الشيخ العلامة محمد علي مرعي في ذمة الله (سيرة رواها عن نفسه)

تقارير - Sunday 24 May 2020 الساعة 04:20 am
الحديدة، نيوزيمن:

بعد أن قضى عمراً حافلاً بالخدمات الجليلة والعلمية انتقل إلى رحمة ربه ناشر العلم وباذله فضيلة الشيخ العلامة محمد علي مرعي الفقيه الشافعي، مفتي محافظة الحديدة ورئيس جامعة دار العلوم الشرعية، وعضو مجلس النواب، مساء السبت الثلاثين من رمضان 1441 هجرية، عن عمر ناهز الـ90 عاماً..

ويعد الشيخ مرعي من أبرز علماء الفقه والعلوم الشرعية، وعمل على تأسيس جامعة دار العلوم الشرعية التي تخرج منها العديد من العلماء في اليمن والعالم الإسلامي.. أحيا مدرسة العلم الشرعي في اليمن، بعد أن خمد أوارها لما يقارب قرناً كاملاً، فأنشأ جامعة للعلوم الشرعية وقرر فيها مقررات المدارس الشرعية القديمة التي كانت في زبيد، واستضاف الشيوخ من زبيد ومن المراوعة والحديدة والزيدية.

يقول الشيخ العلامة محمد علي مرعي -رحمه الله- متحدثاً عن نفسه:

نشأت صغيراً يتيماً في حجر والدتي، وأدخلتني المدرسة التي جوار مقبرة الصديقية، فدرست فيها من الصف الأول حتى تخرجت من الصف الثالث ثانوي، ثم درست العلوم الشرعية على يد الشيخ محمد علي مكرم بجامع النبات، وتابعت ضبط القراءة لكتاب الله على يد الشيخ علي مكرم، ثم انتقلت إلى ميدي ودرست العلوم الشرعية علي يد السيد إبراهيم بن موسى الشنقطي العلامة الكبير من بلاد موريتانيا، وانتقلت إلى مدينة تعز وسكنت حوض الأشراف وتلقيت العلوم الشرعية على يد السيد العلامة إبراهيم بن عمر بن عقيل صاحب تريم، وتلقيت العلوم الشرعية على يد السيد العلامة إبراهيم بن عمر بن عقيل صاحب تريم، وتلقيت العلوم الشرعية على يد الشيخ عبدالقادر مكرم، والسيد يحيى بن عمر الضرير، والسيد العلامة محمد حسن هند، والسيد العلامة منصب المراوعة حسن أحمد الأهدل، والسيد العلامة محمد إبراهيم الأهدل.

ثم تم تعييني مع سيدي الشيخ محمد علي مكرم والسيد العلامة عبدالقادر مكرم من قبل رئيس الجمهورية إبراهيم الحمدي، رحمه الله، لجنة استشارية قضائية لمتابعة المتظلمين بمحافظة الحديدة، وبعد ذلك تعينا أعضاء في محكمة استئناف بالمحافظة برئاسة القاضي العلامة محمد قاسم الوجيه.

ثم صدر قرار بتعييني قاضياً بمحكمة باجل، وبعدها تم تعييني قاضياً بالجراحى، ثم قاضياً بمحكمة المنصورية.. 

وكان مني أن قمت بتأسيس جمعية خيرية للمشاريع الخيرية، وفتحنا لها حساباً في البنك اليمني، وبدأنا بإقامة مشاريع مياه ومدارس ومساجد في خارج محافظة الحديدة على نفقة أهل الخير والصرف لمساعدات مادية وعينية لبعض الأسر الفقيرة من أيتام وعميان وأصحاب عاهات لا يزاولون أي عمل، وقمت بإصلاح بعض المنازل المتضررة على نفقة أهل الخير والصرف بواسطة الجمعية الخيرية التي من أعمالها كان التعاون مع المرضى بصرف علاجات ومساعدات عينية ونقدية عند الحاجة إلى ذلك، وعملت على إقامة مبنى في الحي التجاري لطلاب العلوم الشرعية والسكن فيه، واستمرت الدراسة للقادمين من الطلبة فيه فترة من السنين، وكان تقدمهم من عدة محافظات..

تقدمت لرئيس الجمهورية، آنذاك، المشير علي عبدالله صالح بطلب أرضية واسعة لإقامة مبنى يتسع لأعداد كبيرة حيث والقادمون من طلبة العلم جاءوا من محافظات الجمهورية، بالإضافة إلى القادمين من الأجانب من ماليزيا وأندونسيا وكينيا وجزر القمر والحبشة وجيبوتي وإريتريا وكمبوديا والأردن وغير ذلك، وتكرم فضيلته بمنح أرضية واسعة وساهم في البناء فيها وأولى اهتمامه الكبير جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيراً.. وكان يتابع ذلك حتى أقيمت جامعة دار العلوم الشرعية، ولله الحمد.

وبدأت دراسة المنهج عن طريق لجنة علمية من جامعة صنعاء، وعلماء من النقض والإبرام ومن المحكمة العليا ومشايخ كثير منهم: الشيخ محمد إسماعيل العمراني، والشيخ محمد قاسم عمر، والشيخ أسد حمزة، والقاضي عبدالله الوظاف... وغيرهم، واعتمدوا قراراً بأن منهج الدراسة بالجامعة والسلم التعليمي يعادل دراسة جامعة صنعاء، وقد أعدوا قراراً بذلك، وأن الخريج منها يعادل الخريج من جامعة صنعاء.. ثم كان من وزير التعليم العالي في حينه أن حرر مذكرة إلى رئاسة الأزهر الشريف ثم سافرنا إلى الأزهر وتمت من رئاسة الأزهر دراسة المنهج واعتماده وأرسلت لجنة من الأزهر الشريف إلى اليمن تبارك ما توصلنا إليه.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات بدأ المتخرجون من الجامعة يحضرون الدراسات العليا في مصر وسوريا والسودان وتونس، وتخرج منها من يحمل شهادة الدكتوراه وأخذوا يزاولون أعمالهم في الحياة باليمن.

بالنسبة للعمل زاولت مهنة صنع المقاطب أثناء دراستي (مهنة حرة) كنت أصرف على نفسي منها ثم قدمت ما درسته من الكتب في عهد القاضي العلامة عبدالله الحجري وأنا والشيخ محمد علي مكرم والشيخ عبدالقادر مكرم، ومنحنا شهادات معادلة الليسانس في العلوم الشرعية، وبعدها عينت للفتوى الشرعية مع لجنة من العلماء، وذلك بتوجيه من القاضي أحمد الشامي، رحمه الله.. ثم عينت رئيساً لفرع جمعية العلماء بالحديدة، ثم بعد ذلك عينت بمجلس الشورى، ثم انتخبت عضواً لمجلس النواب في عام 2003م عن الدائرة (164).