تزوج بألفين واشترى شاحنة بخمسة.. "حزوم" عاصر المخا "الجمهورية" وعصرته تقلباتها
المخا تهامة - Friday 12 June 2020 الساعة 10:14 amلا يزال يحيى حزوم متمسكاً بعمله في بيع الفاكهة في سوق المخا المركزي رغم تقدمه في السن، إذ يرى أن ذلك هو سر سعادته.
لعقود عدة، زاول حزوم مهنة بيع المواد الغذائية، ويتذكر البداية التي انطلق بها كبائع صغير حالفه الحظ في التوسع إلى أن وصل إلى إدارة ثلاثة محلات تجارية إضافة إلى ناقلة كبيرة.
كان ذلك بعد قيام الثورة مباشرة، وعندما ازداد النشاط التجاري في ميناء المخا خلال سبعينات القرن الماضي، كان يتوجه إلى الميناء للعمل رغبة في الأجور الجيدة التي كانوا يحصلون عليها، فيما كان يترك البيع في دكانه لأحد أصدقائه.
يصف حزوم جيله بالأكثر حظاً سواءً تعلق ذلك بوفرة الأعمال أو رخص الأشياء وسهولة اقتنائها. ويقول ضاحكا، إنه اشترى شاحنته بخمسة آلاف ريال، فيما لو فكر حاليا شراء شاحنة مماثلة، فإنه سيضطر إلى بيع اثنتين من بناياته السكنية.
ويضرب حزوم بنفسه مثالا كيف تمكن من خلال دكانه، من بناء خمسة مساكن وشراء شاحنة ودراجة نارية، فيما بالكاد يستطيع العامل أو مالك مشروع صغير اليوم تأمين القوت الأساسي لأسرته.
لكن حزوم انهارت تجارته بسبب ما قال إنه تراجع شهدته المخا في الحركة التجارية، وهو ليس نادما على ذلك طالما تبقت له بسطته المتواضعة.
لدى ذلك الرجل الذي يشكو من إصابته بسكر الدم، عشرة أبناء، 7 إناث و3 ذكور، ورغم عرضهم عليه مصروفا يوميا من اجل التوقف عما يقوم به، إلا أنه يرفض ذلك، مفضلا العمل نظرا للجوانب الصحية التي تمثلها الحركة المستمرة للمتقدمين في العمر.
يقول، "لو قعدت في المنزل وتركت البيع، فإني سأفقد القدرة على الحركة خلال بضعة أشهر، المشي يكسبني مزيدا من القدرة على الحركة".
ولذا يحرص على أن يستمر ببرنامج البيع رغم ضآلة مردود ما يكسبه من بيع البطيخ والطماط والبطاط وحبات الليم يوميا، إنما يذكره ذلك بالبيع والشراء وإشغال نفسه بشيء يستفيد منه بدلا من القعود بلا عمل.
والشي الذي لا يزال نادما عليه، هو عدم حصوله على التعليم، ويرجع ذلك إلى وفاة والده عندما كان طفلا، إذ إن المجتمع حينها كان بسيطا للغاية إلى حد أن الأطفال يختبئون عندما يشاهدون سيارة قادمة.
يتذكر المهر الذي دفعه لزوجته بالفي ريال جمهوري وهو مبلغ كان يمثل ثروة، رغم أن أبناءه يضحكون لدى سماعهم حجم المهر المدفوع.
لحزوم حيوية ونشاط رغم بلوغه السبعين من العمر، إذ يحضر إلى سوق المخا المركزي صباح كل يوم ويغادره ما بعد الظهيرة، إنه برنامج يومي ألف عليه منذ أن كان في الخامسة عشر من العمر، يتنقل بين محلاته التي اختفت وبقت له بسطة هي كل رأسماله.