"دانة" طفلة تهامية شاهدة على إرهاب حوثي خطف حياة والدها وشقيقها
المخا تهامة - Monday 08 June 2020 الساعة 08:31 amحينما عادت أسرة دنح صغير، إلى منزلها في قرية الجريبة الواقعة شمال مدينة الدريهمي بعد تحريرها عام 2018 وجدته مدمراً تماماً، وكان عليها إعادة إصلاحه.
ولأن أغلب المنازل التهامية مبنية من القش وأعواد الحطب، فقد كان على رب الأسر الذهاب لجلب تلك الأعواد من أجل إعادة بناء منزله المدمر.
خلال رحلة الموت، اصطحب معه ابنته الكبرى دانة وشقيقها الأصغر خالد وجميعهم كانوا على متن عربة يجرها الحمار، منطلقين نحو إحدى المزارع القريبة، غير مدركين أن مليشيات الحوثي عند فرارها تركت أدوات الموت المخفية تحت التراب.
وبينما كانوا في طريق العودة انفجر بهم لغم حوثي، أدى إلى وفاة والدها وأخيها الأصغر، فيما أصيبت دانة بجروح بالغة في أنحاء متفرقة من جسدها وكسر بقدمها.
تحكي دانة، البالغة من العمر خمسة عشر عاماً، لنيوزيمن، أنها لا تتذكر من فصول الحادثة الأليمة سوى أنها شاهدت كومة من الأتربة والدخان وهي ترتفع في الهواء، وانفجارا عنيفا يصم الآذان، ولم تفق بعدها سوى اليوم الثاني في إحدى مستشفيات مدينة عدن.
تضيف، إن أحداً لم يخبرها بوفاة والدها وشقيقها الأصغر أثناء مكوثها للعلاج في المستشفى، لكنها عندما عادت بعد أن تجاوزت محنتها علمت أنهما قضيا نحبهما في الحادثة الأليمة إلى حد أنها شعرت كما لو ان أحدهم غرس خنجرا في قلبها.
تصف دانة ذلك اليوم بالحزين الذي أفقدها أعز ما تملك في الحياة، وتتذكر فصول المأساة باكية بالقول، ما الذي فعلناه بالحوثي كي يضع الألغام في طريقنا؟!
كانت أسرة صغير، فقيرة، ورأسمالها عربة يجرها الحمار تستخدمها في نقل المواد الغذائية والمياه، وقد أرادت أثناء عودتها أن تعيش حياة الاستقرار بعد رحلة نزوح طويلة عانت خلالها ألم الهجران والفراق، لكن أدوات الموت الحوثية الكامنة تحت التراب حولت حياتها إلى جحيم.