجماعة جاهدة بكل ثقلها وجبروتها إلى تغيير الذهنية اليمنية، بما في ذلك من ثوابت واعرف وقيم وحتى قوانين معمول بها في كل أنحاء العالم.
تم تناقل فيديوهات إغلاق "باب السلام" بالكامل، أحد أهم أبواب صنعاء القديمة، خوفا من تفشي كوفيد 19 المستجد.
دب الذعر أوساط التجار من أصحاب المحلات والباعة المتجولين وسكان الحي الذين تنهبهم نفس الجماعة ضرائب واتاوات أضعافا مضاعفة.
الأمر مجرد عارض يقول أحدهم، لأن الحقيقة أن إغلاق باب السلام قد بدأ مع الحروب ال6، حتى جاء العام 2014 وما تلاه؛ حيث أغلقت الجماعة أبواب السلام في وجه كل اليمنيين.
يقول آخر، لقد حولت المليشيا صنعاء القديمة وأسواقها وبيوتها وأبوابها إلى واجهات إعلانية، رفعت فيها كل الشعارات الطائفية وشعارات الموت، وحولت المدينة إلى مستعمرة خاصة، بعد أن كانت مدينة جميلة تحمل أهم مراحل حقب التاريخ.
استمر الحوثي في إغلاق كل باب مشرع للسلام، فالمرأة التي تم قتلها بالأمس في محافظة البيضاء؛ ليست سوى صدى لأصوات نساء تم قتلهن في مناطق متفرقة خلال غزواته التي لا تتوقف.
فقد لاقت منطقة "حجور" كل أنواع العقاب من قبل الحوثي، بعد أن نكل بالنساء والأطفال والشيوخ والوجهاء، قتل بعضهم واعتقل آخرين وما زالوا حتى اللحظة في سجون متفرقة، بين صنعاء وعمران وحجة.
منطقة "العود" هي الأخرى قدمت قوافل من الشهداء العزل، منذ اللحظات الأولى لتفشي فيروس الحوثي، حيث أجبر الجميع على الدفاع عن أنفسهم بسلاحهم الشخصي.
أبناء مديريات الحديدة، نساء ورجالا، لا يزالون حتى اللحظة يدفعون مع أبنائهم وممتلكاتهم اثمانا باهظة وقوافل من الشهداء.
مشهد الأمس الذي حدث في منطقة باب اليمن وتحديدا باب السلام، الذي يعج بالتجارة بمختلف أنواعها، من عطور وأقمشة وكماليات أخرى، مجرد زوبعة لا تعكس أبسط صورة لما يجري في أماكن أخرى.
الحوثي مستمر في إغلاق كافة أبواب السلام أمام كل اليمنيين دون استثناء لسبب واحد، لأنه بحد ذاته وجماعته استثناء في المجتمع اليمني، وحالة طارئة جاءت من خارج هذا الجسد المفعم بالحيوية والسلام.