شابات المخا أمامهن الكثير ليفعلنه.. هدى وبصائر شقيقتان تحترفان الإعلام والأحلام
المخا تهامة - Monday 08 June 2020 الساعة 10:18 amكان الوقت صباحاً، حيث تلسع أشعة شمس المخا الحارقة وجوه المارة، فيما كانت الأجواء الجافة تثير الاختناق، إلى حد أنها تدفع بمن يفكر بتمضية مهمة قصيرة سواءً أكانت سيراً على الأقدام أم عبر حافلة خاصة إلى التراجع عن تلك الخطوة.
لكن موعد اللقاء مع فتاتين يستعرض تجربتهما في مجال الإعلام كان شيقاً، وإن كانت تجربة قصيرة في بلاد تحيط بها أخبار كورونا المرعبة، فإصرار هدى وبصائر القديمي على إتمام ذلك اللقاء شبيه برفضهما تقديم نفسيهما كشابتين عاديتين في مدينة القهوة.
ولدت هدى وبصائر في دولة الإمارات العربية المتحدة، وعاشتا طفولتهما هناك قبل أن تعودا مع أسرتهما إلى مدينة تفتقر لكل شيء، عدا طيبة أهلها.
كانت أشبه بالعودة إلى المجهول، فالمفارقة شاسعة بين مدينة تتحكم بها التكنولوجيا وأخرى حالها لا يختلف عن حال المدن اليمنية الأخرى.
لقد كان ذلك عام 2015 عندما أرادتا زيارة المخا لكنهما استقرتا فيها، لتكملا دراسة الثانوية العامة وحصلتا على معدلات مرتفعة أعقبتاه بدراسة دبلوم لغة إنجليزية ودورة أخرى في مجال الإسعافات الأولية.
تطمح الشابتان لدراسة الطب، لكن في مدينة مثل المخا حيث لا يتوفر فيها جامعة تجعل من آمالهما صعبة التحقق.
ومنذ أشهر مضت، انخرطتا في أنشطة اجتماعية ضمن مؤسسة شباب لنا بصمة وحاولتا البروز في تقديم أعمال مجتمعية لسكان هذه المدينة، غير أن حصولهما على دورة تدريبية في مجال إعداد وتقديم البرامج الإذاعية خلال شهر رمضان ساهم في تفتق ذهنيتهما للولوج في مجال جديد لم يكن مألوفا لهما من قبل.
حصلت بصائر على الترتيب الأول على المشاركين البالغ عددهم نحو 20 مشاركا ومشاركة، فيما جاءت شقيقتها هدى في الترتيب الثاني.
لم يكن ذلك مفاجئا لشابتين يتقدان حماسا وحيوية، إنما سر المفاجئة هو أن حصول الأختين على الترتيب الأول والثاني، يدل على أن شابات المخا يمتلكن مواهب عدة بحاجة لصقلها.
تصف بصائر تلك التجربة بالمبهرة وترى أن إتاحة فرص التدريب لشابات المخا سيخرج ماهرات أكثر مما قد يتخيله أحدنا، أما هدى فإنها تلقي باللوم على غياب المؤسسات التعليمية التي ساهمت بشكل كبير في الحد من تنوع التخصصات العلمية لبنات المخا.
ترغب بصائر في العمل كمذيعة تلفزيونية وهي تقوم بالتدرب عبر إلقاء نشرات يومية في منزلها كتطبيق يسبق التحاقها في العمل في حال لاحت أمامها فرصة جديدة، فيما تميل هدى للعمل في المجال الإذاعي والكتابة الصحفية.
خلال شهر رمضان تولت الشقيقتان إعداد برنامج إذاعي خاص بإذاعة صوت المقاومة، وأثناء العيد قدمتا حلقة برنامج "تهني مين"، وكانت هذه هي التجربة الأولى للولوج في مجال الإعلام.
تصف هدى التجربة بالممتعة، وترى أنها حفزتها أكثر للعمل في المجال الإعلامي، وهو رأي يتطابق إلى حد كثير لدى بصائر.
تفتح الدورات التدريبية آفاقا جديدة أمام شباب المخا، وتفجر مواهب كانت كامنة، وفي مدينة تنعدم فيها المعاهد التعليمية فإن فرص الكثير من الفتيات في إظهار مواهبهن تبدو منعدمة، ذلك أن حدود التدريب يبقى ضئيلاً ومحصوراً في جوانب توعوية.