الحجوري.. المحارب الجمهوري الشجاع رحيل بغصة الخذلان

تقارير - Tuesday 09 June 2020 الساعة 05:11 pm
عدن، نيوزيمن، مهيوب الفخري:

قدر الضباط الشرفاء أن يغادروا.. رحل الشدادي واليافعي والحمادي ويلحق بهم الحجوري رفيق البدايات وشريك الطلقات الأولى في صدر المليشيات.. في حين ينام الجبناء في الفنادق يعقدون الصفقات ويتآمرون ويهدمون ما تبقى من روح لمقاومة المليشيات الحوثية الغاصبة لوطن اليمنيين وأرضهم.

رحل القائد الجمهوري محمد الحجوري قائد لواء القوات الخاصة والبطل الجمهوري الصلب أحد مؤسسي الجيش الوطني رفيق درب الشهيد عبد الرب الشدادي.. مات في سيئون بعد إصابته بفيروس كورونا، غير أن الخذلان الذي واجهه حياً وهو يقاتل في كل الجبهات لحقه بعد وفاته أيضاً.. لأنه لم يكن منتمياً لحزب الإصلاح..

لم يتحدث عنه أحد ولم تنعه القيادات العسكرية والسياسية والدوائر والشخصيات القبلية.. ليس هذا فحسب بل فشلت أسرته في أن تحصل على سيارة إسعاف لنقل جثمانه من سيئون إلى مأرب ليوارى جسده الذي تعفر بتراب المعارك في جبهات عدة كانت مأرب والجوف آخرها.

>>اليافعي والشدادي والحمادي.. خصوم الملشنة الذين اغتالتهم المليشيات

منذ الفجر تلاحق أسرته سيارة إسعاف كما قال الشاعر والناشط عامر السعيدي، على صفحته في فيس بوك، لكن دون جدوى فالحجوري صاحب مقولة "الجيش ابن الأرض وليس ملك الحزب"، مغضوب عليه من حزب الشرعية الأول الإصلاح وآخر الاتهامات له بالخيانة زورا وكذبا كانت من قبل الحزب وأدواته الإعلامية والعسكرية في معركة الجوف، حيث سلم الإصلاح الجوف للحوثيين واتهم الحجوري بالخيانة وهو يقاتل في الميدان مع جنوده وآخر من غادر المكان بعد أن تآمروا عليه.

بعد انتظار طويل لسيارة إسعاف لم تلتفت وزارة الدفاع لأسرة الحجوري، بعدها تفضل قائد القوات الخاصة في مأرب بتوفير سيارة إسعاف لنقل جثمان الحجوري وهو البطل الذي قليل عليه أن ترافقه مواكب من السيارات والأبطال وأن يودع وداعا يليق بدوره وكفاحه ونضاله الوطني المشرف.

كان يفترض قبل وفاته أن يكون هو قائد للمنطقة العسكرية الخامسة لكنه ليس من المحفوفين برضا الحزب والجنرال العجوز.. فقد تم التآمر على قواته لواء القوات الخاصة وتفكيكه ونقله إلى مأرب من ميدي ووصل الحال بقوات الإصلاح وقيادات الحزب العسكرية أن تتمادى ضده بممارسات همجية وايذائه في كل تحرك أو مكان تواجد له.

الحجوري البطل الجمهوري منذ بدايات المواجهة مع مليشيات الحوثي الانقلابية، ورفيق الشدادي في تأسيس نواة الجيش الوطني، رحل ولم تجد أسرته سيارة إسعاف لنقل جثمانة.. بينما تعيش قيادات وأبناء قيادات الشرعية في فنادق وقصور وتتقاسم مال الشعب وثروته..

القائد الذي كان دوماً يتقدم جنوده في الميدان وكان ينشد الشهادة مدافعاً عن وطنه وجمهوريته يغادر الدنيا وغصة في حلقه على واقع الجيش وقيادات لم يعد للحرب والوطن مكان في حساباتها.. خذل الحجوري حياً وخذل ميتاً، وهذا قدر العظماء أن لا ترضى عنهم مافيات السلطة والنهب والمتآمرين..