هل ينجح الإخوان بجر تعز إلى معركة الجماعة ضد الانتقالي؟

تقارير - Wednesday 13 May 2020 الساعة 03:08 am
تعز، نيوزيمن، معتز الشوافي:

مع احتدام المعارك في محافظة أبين بين ميليشيا جماعة الاخوان المسلمين والقوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، عمدت الجماعة إلى توسيع رقعة المعارك جغرافيا بهدف تشتيت القوات الجنوبية، وذلك عبر محاولة فتح جبهات جديدة تم التجهيز لها من قبل الجماعة من أكثر من عامين.

وتعد جبهة طور الباحة التي تم تكليف محور تعز الموالي لجماعة الاخوان بفتحها أهم هذه الجبهات، حيث قامت قيادة محور تعز بقيادة اللواء خالد فاضل بتحريك قوات عسكرية بشكل سري إلى معسكر اللواء الرابع مشاه جبلي، وإلى مناطق متعددة في مديريتي الشمايتين والمواسط التابعتين لقضاء الحجرية.

جماعة الإخوان المسلمين أوكلت إلى القيادي في صفوف ميليشياتها حبيب السامعي مهمة تجميع الأفراد في معسكر الأحد التابع للواء 35 مدرع ومعسكر آخر يتم التجهيز لتجميع القوات فيه بالأصابح، حيث يتم التحرك على شكل مجاميع صغيرة، وتتحرك الاطقم العسكرية بشكل فردي إلى هذه المواقع، وإلى مقر اللواء الرابع مشاة جبلي الذي يقوده القيادي الاصلاحي التربوي أبوبكر الجبولي.

وكانت جماعة الاخوان المسلمين قد بدأت منذ أكثر من عامين بالاعداد لحربها ضد الجنوب بقيادة علي محسن الأحمر وبدعم وتمويل من قطر وعمان وتركيا، حيث هدفت الجماعة إلى جر محافظة تعز إلى هذه الحرب من خلال الاعداد لفتح جبهة عسكرية لاجتياح الجنوب عبر محور طور الباحة بالتزامن مع المحاور الأخرى في أبين وشبوة.

وفي إطار الاستعدادات المبكرة لجماعة الاخوان في تعز عملت الجماعة على انشاء ميليشيا مسلحة تحت اسم الحشد الشعبي، والذي بلغ عدد أفراده ما يقرب من 10 آلاف فرد، تم حشدهم وتدريبهم في معسكرات خاصة داخل المدينة وفي مناطق متفرقة في يفرس والمسراخ والأصابح وغيرها.

وقامت جماعة الاخوان بتدريب أفراد ميليشيا الحشد الشعبي التابعة لها تدريبات عسكرية وامنية، بالإضافة إلى محاضرات فكرية وأيديولوجية، حيث تلقى الأفراد تدريبات على استخدام الأسلحة وأخرى تتعلق بالاقتحامات والاشتباكات والاغتيالات وصناعة وتفكيك المتفجرات والأحزمة الناسفة، بالإضافة إلى تلقيهم دورات فكرية من منهج جماعة الاخوان وكتابات قياداتها التكفيريين مثل سيد قطب وغيره.

وعملت جماعة الاخوان المسلمين على استخدام ميليشيا الحشد الشعبي في التخلص من كتائب العقيد أبو العباس التابعة للواء 35 مدرع وطردها من داخل مدينة تعز من خلال الحرب التي شنتها عليها في المدينة القديم، وسقط فيها مئات القتلى والجرحى غالبيتهم من المدنيين نتيجة القصف العشوائي العنيف الذي استخدمته الميليشيا.

بعد ذلك عمدت جماعة الاخوان المسلمين على تحريك ميليشيا الحشد الشعبي إلى مناطق الحجرية، وحاولت اقتحام مناطق الحجرية التي تعد مسرح عمليات اللواء 35 مدرع بهدف السيطرة عليها، واستخدامها في حرب الجماعة التي يتم الاعداد لها ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، وكذا ضد القوات المشتركة المتواجدة في الساحل الغربي.

نجحت ميليشيا الحشد الشعبي في خلق انفلات أمني في مناطق الحجرية كمقدمة لتدخلها العسكري فيها من خلال عدد من العمليات الأمنية، وأبرزها قتل اثنين من مرافقي محافظ تعز نبيل شمسان في مدينة التربة في أكتوبر الماضي، وكذا استهداف ادارة أمن الشمايتين واقالة مدير أمن المديرية العميد عبدالكريم السامعي.

هذه الخطوات التي جاءت انعكاسا للمشاريع الاقليمية لدولتي قطر وتركيا الداعمتين لجماعة الاخوان، هدفت ميليشيا الاخوان من خلالها إلى خلط الأوراق، واستهداف اللواء 35 مدرع واتهامه بالتمرد، ومن ثم التخلص منه، حيث نجحت الجماعة لاحقا باغتيال قائد اللواء العميد ركن عدنان الحمادي مطلع ديسمبر الماضي.

اغتيال العميد ركن عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع من قبل جماعة الاخوان المسلمين، جاء متزامنا مع تشكيل الجماعة لكيان ميليشاوي جديد تابع لها في تعز باسم ”لواء حمد” بدعم وتمويل كامل من دولة قطر التي أوكلت مهمة تشكيل اللواء وقيادته إلى القيادي الاخواني حمود سعيد المخلافي.

بدأ تشكيل ميليشيا ”لواء حمد” مع الدعوة التي وجهها المخلافي في 30 أغسطس الماضي إلى المقاتلين من أبناء تعز في جبهات صعدة على الحد الجنوبي للسعودية للانسحاب والعودة إلى محافظتهم، مهاجما للتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية ومتهما اياه بالخيانة، كما أعلن عن استعداده دفع رواتب أكثر من 10 آلالاف فرد.

بعد اغتيال العميد ركن عدنان الحمادي بأسبوع واحد فقط بثت قناة الجزيرة القطرية مشاهد لأفراد لواء حمد الذين تم تجميعهم من افراد حزب الاصلاح في تعز في معسكر يفرس التدريبي التابع للواء 17 مشاة شرعية، وهم يؤدون تدريبات عسكرية، ويصرحون بالولاء للشيخ حمود المخلافي.

وفي الآونة الأخيرة صعدت جماعة الاخوان المسلمين في تعز من تحركاتها العسكرية التي تأتي في إطار استعدادات الجماعة للمشاركة في اجتياح الجنوب، حيث قامت الجماعة بإعادة نشر انتشار لأفراد ميليشياتها في عدد من مناطق الحجرية، ومناطق تابعة لمديرية المسراخ، وفقا لخطط انتشار أمني، وباشراف قيادات عليا داخل الجماعة.

كما عملت جماعة الاخوان على محاولة فتح مواقع عسكرية جديدة في مديرية مشرعة وحدنان التي تتميز بموقع استراتيجي هام كونها مشرفة على الطريق الواصل بين مدينة تعز والحجرية، فقامت بمحاولة اقتحام المديرية عسكريا تحت مسمى اللجنة الأمنية، غير أن الأهالي تصدوا لها واشتبكوا معها وأجبروها على التراجع والانسحاب.

كما تستمر جماعة الاخوان المسلمين بفتح المعسكرات التدريبية لأفراد ميليشياتها في مدارس مدينة تعز التي تقوم باحتلالها، حيث أفادت مصادر محلية بأن جماعة الاخوان تحتل عددا من المدارس وتستخدمها لتدريب افرادها بدعم وتمويل قطري، وابرز هذه المدارس الثلايا والزبيري وسبأ واليرموك وزيد الموشكي والفاروق والخنساء والوحدة وعقبة بن نافع وباكثير والميثاق وغيرها.

هذه الخطوات التي تهدف من خلالها جماعة الإخوان المسلمين جر تعز إلى حرب الجماعة ضد الجنوب، تنصدم بحالة من الرفض المجتمعي الكبير لدى الشارع الذي يرى أن جماعة الاخوان تريد جر المحافظة إلى حروب عبثية لا علاقة لها بالمشروع، بقدر ما هي تنفيذ لأجندة خارجية تريد النيل من المشروع الوطني، وهي أجندة قطر وتركيا وعمان التي تريد العبث داخل اليمن.