وداعاً يا قريتي البائسة.. مواطن يروي قصة تحوله من الفقر إلى الثراء

متفرقات - Friday 22 May 2020 الساعة 01:29 pm
حضرموت، نيوزيمن، خاص:

"ما زلت أتذكر نفور الناس من مجالستي، واشمئزازهم من احتساء الشاي من نفس الفنجان من بعدي، وما زلت أتذكر تماماً عندما كنت أقول لأمي سأريحك من عناء هذه الدنيا عندما أكبر" بهذه العبارات وصف أبو عبدالله معاناته في صغره وفقره في عنفوان شبابه.

تبدأ قصة أبو عبدالله ذي الستة عقود، منذ الوهلة الأولى التي أبصر فيها الدنيا، ووجد زوجة أبيه تقاسم والدته المنزل وتحرضه على الزج بهم بعيداً عنه ولا منزل لهم سواه.

يقول أبو عبدالله: "عندما تزوج والدي على أمي، بدأت تتعقد الحياة، وتزداد صعوبة، ولم أجد مكانا ألجأ إليه غير الانخراط في السلك العسكري قبل بلوغي سن المراهقة".

صبي في العسكرية!

وبسبب أنه كان صبيا لا يتجاوز الـ18، كان قبوله في العسكرية ليس بالأمر السهل، لولا تدخل الخيرين من أبناء قريته.

يقول أبو عبدالله لـ"لنيوزيمن"، إن قبوله في العسكرية شكل محورا أساسيا في بداية تغير حياته نحو الأفضل، واستطاع خلال سنوات قليلة أن يبني دارا صغيرة من الطين من مرتبه الزهيد ليستقر فيها.

يتابع أبو عبدالله حديثه قائلا: "بعد سنوات قليلة على بناء المنزل، فررت من حرب 94 التي طالت شرارتها قريتي، وراح فيها منزلي الذي بنيت فيه بيدي، ومنازل أخرى مجاورة".

ويستطرد أبو عبدالله: "عوضني ربي بخير لم أكن أتصوره بعد مغادرتي القرية، وابتسمت لي الحياة أخيرا عندما توجهت للعمل في محافظة شبوة، فقد تحصلت على فرصة عمل في مجال المقاولات، واستطعت -خلال فترة ليست طويلة- جمع رأسمال، أسست به مشروعي الخاص".

⁃ حياة جديدة

لم يكن أبو عبدالله يتصور أن يدر عليه مشروعه البسيط أموالا طائلة، لكن قدرة الله شاءت ذلك، يقول أبو عبدالله إنه سخر عوائد مشروعه الأولى في تنمية وتطوير المشروع من أجل زيادة الأرباح بعد اكتشافه بأنه مشروع ناجح.

بعد مرور عام على مشروع أبو عبدالله من الازدهار، أصبح من أغنى أهل القرية التي كان يقطنها في صباه، ويضيف إن الكثير من أهل قريته بدأوا في زيارته بعد تغير حياته.

واليوم يقول أبو عبد الله إنه يدير مشروعه من منزله، وينام قرير العين بعد تولي أبنائه التسعة المشروع.

أبو عبد الله يؤكد للجميع أن الفقر ليس عيبا كما أنه ليس من شروط النجاح، وأن في استطاعة كل شاب طموح أن يصبح ناجحا ذات يوم بمجرد الاجتهاد.